*المزارع غابريال (غابي) هافاتيان جدّد الزراعات المثمرة من أوروبا إلى عنجر ووزارة الزراعة غائبة*

 

*هافاتيان لـ”كواليس”: لتقف وزارة الزراعة إلى جانب المزارعين وتفعيل الإرشاد والتوجيه*

• *تحقيق ـ أحمد موسى*

*يتمايل المزارع غابريال (غابي) هافاتيان رغم طعن سنه حول شجرات بستانه في عنجر، يحاكيهم ويدللهم فتغدق عليه من حمل خيراتها وكأنهم دُررٌ من ذهب، فهي ثمرة الإجاص المتدلية أكواماً وكأنها نجمات تسقط من سماء إلى الأرض فيتلقاها هافاتيان براحتيه لتثلج صدره بعد عناء من تعب وزارة غابت عنه بعد أن أرهقته في وعود فارغة تقدر بسني عمره.*

 

 

*هافاتيان*
المزارع غابريال (غابي) هافاتيان من دون أن تقعده سني عمره ولا تؤرقه تعب الحياة ولا جلادي السياسة الماهرين في التدجيل والتبجيل والترف في غدق الأوهام وسمسرات التجار والفجار على حساب أهل الحق، يشرح كيف أن الدعم لم يستفد منه ككثير من المزارعين الذين خسروا الكثير من ارزاقهم ومساحاتهم الزراعية بفعل الاسعار الجنونية للمستلزمات الزراعية من ادوية واسمدة تحديداً، فكانت الوزارة السابقة غائبة عن فعل الواجب والدور اتجاه المزارعين لصالح بعض كبار التجار، واملنا كبير بالوزارة الحالية التي نأمل من الوزير الحالي تصحيحاً لمسار كبير يأتي أُكُلهُ في صالح الزراعية واستدامتها وتحفيزاً وتجذيراً للمزارع في ارضه.
على بعد أمتارٍ قليلة من قلعة عنجر التاريخية، تاريخ يكتبه هافاتيان في بساتينة المنتشرة التي تحاكي الزراعة التي ورثها عن آبائه، فحافظ عليها حتى وصلت إلى العالمية، حملت بعض الأصناف في الثمار إسمه، لتتواجد في أرقى السوبرماركات خارج حدود الوطن والعالم حاملةً بصماته وتوقيعه.

 

 

*الدعم لغير المزارعين*
يقول هافاتيان في حديث مع مجلّة “كواليس”، أنه منذ الحديث عن الدعم “لم أستفد منه أبداً، فلديّ 500 دونم مغروسة بنصوب من جميع صنوف الأشجار المثمرة في بلدة عميق في البقاع الغربي، شكّلت لي تحقيقاً لحلمٍ طالما راودني”.
وعن المعاناة، يشرح هافاتيان كيف أنه في العام 2013 تضررت بساتينا وخاصة التفاح حيث هناك ما يفوق الـ16 ألف شجرة تفاح، معدّل حملانهم الوسطي بـ6 صناديق للشجرة الواحدة، وبسبب عدم قدرتنا على تصريف الإنتاج، فجرى مسح من قبل الجيش اللبناني والهيئة العليا للإغاثة، وقُدّرت الخسارة بنحو 100 ألف صندوق في حين توقعاتي لا تقل عن 200 ألف صندوق، تساوي 300 مليون ليرة لبنانية، فيما جاءت تقديراتهم بـ100 ألف صندوق أي 50 في المئة من التقديرات الفعلية، وجاءت التعويضات على هذا، أي ما كلفته 150 مليون ليرة لبنانية.

 

هافاتيان جزم أن عمليات الدعم من وزارة الزراعة لم تصل لأصحابها المزارعين بشكلٍ مباشر، بل ذهبت في غير مكان، فوصلت إلى كبار التجار الذين استغلوا الأمر وراحوا يبيعونها (يتاجرون فيها) كسوق سوداء، الأمر الذي انعكست سلباً على المزارعين والمستهلكين (المواطنين) معاً، واصفاً الأمر بالسلبي والخطأ من قبل الحكومة ووزارة الزراعة من خلال استفادة التجار من الدعم على حساب المزارعين الذين لم يستفيدوا بالمباشر.

 

*الوزارة والمزارع*
هافاتيان أوضح ان جميع إنتاجنا من الأشجار المثمرة (الفواكه على أنواعها) ذات المصادر المتعددة من دول متعددة، حيث نقلت أصناف متعددة من إيطاليا وفرنسا إلى لبنان، وتوضب في شركتنا وتوزق في السوق اللبناني المحلي. معدداَ العديد من الأصناف ومنها تحمل إسمه، فهناك الإجاص والتفاح والدراق والرمان والمشمش والعنب وغيرها، ومن كل صنف يوجد منه أصناف متعددة تفوق الخمسة، وبذلك أكون نقلت الزراعات الأجنبية إلى لبنان لتكون زراعاتٍ لبنانية محلية ذات الجودة العالية والمميزة.


هافاتيان الذي أمل من الحكومة العتيدة ومن وزير الزراعة الحالي الذي نُحييه، أن تكون الحكومة ووزير الزراعة “إلى جانب المزارعين في التخفيف عن معاناتهم والوقوف إلى جانبهم والتطلع بهم، مطالباً بدورٍ فاعل للإرشاد الزراعي وتفعيل دور مهندسي تل عمارة من خلال الزيارات الدورية لدى المزارعين والوقوف على متطلباتهم ودعمهم بالمباشر لا عبر التجار، وتفعيل التوجيه والإرشارد، وهذا من مسؤولية وزارة الزراعة الفاعلة والساهرة على القطاع الزراعي والمزارعين، ختم المعلم غابي هافاتيان حديثه مع مجلّة “كواليس”.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …