*صباح القدس*

ناصر قنديل

صباح القدس لجورج قرداحي، وخلي القلم صاحي ، ففي زمن الرقيق ، آن اوان القلم ليستفيق ، فاكتبوا وغردوا ، بأن حصحص الحق ، والباطل زهق ، لكن يجب الانتباه وعدم الإشتباه ، بأن القضية ليست قضية تصريح ، بل قضية الوطن الجريح ، فهي حرب استرقاق للبنان ، ومحاولة لإقامة الميزان ، لحساب معراب ، وحول مأرب ، فيفتح الحساب لألف مأرب ، وصاحب الحملة يدرك ان الفتنة الفاشلة ، قد تصبح طلقة قاتلة ، وان الحرب الميؤوسة ، التي استهلكت فلوسه ، دخلت الى اللحظة الصعبة ، والنصر صار على العتبة ، والأنصار يحتفلون ، فالقبائل في مأرب تفاوض على السلاح ، لتفادي الاجتياح ، وينضم ابناؤها الى المحتفلين ، بالنصر المبين ، ولأن في لبنان مقاومة ، يراهن المهزوم والمأزوم ، على المساومة ، فهو يعلم ان هناك نفوسا ضعيفة ، يبحث كل منها على رغيفه ، والرغيف ليس خبرا على الدوام ، فقد يكون منصبا او مكسبا ، او مطلبا ، فيصير اليد التي توجع الوطن في كرامته ، وتجبره بطول قامته ان يحني هامته ، طالبا الصفح عن جرم لم يرتكب ، وتؤدي شرائط الولاء الذليل ، فتأتي المطالب من حيث لا تحتسب ، كفوا عن ملاحقة دم القتيل ، فمعراب خط احمر ، او دعوا حزب الله يقول للانصار ان مأرب مقابل بقاء الحكومة ، وهم لا يعلمون ان هناك طيونة واحدة ومارب واحدة ، لكننا نطوي كل يوم حكومة ، فليأخذوها ان كان الثمن ما يرمز للكرامة ، وليبلوها ويشربوا من مائها ، ان هددوا بهدر دمائها ، اما الرهان على جعل قرداحي ، من بين الأضاحي ، فليس من شيم الأباة القبول ، وما قال الا الحق ، والحق فيما يقول ، فأوقفوا حربكم العبثية ، تلك نصيحة بجمل ، وقد قال لكم من قبل لا تخاصموا الأسد ، فأقمتم الدنيا عليه طلبا للإعتذار ، ولم يعتذر ، ثم اعتذرتم انتم ، وذهبتم الى البلد ، الذي لاعب الأقدار ، وانتصر ، فلمَ تعيدون الكرة ، مئة مرة ، ولا تتعلمون ، ان الحقد والعنجهية أسوأ صانع للقرار ، وأن لا جدوى من معاندة الأقدار ، وان صديقا نصوحا بألف منافق ، واول العقل ان تعرف من تصادق ، فلم تفضلون الرقيق على الصديق ، وتمسيح الأحذية بألسنة المنافقين على سماع قول رصين ، كنعامة تدفن رأسها في التراب ، وتكشف قفاها ، وتظن انها دخلت من الباب ، وأن لا أحد يراها ، والحقيقة بائنة ، ان الكرامة لا تعادلها الاموال الا عند الذليل ، وثمة من لا تشترى كرامتهم الا بدمائهم ، والأمر لا يحتاج الى دليل ، لان الكرام شربوا الكرامة مع مائهم ، اما الأذلاء فلهم قرص في كل عرس ، ينادون من تزوج امهم بعمهم ، لا تهمهم مقولة عرب او فرس ، يقفون مع الواقف ويعرفون من سيمائهم ، لا ينفعون في العير ولا النفير ، اطعامهم حرام ، وأسوأ الأنام ، وخير من اطعامهم اطعام البعير .

شاهد أيضاً

الدكتور بصبوص يشارك في مؤتمر الدوحة الخامس عشر لحوار الأديان

يسافر الدكتور دانيال بصبوص للمشاركة في مؤتمر الدوحة الخامس عشر لحوار الأديان، الذي يقيمه مركز …