فضل الله: “الحكومة عاجزة”

 

*متابعة – أحمد موسى*

*رأى العلّامة السيد علي فضل الله أن معاناة الإنسان في هذا البلد تتفاقم وتزداد يوماً بعد يوم على الصعيدين المعيشي والحياتي، حيث يعود سعر صرف الدولار إلى الارتفاع بعد انخفاض محدود ولفترة وجيزة، فيما يستمر الارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات وكلفة تأمين النقل والكهرباء والمتطلبات الصحية، والاستحقاقات المدرسية والجامعية وتعود طوابير السيارات على محطات الوقود فيما تتدنى القدرة الشرائية للمواطنين، والذين باتوا معها غير قادرين على تأمين أبسط مقومات حياتهم.*

*فضل الله*
العلامة فضل الله، وخلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، وقال: إننا أمام كل ذلك نعي عدم قدرة الحكومة على تقديم الحلول الجذرية والسريعة التي يعاني البلد منها نظراً إلى حجم هذه الأزمات وتراكمها وللتعقيدات التي يعاني منها الواقع السياسي الداخلي والتي تؤدي إلى تأخير الحلول وحتى إلى إجهاضها ولأن الطريق التي تسعى إليها الحكومة لتأمين الموارد المالية الضرورية للتعافي الاقتصادي ليست معبدة، لأن منها ما يحتاج إلى توفير شروط لا تستطيع للحكومة توفيرها في الفترة القصيرة منها، وهناك من الشروط ما قد يصعب تحقيقه لعدم التوافق الداخلي، وحتى لو توافرت كل هذه الشروط، فإننا لا نعتقد أن المساعدات ستعطى لهذه الحكومة لكونها لن تدوم طويلاً، وللواقع الذي عليه هذه الحكومة، في طبيعة تركيبتها والظروف التي أتت بها ومن يملك قرارها، وإن كانت هناك مساعدات تساهم في التعافي الاقتصادي أو في حل الأزمات فهي لن تكون إلا من قبيل المسكنات وحتى لا ينهار البلد تماماً.
*مسؤولية الحكومة*
لكن هذا كله لا يعفي الحكومة من القيام بمسؤولياتها، وأن لا تبدد الأجواء الإيجابية التي أحاطت بعملية تأليفها، وأن تفي بالشعار الذي أخذته على نفسها، وهو معاً للإنقاذ، فهي إن لم تستطع أن تصل إلى حلول جذرية لمشاكل اللبنانيين، في ظل الإمكانات القليلة داخلياً وغير المتاحة عربياً ودولياً، فعليها العمل على الحلول الآنية المتاحة أمامها بأن لا توفر جهداً للتوصل إلى زيادة ساعات التغذية على صعيد الكهرباء والإسراع بتنفيذ خطة النقل العام التي تملك مواردها، وبالحد من السوق السوداء ومن سطوة تجار الغذاء والدواء وأصحاب المولدات وكاريتل المحروقات بتعزيز الرقابة عليهم والحد من جشعهم، وبالضغط على المصارف للكف عن سرقة أموال المودعين عبر الاستفادة من قرارات المصرف المركزي، ورد الأمانات التي أودعت عندهم إلى أهلها والدراسة الجادة لعملية رفع الحد الأدنى للأجور ليتناسب مع قدرة المواطنين على تأمين الحاجات الأساسية.
وفي الوقت نفسه فإننا ندعو الحكومة إلى دراسة كل المبادرات التي تهدف إلى مساعدة اللبنانيين على تجاوز معاناتهم وان لا تدخل في ذلك آية اعتبارات سوى مصلحة اللبنانيين والنهوض بهذا الوطن.
*العام الدراسي*
ومع بدء العام الدراسي، فإننا نجدد الدعوة إلى إيلاء التعليم في المدارس والجامعات أهمية كبيرة لكونه بات يثقل كاهل المواطنين بمساعدتها على الاستمرار بدورها بأقل كلفة، وبالعمل على تعزيز المدارس والجامعات الرسمية وزيادة قدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب وعلاج الأزمات التي يعاني منها هذا القطاع إن على صعيد الرواتب أو حل أزمة المتعاقدين، فلا ينبغي أن نصل بهذا البلد إلى حد أن الطالب لا يستطيع أن يتعلم لأنه لا قدرة لأهله على دفع التكاليف.
وهنا، نقدر المبادرات التي تقوم بها جمعيات ومؤسسات وجهات في سعيها للمساعدة على تأمين مقعد دراسي لمن يحتاج إليه.
*المرفأ*
ونبقى على صعيد قضية المرفأ، لنعبر عن خشيتنا من أن يتداعى هذا الملف ويطوى ويضيع من خلال تسييسه، وأن يصبح أداة من أدوات الصراع السياسي أو من ضغوط الخارج.
إننا أمام حجم هذه الكارثة، نعيد التأكيد على ضرورة إبقاء هذا الملف في إطاره القضائي، والالتزام فيه بآليات العمل القضائي والبعيد كل البعد من التدخلات السياسية أو الحسابات الطائفية والمذهبية.
*تضليل*
وبالانتقال إلى الأزمة التي حصلت على صعيد مواقع التواصل والفيسبوك بشكل خاص، والتي أظهرت مدى الحاجة إليها ومدى تأثيرها على الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية، وفي التأثير في العقول والتوجهات والسلطة التي يملكها الذين يديرونها.. فإننا في الوقت الذي نرى أهمية هذه المواقع، نخشى من خطورة الاعترافات التي صدرت من بعض المسؤولين فيها من أنها تحولت إلى وسيلة للتضليل ونشر الكراهية وعدم الحيادية وإلى سلعة تجارية تستخدم للتضليل والتأثير في الآراء والأفكار والتوجهات لحساب من يدفع المال.
ومن هنا وأمام كل ما طرح وهو ما حذرنا منه سابقاً، فإننا ندعو إلى الوعي عندما نأخذ بالمعلومة أو الرأي أو الفكرة من هذه المواقع، أن نكون حذرين في الأخذ بها فهي ربما كانت هادفة لإضلالنا أو لتغيير هويتنا أو لأخذنا إلى حيث يريدون..
إننا لن نستطيع أن نستغني عن هذه المواقع، لكننا يمكن أن نستفيد من إيجابياتها وترك سلبياتها عندما نكون واعين وحذرين ونعرف أن السم قد يكون دس في العسل.
*الانتخابات العراقية*
وأخيراً أننا أمام محطة الانتخابات العراقية التي تنطلق بعد يومين، نأمل أن تكون مناسبة يعبر من خلالها الشعب العراقي عن رأيه الحر، وتقديم من يراه مناسباً لتسيير دفّة البلد نحو عراق نريده موحداً قوياً وحراً وخالياً مما عانى منه هذا الشعب طويلاً ولا يزال من الفساد والهدر والمحصاصات ليعود للعراق دوره الريادي على الصعيد العربي والإسلامي وكعنصر قوة لبلداننا وقضايانا.

شاهد أيضاً

كل يومٍ وأنتم الخالدون الأحياء أيها القديسون الشهداء!

بقلم د. حسن أحمد حسن باقتان من غارٍ وياسمين عطرتا أجواء دمشق وبيروت… كوكبتان من …