*صباح القدس*

 

ناصر قنديل

صباح القدس لتكريس معادلات قوى المقاومة، وسقوط الرهانات على لعبة المجتمع المدني، والانتخابات تعيد انتاج التوازنات القائمة، ومشهد بغداد لا يختلف عن المشهد العدني، حيث التفكك والإحباط، وفشل رهان الإسقاط، والإنتخابات المبكرة، والشعارات الثورية المسكرة، كلها كلام بكلام، فالقوى المتجذرة، سواء بقوة طائفية، او بقوة تمثيل، بمعزل عن الخلفية، لا يطالها التعديل، مع المقاومة وضدها، لم تنجح محاولات صدها ، وعاد المجلس القديم بتغييرات بسيطة ، لبعض الشخصيات النشيطة ، لكن معادلة تشكيل الحكومة ، عادت للتوازنات المحكومة ، بمعادلات الماضي ، بالتحالف والتراضي ، لتشكيل الاكثرية ، والتوازنات الهشة التي تمثل المقاومة فيها تلك القشة ، التي تقصم ظهر البعير ، بلا تقديم ولا تأخير ، فبدونها لا حكومة ، والديمقراطية المأزومة ، تعود للظهور في كل مكان ، وجماعات تشرين خارج الحسبان ، وخطاب الاحتكام للصناديق بداعي التغيير ، يصول ويجول ويعود لذات المصير ، هذا في بغداد أما في عدن فتشظي الحلفاء ، والصراع في العلن لا في الخفاء ، والمشهدان معا ، سيحضران في لبنان ، عودة القديم وصراع الاصدقاء المتحالفين ، ولا مكان للنقاء الا في جبهة المقاومين ، فبانت الانتخابات كأنها انتهت قبل ان تبدأ ، فتسقط المراهنات والعاصفة تهدأ ، ورغم الاموال والدعاية ، ترتسم النهاية ، للجهة الصاعدة ، لقوة واحدة ، حيث وجوه الفساد الجديدة باتت مكشوفة ، رغم مزاعم الثورة والحكاية المألوفة ، والمعادلة حول الحصار ، وسفن المازوت ، صارت في قلب الإطار ، وداخل البيوت ، فالناس سئمت جرش طحين الكلام ، وتريد افعالا بحجم المشكلة ، وما عاد الحديث في الإعلام ، يشكل معضلة ، فقولوا ما شئتم تهمنا افعالكم ، والا فانتم كما انتم كما أقوالكم ، كلام بلا جمرك ، ووعود في الهواء ، والناس تريد التحرك ، ورؤية الأشياء ، ولان التراجع الاميركي عن الحصار بائن ، والحصار فعل شائن ، وقد ثبت هلاله الأكيد بالعين المجردة ، وثبت ان من فرض التراجع هو صاحب السفن ، فالنتيجة المؤكدة في الأرياف والمدن ، هي تموضع الناس حسب المصالح المحددة ، بعدما كثر الكلام ، والشرائح المترددة ، بعيدا عن الإعلام ، ستؤكد المؤكد ، بأن الانتخابات لن تغير التوازنات ، وقد فقدت القيمة ، وقد جاءها الإثبات ، من نتيجة سليمة ، حيث كان التحدي في العراق ، وظهرت وعود الرفاق ، كذبة كبيرة ، تكشفها الأضواء ، وتفضح الغباء ، ورهان العملاء ، على سقوط المقاومة بضربة التغيير ، والحقيقة القائمة ، التي تحسم المصير ، ان وزن المقاومة ثابت وغيرها متحول ، وتتأكد الثوابت أولا بأول ، بالصبر والبصيرة ، تحفظ الأدوار، كشمس الظهيرة ، في رابعة النهار .

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …