“أحتاجُ إلى بِرْكَة دم”

✍️أخوكم سهيل عثمان سهيل

تشرق شمس كل يوم، وعلى مدار ستة أيامٍ من أيام الأسبوع السبعة ، يفرح لفرحهم لوفرة الدم في جسما عائشة ومحمد المصابين بمرض الثلاسيميا_فقر الدم الوراثي
وما إن يأتي مساء السبت،  يخيم الحزن على قلب الأب والأم، وبينما هم مجتمعون على مأدبة العشاء، يخلا مكان عائشة إلا من محمد الذي يحبو من زاوية الغرفة علّه يكمل حلقة وجبة هذا المساء، ليأكل بضع لُقيماتٍ من وجبةٍ لم يتوفر فيها عناصر  غذائية تساعد في إنتاج(الهيموغلوبين في الدم)
هو وحده من ينتظروه ليشاركهم الوجبة، لأنه مقاوماً بعض الشيء لسويعات هذه الليلة من ليالي الاسبوع_ليلة السبت منتظراً شروق شمس الأحد  ليذهب به وبشقيقته إلى مستشفى كعيدنة الريفي التابع لوازرة الصحة لمحافظة حجة الحكومي..
أما عائشة البالغة من العمر خمسة عشرة سنة والتي تبدو للقارئ أنها قد تجاوزت سن العشرين خريفاً فتظل تنظر إلى والدها وهي تدرك حبه واهتمامه بها وبأخيها محمد وكأنها تقول له:
– أبي إنَّ جسدي بحاجة إلى قربة من الدم، لا أشتهي وجبة طعام البشر!!

في كل أحد تتمنى أن لو باستطاعة جسدها أن يحافظ على تلك القربة من الدم التي ظل والدها يهرع طوال ليلة السبت في أزقة وأسواق مديرية كعيدنة بحثاً عن متبرعاً يحمل فصيلة دمها_A+ يحدد يوم الأحد لكل من ابتسم في وجهه قائلاً:

– أحمل فصيلة دمها وسأتبرع لها من دمي 500 ml.

وكذلك الحال نفسه مع ولده محمد البالغ من العمر ست سنوات، يبدو أنه قد تجاوز العاشرة لأنه يعاني من فقر الدم..
يخرج والدهم يحيى صهيف من تلك الغرفة التي سيخيم الظلام فيها لأنه يتقلد فوق رأسه ذٰلك الكشاف الوحيد الذي يعينه على رؤية الطريق، يسأل هذا عن فصيلته ويرفض الآخر عن مبادرته لأن البطالة تجتاح المجتمع ولابد من هدر الوقت في مضغ القات والسهر،  فجأةً يحظى بأحدهم يجيب على سؤاله:

– نعم أحمل فصيلة دمه وسأتبرع له من دمي 500 ml.

يحيى صهيف يمتلك موتور_دراجة نارية، هو المصدر الوحيد الذي يدخر منه قوت أبنائه الستة، أي أن أسرته يبلغ ثمانية أفراد وسبعةٌ بدونهِ !!  لأنهُ لا يُبالي إن بقيَّ صائماً طوال أيام الأسبوع ، بغية أن لو يرى ابتسامة عائشة صباحاً ويرى محمد يجري بكلتا قدميه الصحيحتان لولا عوز الدم لما رأيتموه يحبو ، يتمنى أن لو يراه صباح الغد يجري وراءه في ظهيرة الأحد، لكن الأمر أصبح معقد بالنسبة له ..
كل أسبوع يحتاج إلى قربتا دمٍ من فصيلتين مختلفتين؛

– يا الله ما هذا الابتلاء؟

و لأنه من أسرة فقيرة جداً ، وجد نفسه يعيش في مجتمعٍ متفككٍ، يخدم أبناء هذا المجتمع بإخلاصٍ وطيبة قلبٍ، فطرهُ الله عليها، ويُقدَّمُ لهم خدماته أكثر من ذلك الثمن الذي يتقاضاه كأجرة مشوار دراجته النارية_المُتور.

لا أحد يعي شعوره الذي يتملكه مساء هذا اليوم فقد جاءني يحمل بطاقتا “عائشة و محمد” وهو يقول :

– أحتاج إلى بركة دم.

هو لا يعلمُ أنني قد اجتهدتُ بإرسال ما تحمله رسالة هذه “الرسالة” إلى من يهمهم الأمر ولكن دون جدوى .!!

لا يعلم أيضاً أنّي لا زلتُ احتفظُ في جهازي بصورتا تلك البطاقتان اللتان تثبت لكم أنه بحاجة إلى قيمة عصير مانجو، ففي كل أسبوع يُفضل أن يشتري علبتا العصر للمتبرعان أحدهما يحمل «فصيلة دم +A والآخر +O»  فمحمد وعائشة حسبما يبدو لي من ملامحه وتصرفاته وحاجته إلى تعاوننا يقول :
– سيكفيهما ذلك الدم الذي سيبقيهما على قيد الحياة.

المشكلة أنه لم يذهب بهم بعد طوال هذه السنوات إلى طبيب اخصائي لأمراض ومشاكل فقر الدم_الثلاسيميا- الإنيميا المنجلية إلخ…  ويحتاج للسفر إلى أمانة العاصمة صنعاء

رسالتي إلى من يتأكسج ويحمل في قلبه فصيلة دم الرحمة والشفقة؛ نرجو منكم أن تمدوا يد العون والمساعدة وتربتوا على كتفيّّ هذا الشخص الذي لم يحظى بتدوين اسمه في سجلات منظمة الغذاء العالمي ولم يحظى بواسطة قبلية ولا اجتماعية ليدون اسمه ضمن سجل منظمات المساعدات الإنسانية النقدية.

والتحية موصولة من محمد وعائشة إلى كل من سيساهم في نجاح حملة التبرع لوالدهم.

اسم والدهم:  يحيى أحمد صهيف
رقم موبايله: 771833346 +967

ولأي استفسار يرجى التواصل عبر الخاص أو خانة التعليقات
https://www.facebook.com/Suhail.fgf.Alyemen
🌹 تحياتي للجميع خصوصاً أصحاب الضمائر الحية 🌹
✍️أخوكم سهيل عثمان سهيل
والله من وراء القصد

شاهد أيضاً

ايسكريم الاوريو..❤️🍧

  #الطبقه الاولى علبة قشطه + ظرفين دريم ويب ونخلطهم ، نكسر ٤ اكياس اوريو …