السلطتان السياسية والنقدية تآمرتا على الناس والحكومة تتفرّج

 

“تيار الحياة”: لم يعد يعني الموطن قانون انتخاب المبرمج وفق مصالح السياسيين

أحمد موسى

ألهب البنزين اوجاع اللبنانيين، في بلد مثخن بالجراح ومتعدد الاوجاع، ولا مسكنات تنفع بعد، فيما المنتفعون يصلون الى ما يريدون مع رفع الدعم عن المحروقات بعد احراق العملة الوطنية بنيران الدولار، وقبل صياح الديك كانت صفيحة البنزين ترتفع عن سطح الخراطيم ستين الف ليرة بمعدل يوزاري نصف الحد الادنى للاجور في الصفيحة الواحدة وأربعاء التسعيرة المجنونة سيسري تالياً على سائر المحروقات وعبوات الغاز وسيهدد عائلات الجبال والأرياف التي بدأ البرد يلفح قراها ويسكن بين مدافئها.

 

على هذا الواقع لم يخرج مسؤول أو نقابي يتحمل مسوؤليات، بل يتبارزون في دفع التهم عنهم ويرموا بها جزافاً ويهدّدون بالإضرابات وإقفال البلد وكأنه مفتوح، فوزارة الطاقة عزلت محركاتها، ووزيرها “مغلوب على أمره” مجاهراً “كل شيء في البلد مسيّس”، والاتحاد العمالي بشّر اللبنانيين بما هو أسوأ “سعر صفيحة البنزين قد يلامس أربعمئة ألف ليرة”، أما نقيب موزعي المحروقات فادي أبو شقرا فقد بدأ بنظم الشعر والقوافي مستحضرا معها أرواح المنجمين والمقامرين والمغامرين لاستشراف المستقبل المحروق، فيما يطالعك عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس مسابقاً الزمن الوهم وأيام الموت البطيء مغدقاً مع كل طالع السعر الأسبوعي للمحروقات مبرراً الصعود الجنوني حمايةً للربح السريع للشركات والتجار والمحتكرين، فيما جبهات المعارضة والحراك المدني ورموز السابع عشر من تشرين دخلوا صومعة الإعداد للانتخابات النيابية منخرطين في فوضى الإحتكار و”كذبة الثورة”، لكن إذا استمرت وتيرة الارتفاع على حالها فلن يبقى شعب يذهب إلى صناديق الاقتراع.
بتواطؤ ضمني بين الحكومة وسلامة، انطلقت عملية رفع الدعم منذ ما قبل صدور مرسوم تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لتعمّم “أسوأ العمل”، جرى تحرير المازوت أولاً وجرى تسعيره بالدولار النقدي فيما توقف مصرف لبنان عن تمويل استيراده من الاحتياطات الإلزامية بالدولار التي يحملها في محفظته، ومنصات الصيرفة آخذةً في تدمير العملة الوطنية دون رادع، وتجار ومحتكرون ومهربون يفسدون في الأرض والشعب معاً عرضاً وطولا، كالنار في الهشيم، والدواء يفتك سعره على مرأى ومسمع وزير معني في يوم أسود حالك حال بين أبيض ودولرة الدواء فأصاب من المواطن ـ المريض ـ مقتلاً، ومع بداية الشتاء الذي ينتظره كُثر فإن نار المازوت يكوي غلاءه بلا رادعٍ مهدّداً الآلاف من ساكني الجبال والأطراف، في وطنٍ تناسى مسؤولوه شعبه على أبواب انتخابات ليمننوه في بطاقة تموينية هي حقّه بعد أن تقلّصت إلى حد “الشحاذة” كصوتٍ في صناديق الإقتراع.

النتيجة التلقائية لهذا السلوك المتهوّر من قوى السلطة في مواجهة تداعيات الأزمة تكمن في “الانتقال من السيئ إلى الأسوأ”، الواقع أن قرار رفع الدعم عن البنزين اتخذ من دون سياسة حماية اجتماعية ومن دون أي إجراء يتعلق بتنفيذ خطّة نقل مشترك يكون بديلاً من استخدام السيارة، بل يمكن القول إن السلطتين السياسية والنقدية تآمرتا على الناس فيما تقف الحكومة متفرّجة.
تيار الحياة اللبناني
وأمام هذا الوضع والتّيه الذي يعيشه شعب لبنان، صدر عن “تيار الحياة اللبناني” البيان التالي: في خضم الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان خاصة أزمة المحروقات والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار بمقابل تدني سعر صرف الليرة اللبنانية الى أن وصل الوضع الى ما لا يُحتمل أو يُطاق، استبشر اللبنانيون خيراً بتشكيل الحكومة الحالية التي أطلقت على نفسها حكومة الانقاذ.
ترافق التشكيل مع انخفاض في سعر صرف الدولار والحديث الاعلامي عن رفع الدعم عن المحروقات بعد أن تم رفعه عن الأدوية، وقد أثر انخفاض سعر الصرف ايجاباً على سعر المحروقات، لكن الذي تأكد مؤخراً للقاصي والداني أن انخفاض سعر صرف الدولار كان مكيدة حكومية خبيثة هدفها تمرير رفع الدعم عن المحروقات بدون أي اعتراضات أو احتجاجات شعبية.
اليوم اتضح للجميع أن حكومة لبنان حكومة دمار وانفجار وتجويع وافقار، حكومة خبيثة انتهازية استغلت وجع الناس لتمرير قراراتها الخنفشارية التي قضت على آخر أمل للبنانيين بالانقاذ والحلول، حكومة استمرار الازمة واشتدادها، حكومة المحاصصة بأوجه مقنعة.


انها حكومة القضاء على قوت المواطن، حكومة الخبر اليابس الغذاء الوحيد لمن بقي على قيد الحياة، لقد ألهبت قراراتكم جيوب المواطن وأردته بالضربة القاضية بعد أن سعرت المحروقات على سعر صرف الدولار في السوق السوداء وازاد معه سعر صفيحة البنزين ستون ألف ليرة دفعة واحدة مع انقراض الغاز وندرته.
ان رفع الدعم عن المحروقات والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار بمقابل الليرة اللبنانية سوف يتبعه غلاء وارتفاع فاحش بكل المواد والسلع والحاجيات.
أيها الوزراء والساسة ان كان لكم آذان فلتسمع ان شعبكم يئن جوعاً وفقراً وعوزاً وفاقة، وازدادت الجرائم وأصبحت الناس تقتل بعضها بعضاً، اما جوعاً أو قهراً، لم يعد يعني الموطن قانونكم الانتخابي ولا نتائجه المبرمجة بحسب مصالحكم وأهوائكم، ولم تعد تعني المواطن عدد أفراد أحزابكم وعتادكم وأسلحتكم، ان ما يعني المواطن اليوم الخلاص منكم ومن قرفكم ونجاستكم وظلمكم ونجاته من مجازركم وقراراتكم.

شاهد أيضاً

حزب الله يتقدم بأحر التعازي بإستشهاد السيد رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان وممثل الامام الخامنئي في محافظة أذربيجان

🔵 أصدر حزب الله البيان التالي: ‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏”الذين إذا أصابتهم مصيبة …