*صباح القدس*

 

ناصر قنديل

صباح القدس لمزيد من الوقائع تكشف المواجع في هذا العالم الوهمي الضائع ، فبعد طول انبهار بما سمي بالعالم الإفتراضي الجبار ، واسطورة تصل حد الخرافة لكل شيئ تحت السيطرة ، تظهر السخافة في وهم امتلاك المسطرة ، وتنفضح الهشاشة والنخبة الغشاشة ، فبعد ما فضحته كورونا من فشل ، وكيف يعشش في النظام الصحي الكسل ، وكيف ان الدول المصنفة متقدمة ، وقفت بين الفاشلين في المقدمة ، وظهرت أهمية الدولة المنظمة ، فتفوقت الصين في مكافحة الجائحة ، لأنها دولة حاضرة كدولة في كل سانحة ، وليست مجرد شرطي ينظم سير الشركات المهيمنة ، وها هي ازمة وسائل التواصل ، وكيف تاهت في ثناياها مليارات مؤمنة ، وتبخرت ثروات وضاعت شعوب مدمنة ، تفضح مرة أخرى نظرية دولة الشركات ، واكذوبة الإختباء بإسم فضاء الحرية ، فهو أولا فضاء حر لجمع المال ، والاحتيال ، والفوضى المقننة ، فالليبرالية التي تحكم العالم ادت وظيفتها وانتهت ، وعندما تحدث فلاسفتها عن نهاية التاريخ اصابوا الحقيقة ، بان ضوء الليبرالية قد بهت ، وبدأت عتمتها تظهر ازمتها العميقة ، فالإقتصاد الذي لا يقوم على الأصول الثابتة ، ويختزن الثروات على الشرائح والورق ، هو بنيان هش على أسس متهافتة ، وها هو بقشة كبريت يحترق ، كحلم جميل في الصعود ، وكابوس ثقيل عندما يحل الجمود ، ولمن لم يفهم إشارات التاريخ وكيف يكتب ، تكفي عملية جمع بسيطة لأجزاء المشهد المركب ، بين انهيار النظام الصحي امام الجائحة ، والإنسحاب من افغانستان ، وما حل بمنظومة التواصل لساعات ، لتذكر كيف انهار في الرهن العقاري نظام المرابحة ، وفقد الإقتصاد الأمان ، قبل سنوات ، والمعنى الذي تحمله الأزمات بالتكرار ، وخطها البياني المتفاقم ، حيث ما تبقى من النظام هو السمسار ، يبيع ويشتري في انتاج العالم ، فيصنع التقنيات في الصين ، ويتحدث في السياسة عن المواجهة ، ويسحب قواته منعا للفضيحة ، وهو يعلم ان الانسحاب مجرد هزيمة مريحة ، ويصرخ مصفقا للعودة للاتفاق النووي مع ايران ، باعتباره انجازا يمنعها من امتلاك السلاح ، بينما يعلم انها انجزت كل البنيان وآن الأوان لترتاح ، وابسط الامثله ما حدث في لبنان ، فمواجهة سفن كسر الحصار ، تتم بالغاء العقوبات ، وفتح طريق العلاقة بالشام ، وتسريع تشكيل الحكومة ، واذا الزمان استدار ، وسأل عن الأزمات ، وعن أصل الخصام ، لعرف ان الصيغة المأزومة ، تكمن في اكل العنب لا في الناطور ، وأن الهروب الى الخلف اسمه تراجع وانهزام ، والهروب الى الأمام وقوع في المحظور ، ولمن يريد الاختصار فان الامبراطورية تدخل الشيخوخة ، ومن علامات الإحتضار تكرار الأسطوانة المشروخة ، كل شيئ تحت السيطرة وكل شيئ كالمسطرة ، بينما العالم فالت ، واللون باهت ، والنظام مسخرة .

شاهد أيضاً

السفير غملوش في اليوم الوطني الايطالي: مناسبة للتحرر من الاستبداد والظلم

  وجه السفير العالمي للسلام حسين غملوش، رسالة سلام من إيطاليا إلى العالم، لمناسبة اليوم …