“ماذا ينتظرُ اللبنانيون”

د. عباس وهبي

إنّ رفع الدعم عن المحروقات بهذه السرعة الجهنّمية يُثير القلق والاشمئزاز والتذمر وكأنّ هذه الحكومة تُبرمج لموت البلد ! فهذه السلطة الفاسدة جمعاء الرابضة على قلوبنا ما انفكت تُمعنُ في الانقضاض من خلال تعزيز ودعم هذه الكارتيلات المتوثّبة والمنقضّة على خيرات الوطن ، وعلى القدرات الاقتصادية للمواطنين التي وصلت إلى أدنى من الحضيض ! فبدلاً من تأمين دعمٍ خاص لسائقي سيارات الأجرة والفانات على الأقل وتحديد تسعيرة الأجرة بشكل يستطيع فيه الناس الذهاب إلى أعمالهم بانتظار إيجاد خطة للنقل في المراحل القادمة أسرعت الحكومة لرفع الدعم الكلي وحتى قبل إصدار البطاقة الالكترونية”الترقيعة” الموعود بها ، و ما زاد الطين بلّة هو الناطق باسم السلطة وأعني رئيس الاتحاد العمالي العام الذي راح يُبشّر بمزيد من الارتفاع لهذه الأسعار بدلاً من الدعوة إلى العصيان المدني ، وقد عوّدنا على إطلالاته المبرمجة من أجل تذكيرنا أنّ هناك إتحاداً !!
هذا في وقتٍ يغلي فيه التأجّج الطائفي – المذهبي المُشيطن – الغائي الداعم للدولة العميقة، و يستعرُ فيه التوحش الفاشيستي المتصهين ، و يعمد فيه النظام السياسي الأخطبوطي المتخبّط والمتحايل والمتحالف رغم كلّ التناقضات العجيبة الغريبة إلى تجديدِ ذاته من خلال تجرعه باستمرار لإكسير الحياة على حساب معاناة الشعب اللبناني وإذلاله حيث جعلوه ما بين مطرقة التسلط واستغلال
المذهب والطائفة وسندان الفقر والاجحاف بحقّه ..
وعليه ماذا ينتظر اللبنانيون ؟!