*بعض المراهنين مصدومين: العروضات الإيرانية صادمة وميقاتي يرضخ للاميركي.. ونصرالله يتحدت الإثنين*

 

*الترشيشي لـ”كواليس”: تذليل عقبة الترانزيت في سوريا سيؤدي إلى زيادة الصادرات الزراعية*

*حمية: سوريا معبر أساسي للترانزيت بالنسبة للبنان*

• *كتب أحمد موسى*

*البنزينُ يسابقُ الدولارَ والعتمةُ امرٌ واقعٌ لا محال، والعامُ الدراسيُ محاصرٌ وكذلك اللبنانيون، وهناك من يتغنّجُ على العروضِ التي تُقدّمُ للحكومةِ بما يلامسُ الهِبات، ولبنان يختنق وشعبه في ضيق غير مسبوق، والسبب مكشوف ومعروف للجميع في سيل العقوبات والحصار الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي، وهي الحقيقة التي يعمل على إنكارها ونفيها طابور سفراء وساسة عملاء ومرتزقة وأبواق إعلامية مشبوكة بسفارات معلومة لمن يتابع ويفهم، وما خفي أعظم، وتُفاقم أزمة المازوت الصعوبات التي تُواجه القطاع الزراعي يوماً بعد آخر في لبنان، في الوقت الذي تنعدم قدرة المزراعين على الصمود.*

في وقت تستمر أميركا وحلفاؤها العرب بابتزاز اللبنانيين في لقمة عيشهم وحقهم بالوقود والكهرباء، توفد إيران رئيس دبلوماسيتها أمير حسين عبد اللهيان للدعم سياسياً واقتصادياً بعد تشكيل الحكومة ولتجديد التأكيد على العروض، وعلى رأسها إعلان الجهوزية لبناء معملين لإنتاج الكهرباء في بيروت والجنوب بقوة ألف ميغاوات والمساهمة في إعادة إعمار مرفأ بيروت، وغيرها من المساهمة والمشاركة في مشاريع أخرى يحتاجها لبنان.

من بينِ الازمات، تبقى ازمةُ الكهرباءِ الاكثرَ حضوراً معَ توقعاتٍ بأيامٍ مُعتِمةٍ بمجردِ انتهاءِ كمياتِ الفيول العراقي المستبدل (الغير معروف مصيره وما حلّ به)، وبانتظارِ ان تُترجمَ مفاعيلُ الاجتماعاتِ التي تواصلت اليومَ في عمّانَ بينَ لبنانَ والاردنِ وسوريا لجرِّ الغازِ المصري والكهرباءِ الاردنيةِ عبرَ سوريا الى الاراضي اللبنانية.

بجدولِ اعمالٍ اداريٍ ماليٍ التأمت الحكومةُ اللبنانيةُ في السراي، مسبوقةً بلائحةٍ طويلةٍ من الالتزاماتِ الدوليةِ والداخليةِ على طريقِ البحثِ عن انفراجاتٍ وبمواجهةِ اسئلةٍ وشروطٍ يُحضِّرُها صندوقُ النقدِ الدوليُ وتبقى تحتَ مجهرِ التدقيقِ والتمحيص.

وتبقى يدُ الاصدقاءِ ممتدةً للبنانَ ومساعدتُهم حاضرة، وما ترجمتهُ الجمهوريةُ الاسلاميةُ في ايرانَ من مصاديقِ الوقوفِ الى جانبِ اللبنانيينَ عبرَ بواخرِ المازوتِ وما زالت الى الان، تؤكدُ عليهِ زيارةُ وزيرِ خارجيتِها امير عبد اللهيان لبيروتَ ولقاؤه المسؤولينَ اللبنانيينَ مجدِداً الدعمَ الايرانيَ الدائمَ لشعبِ لبنانَ في ازماتِه وفي مقاومتِه التي حَررت وكسرت الحصار. َ
فوزيرُ الخارجيةِ الايرانيُ حسين امير عبد اللهيان اختتمَ زيارتَه لبيروتَ بالتأكيدِ على عروضِ الانقاذِ الجديدة : معملانِ لانتاجِ الكهرباءِ الذَّريةِ بقوّة 1000 ميغاواط لكل منهما، وإعمار مرفأ بيروت، ومترو اَنفاق. ولعِلمِ المشككينَ على الدوام فانَ طولَ مترو الانفاقِ في طهرانَ وحدَها مئتا كيلومترٍ ومن صناعةِ الشركاتِ الايرانية.

*إطلالة للسيّد نصرالله*
هي عينةٌ من عروضٍ ايرانيةٍ في شتى المجالاتِ تسهمُ باخراجِ لبنانَ من النفقِ الذي ادخلَه فيه الاميركيُ بحصارِه وادواتِه المتحكمةِ بالمالِ والاقتصادِ لعقود، وتلبيةِ كلِّ ما تطلبُه الحكومةُ اللبنانيةُ التي عليها ان تعملَ لتحريرِ نفسِها من القيود، فالعراقُ يستجرُّ الكهرباءَ الايرانيةَ وافغانستانُ تأخذُ النفطَ الايراني، واللبنانيُ الغارقُ بكلِّ انواعِ الحاجاتِ معلقٌ على الرضا الاميركي ومزاجِ بُعدِه العربي، وأثبتت الجمهوريةُ الاسلاميةُ أنَّها الحليفُ الصادقُ والصديقُ الوفيُ الذي لا يخذلُ أصدقاءَه مهما كانت الظروفُ صعبة، وأنَ الآمالَ كبيرةٌ بخروجِ لبنانَ من هذه المحنةِ التي أصابتهُ بتعاونِ الجميع، كما قال الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله للضيفِ الايراني والوفدِ المرافق، وللسيد نصر الله مواقفُ حولَ آخرِ التطوراتِ والمستجداتِ السياسية، سيعرضُها خلالَ اطلالتِه عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ الاثنينِ المقبلِ عبرَ شاشةِ المنار.

 

*المصدرون والمستوردون لحمية: لإلغاء رسوم الترانزيت على الشاحنات اللبناية*

*معبر نصيب ـ جابر*
فالافتتاح الثالث لمعبر نصيب ـ جابر الحدودي، منذ العام 2015، سيكون مختلفاً هذه المرة عن التجارب السابقة. إذ أنه يأتي في ظل تغيّر أولويات السلطة في الأردن، ليُتوّج مكسباً لاستراتيجية “عض الأصابع” اقتصادياً، التي اعتمدتها الدولة السورية، خلال السنوات الثلاث الفائتة، لصالح اعتباراتها السياسية.
فمنذ إغلاق المعبر من جانب الأردن، في العام 2015، إثر سيطرة الفصائل الإرهابية عليه، كانت عمّان تسعى لإعادة فتحه، بعد جولات عديدة من التفاوض والحوار مع الجانب السوري، والفصائل المسيطرة على المعبر حينها، حتى العام 2018. لكن جميع المساعي الأردنية “فشلت” في الوصول إلى حلٍّ لإعادة فتح هذا الشريان التجاري الحيوي للبلدين معاً، إلى أن اكتملت معركو تحرير درعا لصالح الدولة السورية وتوافق الجانبين السوري والأردني إلى عودة عمل معبر جابر ـ نصيب إلى سابق عهده.
*حمية ووفد نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضر*
انعكس إعادة العمل في معبر جابر ـ نصيب على لبنان، فتحرّكت الحكومة وتحوّلت إداراتها إلى خلية نحلٍ، وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور علي حميه التقى مع وفد من نقابة مصدري ومستوردي الفاكهة والخضر في لبنان برئاسة نعيم خليل، عارضين معه لما يتعلق بإلغاء رسوم الترانزيت المفروضة على الشاحنات اللبناية المحملة بالمنتجات الزراعية والخسائر التي يتكبدها المزارع اللبناني جراء ذلك.
الوفد أثنى على “المبادرة” التي اطلقها الوزير حميه في مجلس الوزراء، وتكليفه رسمياً بالتواصل مع نظرائه في كل من سوريا والأردن والعراق وتركيا “لتأمين كل التسهيلات وإيجاد الحلول للمشاكل العالقة لا سيما ما يتعلق بإلغاء رسوم الترانزيت المفروضة على الشاحنات اللبنانية”.

 

*حمية للسفير علي: سوريا معبر أساسي للترانزيت بالنسبة للبنان*

 

*حمية والسفير علي*
بالتوازي، كان السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، يلتقي الوزير حمية، وجرى البحث في الاوضاع العامة، وفي تكليفه (حمية) رسمياً بالتواصل مع نظرائه في كل من سوريا والأردن والعراق وتركيا، لإيجاد الحلول للمشاكل العالقة، لاسيما ما يتعلق بإلغاء رسوم الترانزيت المفروضة على الشاحنات اللبنانية والقضايا التي تفرض التكامل بين البلدين الشقيقين، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.

*السفير علي*
وأبدى السفير علي “حرص سوريا الذي ليس هو بجديد، والإيجابية ليست بالتجاوب فقط مع الحماسة المعللة، انما بالكفاءة العلمية التي عرضها الوزير حميه، والايجابية السورية كانت أمس وما زالت وأراها غدا أكثر، لذلك أنا سأرسل ما جرى الى الجهات المعنية في حكومتي”، لافتاً الى أن “الايجابية قائمة وتفعيلها مرهون بالمبادرة اللبنانية التي عبر عنها الوزير حمية على ان يعقد لقاء مع المعنيينفي بالحكومتين تكون نتائجها لمصلحة كلا البلدين، لذلك لا يمكن أن ينأى أي منا بنفسه عن الآخر ان كان على صعيد الأمن والاقتصاد وكل سبل العيش التي تفرض على البلدين”.
وأكد علي “أن الارهاب الذي ضرب سوريا هو نفسه الذي ضرب لبنان وانتصارنا عليه جاء نتيجة التعاون بين البلدين”، وتابع “الأمان علينا ان نتقاسمه سويا ونتعاون لتحقيقه، لأن الأمن ليس قوة جيش فقط، انما الأمن الأمان هو اقتصاد متكامل لحاجات الناس ومطالبهم، وبالتالي الوزارات هي من تكمل عمل الأمان الذي نحن بحاجة اليه”.

*حمية*
بدوره، أكد حمية على “العلاقات التاريخية بين البلدين التي ستبقى وتستمر”، ولفت الى ان “سوريا هي معبر أساسي للترانزيت بالنسبة للبنان، والانطلاقة كانت من موضوع حاجة موجودة داخل لبنان للعبور عبر سوريا، لذلك علينا دراسة وطرح الحلول المعللة لوضع خلاصة لمصلحة البلدين”.

 

*الترشيشي لـ”كواليس”: تذليل عقبة الترانزيت في سوريا سيؤدي إلى زيادة الصادرات الزراعية*

 

*الترشيشي*
رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع” ابراهيم الترشيشي الذي نوّه بتكليف وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية متابعة ملف عبور الشاحنات اللبنانية عبر الترانزيت داخل الأراضي السورية والعراقية والأردنية بتكليف رسمي من مجلس الوزراء، اعتبر الترشيشي بأنه “القرار الإيجابي الأول على صعيد القطاع الزراعي منذ بداية أزمة ١٧ تشرين الثاني من العام ٢٠١٩”.
وتابع الترشيشي لقد تبلغنا هذا القرار “بكثير من الفرح لما يشكل حل مشكلة العبور داخل سوريا ورفع الضريبة المالية عن عبور الشاحنات من إيجابيات كبيرة على حركة التصدير الزراعي وعلى السائقين وأصحاب الشاحنات اللبنانية”.
وتوجه الترشيشي بالشكر الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الاشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية على هذا العمل، مبدياً الثقة بقدرة الوزير حمية على إمكانية “حل عقبة الضريبة المالية التي من شأنها تخفيف الاكلاف المالية على المصدرين ومساعدتهم على الدخول إلى هذه الأسواق العربية”.
مشيراً الى الخطوة الإيجابية التي تمثلت بفتح معبر نصيب عند الحدود السورية ـ الأردنية، معتبراً أن “تذليل عقبة الترانزيت في سوريا سيؤدي إلى زيادة الصادرات الزراعية وتخفيف الاكلاف ورفع المساحات الزراعية وبالتالي تراجع في الأسعار في الداخل”، ختم “رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع” ابراهيم الترشيشي لـ”كواليس”.

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …