مديرة مؤسسة «شملان الإجتماعية»، دار الأيتام الإسلامية السيدة هادية جابر مرعي..

 

دار الأيتام الإسلامية هي منظومة وطنية بإمتياز..

 

حوار رانية الاحمدية

« دار الأيتام الإسلامية»، إسما معروفاً في العمل الخيري والإنساني منذ العام 1917، أي ما يقارب ال 104 سنوات من العطاء المتواصل، إذ أنها لم تكلّ أو تملّ من الإلتزام بواجباتها، أو خطها الذين إتخذتهما على عاتقها لمساعدة الأطفال الذين لا عوائل لهم واحتضانهم في كنفها وتربيتهم بما يليق بمجتمع فعال ومعطاء، ولم تتوانى يوماً عن توفير فرص التدريب لهم وتأمين العمل للنساء والشباب ودعمهم بشتى الطرق والوسائل الإنسانية، وبمساعدة أهل الخير والكفوف البيضاء إستطاعت دار الأيتام الإسلامية بإدارة مديرها العام معالي الدكتور خالد قباني من إحتواء الآلاف والآلاف من المحتاجين لرعايتها، وتخريج العديد منهم وإنطلاقهم في المجتمع اللبناني بما يليق بهذه التربية الصالحة وكأن كل الظروف المناسبة توفرت لهم..
54 فرعاً منتشراً للدار وعبر كافة المحافظات اللبنانية، ممّا يعني بأن رسالتها الأولى والأخيرة هي العمل الإنساني فقط دون التمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وأخرى..
الكثير والكثير من الكلمات التي تختلج داخلي وتجول في خاطري أتمنى قولها، لكن لن تكفي جميع مواقع التواصل الإجتماعي ولا صفحات العديد من المجلات لشرح كم الخدمات والأعمال الإنسانية التي تقوم بها «دار الأيتام الإسلامية»..
لذا أفضل بأن أترك الحديث لإحدى السيدات اللواتي عملن منذ زمن في الدار لتشرح لنا جزءاً بسيطاً عن تلك الخدمات، على أن يكون لنا لقاءات ومتابعات دورية للأعمال الخيرية التي تقوم بها فروع دار الأيتام الإسلامية بشكل دائم لنثبت بأن العمل الإنساني مازال موجودا ولبنان مازال بألف خير وفيه أهل الخير والعطاء والإحسان متكاتفين دائما وأبدا..

 

إنها السيدة هادية جابر مرعي مديرة مؤسسة شملان الإجتماعية لذوي الإعاقة والإحتياجات الخاصة، إحدى فروع دار الأيتام الإسلامية..
في قلبها حب يسع الكون لينبعث منه حب الإنسان، حب العائلة، حب الخير، وحب الوطن، إختارت أن تكون سيدة العطاء في زمن يتشاجر فيه الناس على الوطن وعلى الله، إذ أصبح البعض يعمل لمصلحته فقط للأسف.
هي من نسيج التربية الإنسانية قلباً وقالباً، كتلة أحاسيس جامعة كل فضائل الإنسانية التي تجعل منها إمرأة عاملة في مجتمع تواق إلى مد يد العون والمساعدة، تساهم في زرع الأمل والرجاء أينما حلت..
حالمة كأحلام الطفولة البريئة التي ترعاها في المؤسسة، تبتهل إلى الله صباحاً ومساءً لتبقى يد الخير ممدودة نحو هؤلاء الأيتام، تشع من وجنتيها بشائر الخير والحب للجميع لدرجة بأن سلامها الداخلي الذي تعيشه ينبعث من محياها..

 

23 عاما من العمل قدمنا خلالها الكثير من الخدمات وتركنا بصماتنا الخاصة..

 

“موقع مجلةً كواليس” زار مؤسسة شملان الإجتماعية لذوي الإعاقة وإلتقى مديرته السيدة هادية، وكان هذا الحديث الذي يشرح جزءاً بسيطاً من حجم الأعمال الإنسانية والرسالة السامية التي تعمل عليها الدار من رأس هرمها وحتى أصغر عامل فيها.

 

 

*في البداية نود التعرف إلى مؤسسة شملان الإجتماعية، المساعدات، الحقوق المعطاءة والحقوق المأخوذة؟

مؤسسة شملان الإجتماعية هي إحدى فروع دار الأيتام الإسلامية مؤسسات الرعاية الإجتماعية في لبنان، وقبل البدء بالحديث عن مؤسسة شملان لا بد لنا من ذكر المؤسسة الأم التي ولدت من رحمها مؤسسة شملان الإجتماعية.
دار الأيتام الإسلامية هي منظومة إجتماعية وطنية طوعية تخدم الأحوج والأفقر، هي رائدة في تحصيل حقوق مستفديها وكل الفئات التي تقوم بخدمتهم ورعايتهم لمساندتهم في الحصول على حقوقهم الإجتماعية، كما أنها تعمل على تنمية ونهوض هذا المجتمع أينما وجدت، بالإضافة إلى أنها منظومة وطنية بإمتياز حيث إنتشرت على مساحة الوطن عبر 54 مجمع ومؤسسة ومركز بكافة المحافظات اللبنانية ممّا يعني تأكيداً على رسالتها ودورها الوطني بخدماتها دون التمييز ومنذ نشأتها في العام 1917، ونحن نفتخر بإنتمائنا لهذه المنظومة العريقة التي تمتلك تاريخا ورصيدا كبيرين في العملين الإنساني والإجتماعي، حيث تخدم الفئات الإجتماعية من أيتام وحالات إجتماعية صعبة، وأطفال ليس لهم عوائل، كما تهتم بذوي الإعاقة الحسية والحركية، وذوي الإعاقة الذهنية، كبار السن، الأرامل، خدمة اليتيم، ضمن أسرته، إلى التدريب المهني للمستويات الأقل حظا، أيضا تعمل على تمكين المرأة ومساندتها، خصوصا الأقل حظا لتصبح عنصرا منتجا ومستقلا في المجتمع، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الإجتماعية وحضانة الأمهات العاملات بمفهومها الإجتماعي لمساندة المرأة في مجتمعها وتعزيز دورها وكل الخدمات الإرشادية والتوعوية والتمكينية للمجتمع..
لنبدأ بمؤسسة شملان الإجتماعية التي بدأت عملها في العام 1998، وأعلم جيداً بأن 23 عاماً هي قليلة جداً نسبة لل 104 سنوات وهو عمر المؤسسة الأم، لكن إستطعنا في هذه الفترة الوجيزة حصد الكثير من الإنجازات المهمة في مجال خدماتنا، وطبعا ذلك إستنادا منا للتاريخ العريق الموجود في دار الأيتام الإسلامية، فكان لنا بصماتنا الخاصة وما يتناسب مع الخدمة المتخصصة التي إنطلقنا فيها، وبدأت المؤسسة بخدمات ذوي الإعاقة الذهنية والصعوبات التعليمية وقد جندّنا كل إمكانياتنا لتوفير كل إحتياجات هذه الفئة عبر المناهج والبرامج «التربوتأهيلية»،

 

بالرغم من الوضع الصعب، إلا أنه لدينا بارقة أمل بغد أفضل..

 

إذ لدينا منهاجاً خاصاً لخدمة ذوي الإعاقة الذهنية، وهذا المنهاج هو وبكل فخر من إعداد قطاع الخدمة في مؤسسات الرعاية الإجتماعية وتحديدا قطاع التنمية الفكرية وأعدّ محليا ليتناسب مع إحتياجات أولادنا ضمن بيئتهم، بالإضافة إلى ذلك لدينا برنامج التدريب المهني والتشغيل والتوظيف في سوق العمل عبر مركز شملان المهني الذي يضم عدة إختصاصات ومشاغل حاصلة على رخصة من مديرية التعليم المهني، نقدم فيها التدريب المهني بمستوى خاص وعال جدا، وهذه المشاغل تضم، الخياطة والتطريز، التمديدات الصحية، النجارة، تنسيق الأزهار والشتول، لغات وطباعة الكمبيوتر، كما أنه لدينا مشاغل حرفية داخل « أتيلييه» خاص يضم عدة أنواع حرفية لتساعد أولادنا على التدريب الحرفي للذين لا تسمح لهم قدراتهم بالإختصاصات المهنية، منها تزيين على الفخار، شغل على القش، حفر على المرايا، شك خرز، شمع، سيراميك، إعادة تدوير، وأعمال بيئية وغيرها،

 

مؤسسة شملان الإجتماعية ولدت من رحم دار الأيتام الإسلامية

 

بالإضافة إلى قسم الرعاية الأسرية الذي يضم عدة أقسام: منها برنامج التدخل المبكر الذي يخدم الطفولة المبكرة منذ لحظة الولادة وحتى عمر الست سنوات، حيث تقوم فيه الزائرة الأسرية بزيارة العائلة لتعمل على تدريب الطفل وتوعية أسرته وبشكل خاص تدريب وتثقيف الأم على كيفية المتابعة مع الطفل وتدريبه بشكل يومي، كما لدينا برنامج دعم النفس الإجتماعي الذي نتوجه فيه بداية إلى أسرنا وتلبية إحتياجاتهم ومساندتهم بكيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الإحتياجات الخاصة، أيضا هناك برامج تمكين وإرشاد وتوعية دعم النفس الإجتماعي لبعض أسر المحيط ومنه إلى أبنائنا من ذوي الإحتياجات الخاصة يقدمها الأخصائي الإجتماعي، وداخل قسم الرعاية الأسرية لدينا نادي العمر المديد، الذي يضم كبار السن من غير العجزة والذي ينتسب إليه مجموعة من المسنات والمسنين من هم فوق سن التقاعد وليسوا عاجزين، وهو ناد إجتماعي ثقافي ترفيهي، لتنشيط خبرات كبار السن والتأكيد على دورهم بالرغم من بلوغهم سن التقاعد لنستفيد من خبراتهم ولتبادل الخبرات فيما بينهم وإنشاء هذه العلاقات الإجتماعية التي يجب أن تبقى متجددة لديهم، بالإضافة إلى أنهم عناصر متطوعة مع أبنائنا من ذوي الإحتياجات الخاصة، لنخلق جوا من الألفة والتواصل والتفاعل بين الأجيال وتعزيزا لهذه القدرات أيضا، كل هذا يتوفر داخل مؤسسة شملان الإجتماعية، كما يمكنني القول فيما يخص الرعاية داخل المؤسسة لدينا أربع خدمات رعائية، الرعاية الداخلية، الرعاية النهارية، الرعاية المجتمعية والرعاية الأسرية التي شرحتها آنفا.

 

 

الرعاية الداخلية تضم أبنائنا الذين يقطنون في مناطق بعيدة ولا يمكنهم الذهاب إلى منازلهم يوميا، بالإضافة إلى رعاية من هم الأحوج للتواجد داخل المؤسسة ممن يعانون من مشاكل مجتمعية وأسرية لتكون المؤسسة المساندة والحاضنة لهم في فترات معينة وخلال تواجدهم طبعا يتم دخولهم اليومي إلى الصفوف التربوية والمراكز المهنية وتعمل الرعاية الداخلية على توفير الجو الأسري لهم بكافة الطرق بالإضافة إلى تنمية قدراتهم الفكرية وتوظيفها فيما تتناسب من خلال إعتمادهم على أنفسهم للوصول إلى إستقلاليتهم فيما بعد.. وطبعا كل تلك النفقات التي تحتاجها الرعاية تقع على عاتق المؤسسة وهذه الرعاية هي رعاية تنموية متخصصة.
الرعاية النهارية التي تضم الأقسام التعليمية والتدريبية في الصفوف مع قسم العلاجات المساندة والعلاجات الأساسية التي يحتاجها ذوي الإعاقة الذهنية من علاج تقويم النطق واللغة، علاج التربية النفس حركية، العلاج الإنشغالي والعلاج النفسي، بالإضافة إلى الإشراف الصحي الإجتماعي والذي يتم متابعته من قبل الأخصائي الإجتماعي مع ابنائنا بحصص فردية، بالإضافة إلى التدخل العلاجي داخل الصفوف حسب إحتياجاتهم.

 

 

يبقى لدينا الرعاية المجتمعية التي تأخذ حيزا كبيرا من الإهتمام والجهود داخل المؤسسة، لأنها تدور حول التنمية المجتمعية التي هي أساس للوصول إلى الهدف المنشود من أبنائنا من خلال تفعيل دورهم وإنتاجيتهم وإندماجهم في المجتمع وتقبل الآخر لهم من خلال نشر التوعية لدى مجتمعما ليكون لديه إيمان أكبر بقدرات أولادنا وحقوقهم في حياتهم اليومية، وفي الوطن، بالإضافة إلى التشبيك مع كل ما يخص مؤسسات المجتمع المحلي وفعالياته وهيئاته والحمدالله لاقينا تجاوبا كبيرا منهم ومن محيطنا من أهل الجبل، أهل الخير الذين يساندون المؤسسة ماديا ومعنويا، ومن خلال منبركم أطلق صرخة مدوية لمد يد العون أكثر لمؤسساتنا لكي لا نضطر إلى إقفال أبوابنا بوجه من هم بحاجة إلى دعمنا وإيوائهم.

 

*أين دور وزارة الشؤون الاجتماعية؟

مؤسسات دار الأيتام الإسلامية كما الكثير من المؤسسات الإجتماعية، لديها تعاون وشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ونحن حريصين على هذه الشراكة، لكن للأسف ما يقدم من الوزارة يحسب على كلفة العام 2011، الذي لم يعد يشكل نسبة 2% من الكلفة التي تصرفها المؤسسسة على أبنائها، خصوصا بعد غلاء المعيشة وإنهيار الليرة بشكل جنوني، في السابق كانت هذه المساعدات تغطي كلفة 30% وال 70% تغطى من المحسنين وأصحاب الكفوف البيضاء، كما وأنه منذ مدة لم نحصل على هذه المساعدات.

 

 

*وأين دور المغتربين؟

الكثير من أهل الخير والمحسنين لم يتركوا الدار، لكنهم باتوا اليوم يعانون في الحصول على أموالهم ويواجهون أزمة كبيرة جراء الوضع الإقتصادي الراهن، ممّا اضطرنا للجوء إلى المغتربين من أهلنا وأصدقائنا من أجل الاستمرار بعملنا الإنساني ورسالتنا السامية.

*هناك ما يفوق السبعة آلاف من جمعيات ومؤسسات خيرية،لكن للأسف البعض منها كان مسيسا والبعض الآخر أتهم بالفساد الإداري والمالي.

.
وقبل أن أكمل سؤالي قالت السيدة هادية:

وزارة الشؤون الإجتماعية لديها جهازها الرقابي ومن خلال متابعتها لا بد لها من أنها تعلم من هي المؤسسات التي تعمل بشكل صحيح وضمير ومصداقية وشفافية، إذ أننا لم نتوقف يوما عن العمل في المؤسسة طوال فترة الحجر، حيث بقي لدينا مجموعات من الأبناء ضمن رعاية المؤسسة مقابل المجموعات الأخرى المتواجدة في منازلها والتي تابعنا معها التعليم عن بعد وتقديم الدعم النفسي والإجتماعية للتخفيف من ضغوطات الحجر المنزلي..

 

*كيف تخطيتم جائحة كوؤونا؟

لقد تخطينا الكثير من الأزمات ومنذ سنوات طوال، فلن تعصو علينا الأزمات الأخيرة، ومنها جائحة كورونا، حتى ولو اضطررنا قسرا بالاستبعاد الإجتماعي لا التباعد، لكن التزمنا بقرار وزارة الصحة حفاظا على سلامة أبنائنا، والتزمنا الإجراءات الوقائية اللازمة، من فصل المقاعد داخل الصفوف والمشاغل والتعليم عن بعد إلى التعقيم الدائم والتوعية اللازمة بضرورة أخد اللقاحات اللازمة، فمسؤوليتنا هي مسؤولية مجتمع وليس فرد، إذ أننا لم نتوقف يوماً عن العمل في المؤسسة طوال قترة الحجز، حيث بقي لدينا مجموعات من الأبناء ضمن رعاية المؤسسة مقابل المجموعات الأخرى المتواجدة في منازلهم والذين تابعنا معهم التعليم عن بعد وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للتخقيف من ضغوطات الحجز المنزلي.

 

*ما هي التحديات التي تواجهها المؤسسة في هذه الظروف؟

نسعى جاهدين إلى تخطي أكثر الصعوبات لمواصلة مسيرتنا في سبيل قضايانا الانسانية، خصوصا في ظل الإنهيار الإقتصادي، لذا كان هناك لجنة مصغرة من الإتحاد الوطني لشؤون الإعاقة تنسق مع وزارة الشؤون الإجتماعية، وكذلك من المجلس الوطني للخدمة الإجتماعية تترأسه زميلتنا نائب المدير العام السيدة سلوى زعتري للمطالبة برفع سعر الكلفة وقيمى مساهمة وزارة الشؤون الإجتماعية للمؤسسات الخيرية، كما ضرورة تأمين المحروقات، وخصوصا المازوت للمؤسسات، أيضا توفير أو تخفيف نفقات النقل على أسر المعوقين للوصول إلى مؤسساتهم كما العاملين من أجل ضرورة استفادة الابناء ذوي الإحتياجات الخاصة من كل التسهيلات والتقديمات التي ستحصل عليها وزارة التربية لطلاب المدارس من الجهات المانحة، فحقهم بذلك كما أقرانهم في المدارس، وهذا في سبيل تحقيق العدالة الإجتماعي، ولا ننسى أيضا حق أهالي المعوقين « ذوي الإحتياجات الخاصة» بالإستفادة من البطاقة التمويلية كما العاملين في هذا الحقل.

 

*الإنخراط في العمل الإجتماعي والإنساني لديه مقومات ودوافع خاصة، هادية جابر أين تجد هذه المقومات، وما هي دوافعها؟

لا شك بأنه وبعد خبرة 34 عاما في العملين الإجتماعي والإنساني كان لدي دوافعي الخاصة وهي إيماني القوي ومنذ نعومة أظفاري وأنا على مقاعد الدراسة بالعمل الإنساني الذي أراه عملا إنسانيا لا وظيفيا، وكنت مصرة منذ البداية على توظيف كل طاقاتي من أجل ذلك وبمساعدة فريق العمل في مؤسسة شملان الخيرية الفريق الصغير بحجمه الكبير في عطاءاته وجهوده الجبارة وأهل الخير والمحسنين زرعنا هذه الشجرة مؤسسة شملان الإجتماعية في البستان الكبير دار الأيتام الإسلامية لنحصد ثمارها معا بثقة معالي الدكتور خالد قباني المدير العام ونائب المدير العام زميلتنا الأستاذة سلوى الزعتري على الثقة التي منحوها لنا وآمنوا بقدرات مؤسسة شملان.

الإهتمام ورعاية الأيتام هو عملا جبارا ويلزمه تفرغ كامل، هادية جابر كيف استطاعت التنسيق بين عملها ودورها كزوجة وأم؟
مؤسسة شملان الإجتماعية ودار الأيتام الإسلامية هم عائلتي الثانية بكل ما للكلمة من معنى، هذا الشغف الكبير الداخلي نحو هذه المؤسسة وإيماني بها وبرسالتها وضعني أمام تحدي كبير وكان ممنوع عليي الفشل، لأنني أؤمن بدور المرأة الفعال في المجتمع وبأنها العنصر المكمل للرجل كان لا بد لي من النجاح، لكن يد لوحدها لا تصفق، زوجي كان الداعم الأساسي لي أولا لإيمانه بقدراتي وطاقاتي واحتراما لطموحاتي، ثانيا لإيمانه برسالة المؤسسة وعطاءاتها، فكان دائما إلى جانبي من ثم أولادي آمنوا بي وبعملي وبأمومتي ووقفوا إلى جانبي لأصل إلى مبتغاي وأحقق ما أرنو له.

 

 

*سؤال لم يخطر لنا على بال تودين التحدث به؟

لا شيء سوى إني أريد الإضاءة على بعض النشاطات التي قامت بها مؤسسة شملان، منها نشاطات فنية، ثقافية، بيئية، وغيرها عملنا عليها مع المدارس الخاصة والرسمية المحيطة ومع الأندية والجمعيات النسائية والبلديات في المنطقة، وقد أطلقنا الكثير من الأنشطة الدامجة مع أبنائنا من ذوي الإحتياجات الخاصة لكي يؤمن كل من ذكرتهم بطاقاتهم وقدراتهم على أرض الواقع، وكانت نشاطات رائعة من إحتفالات ومسرحيات وأنشطة ترفيهية، كما قدمنا مشهديات مسرحية حية من ثمثيل وحوارات ورقصات فلوكلور وغيرها مدتها 50 دقيقة من تقديم أبنائنا ذوي الإعاقة وقد جلنا فيها على العديد من المناطق بطلب من فعالياتها لهدفها السامي ورسالتها الإجتماعية والوطنية، فالبرغم من الأزمات المتتالية التي نعاني منها هذا الصيف أصرينا على بث الأمل والفرح لأولادنا والمحيط بنشاطات تفاعلية في عيد الأضحى الفائت وبالتعاون مع رئيس إتحاد بلديات الشحار والغرب الأعلى ورئيس بلدية شملان وبحضور فعاليات ورؤساء المنطقة بالإضافة إلى نشاطات تفاعلية قدمناها بدعم من رئيس بلدية عاليه مشكور جدا، أثبتنا خلالها أننا باقون على دعمنا ومساندتنا لأبنائنا وتفعيل قدراتهم وطاقاتهم دائما وأبدا.

 

*كلمة أخيرة؟

نطلب الدعوات من الجميع لمؤسسة شملان الإجتماعية ولكل فروع دار الأيتام الإسلامية للإستمرار والبقاء على العهد الذي بدأناه وعلى إكمال رسالتنا السامية والإنسانية بالوقوف دائما إلى من هم بحاجة لدعمنا وبفضل أهل الخير والكفوف البيضاء التي تساندنا على ذلك، كما وأتمنى بأن يعود لبنان إلى سابق عهده ويعم السلام على الجميع وتعود الناس إلى مزاولة حياتها الطبيعية من جديد دون خوف، أو قهر، أو جوع، وعوز، ونعود إلى تجمعاتنا السابقة وجميع أنشطتنا ومناسباتنا وخصوصا عشاء عيد الأضحى الخيري السنوي الذي يجمع كل فعاليات المحيط والمنطقة بكل أطيافها وتنوعاتها الغنية في لبنان وفي منطقة الجبل خصوصا الذي نحن حريصين على المحافظة عليهما داخل المؤسسة وخارجها..

رانية الأحمدية

شاهد أيضاً

أنتقل المشهد من غزة إلى رفح ويجب الرد بالنار

بقلم الكاتب نضال عيسى التفاوض لا يقل أهمية عن خطط الحرب. فكما يخطط للحرب العنيد …