*متلازمة (ستوكهولم )* ….

 

أو عندما تندب الشعوب رحيل جلاديها !!

 

منقول…

يقول (يوسف بن تاشفين، خامس حكام دولة المرابطين الذي وَحَّد المغرب وضم الأندلس تحت مُلكه وسلطته) بعدما أمر بنفي ( المعتمد بن عباد ) صاحب إشبيلية:
(( يقولون ، لنرحم الرجل فقد كبر سنه وذهبت دولته ولم يعد يملك من الأمر شيئًا ..
والله ما سلّم حتى قَتل منا نفرًا كثيرًا ، وقد لقينا منه ما لم نلق من الروميّ وجيشه، فما بالكم تذكرون آخر الأمر ولا تذكرون أوّله؟ وتذكرون العاقبة وتنسون الأسباب؟ يتشفّعون لي فيه ويقولون: ارحموا عزيز قوم ذل !
وما ذلَّ حتى أذلَّ، وإنما إذلاله إذلال رجل واحد، وكان ذله ذل أمّة بأكملها ))

… وعندما سارت السفينة بالمعتمد وأسرته خرج الناس على ضفتي نهر الوادي الكبير والدموع تملأ أعينهم وقد ذابت قلوبهم حسرة على حال ( مَلِكَهم و جلادهم) الذي أدبرت عنه الدنيا وصار حاله كحالهم…

بهذه السرعة نسي الناس حياة الذل والهوان ودفع الجزية ل ِ(الفونسو ) ملك قشتالة ؟
و نسي الناس كذلك حياة البؤس والشقاء والجوع في الوقت الذي كان فيه ( المعتمد بن عباد ) يعيش حياة الترف والبذخ التي تشبه الخيال !! لدرجة أن زوجته الجارية ( اعتماد) لما رغبت أن تلعب بالطين وتطأ اقدامها التراب المبلل بالمطر كما شاهدت (بنات الشعب) عبر نوافذ القصر ،
أمر المعتمد لها بماء الورد والمسك والعنبر والكافور ، و جلبه مع التراب وفرشه أمام ساحة القصر لتدوسه السيدة اعتماد بقدميها ، وسمي ذلك اليوم بيوم المسك …
هذا هو المعتمد بن عباد الذي يبكيه الناس وهو ذاهب إلى منفاه رغم انه اهملهم وتركهم للجوع بعدما كرّس حياته لدلال زوجته،
حتى أنه غير اسمه من ( المؤيد بالله) إلى ( المعتمد) تيمنا باسم زوجته اعتماد التي احبها…

لا زالت الشعوب تعشق جلادها والى يومنا هذا تعاني من تلك الظاهرة النفسية المرضية المعروفة ( متلازمة ستوكهولم) والتي يتعاطف فيها الضحية مع الجلاد..

ثم يأتي المرتزقة بعد كل هذا الغثاء لإكمال المشهد ويكتبون عن أمثال هؤلاء عناوين براقة وأنهم ( رجال صنعوا التاريخ) نعم صنعو تاريخا أسود.

“لا يُشرع الترحم على الطغاة ولو كانوا مسلمين؛ لردع غيرهم من الظالمين”

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الجمعة_والله_اعلم

  مواليد اليوم الجمعة 26 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …