رئيس مجلس الأمناء مشاركاً في مؤتمر حوار الأديان بإيران

 

قام رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ غازي حنينة بزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوة من إدارة الحضرة الرضوية الشريفة للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان.
كان في استقباله في المطار السيد هاشمي نجاة مدير شؤون الزائرين في الحرم الرضوي الشريف. وقد زار سماحته أثناء تواجده في مشهد المقدسة المكتبة العامة والمتاحف في الحرم الرضوي الشريف، حيث اطّلَع على مكتبة القرآن الكريم ومكتبة المخطوطات ومكتبة الكتب العصرية التي تُعنى بشتى العلوم ولكل المذاهب والمعتقدات الدينية. ثم زار سماحته مركز البحوث التراثية للمكتبة المركزية في الحضرة الرضوية.


وأخيراً شارك سماحته في مؤتمر حوار الأديان وألقى كلمة هذا نصها:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار.
يقول الله عز وجل: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ﴾، ويقول: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ وإن كانت الآية الأولى في عالم الآخرة والثانية في عالم الدنيا فإن السلام والعيش بسلام بالنسبة للإنسان حاجه ضرورية. بل هي من أهم الحاجات بالنسبة له. إلا أن السلام يبدأ من الإنسان ومن داخله ليتحول بعد ذلك منطلقاً في حياته.
الإنسان صاحب القلب الخالي من الأمراض القلبية، كالحسد والحقد والبغض والعداوة، هو الذي ينطلق ليعيش بسلام مع الله لأن الله اسمه السلام وهو يدعو إلى السلام ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ﴾. ومن معاني الإسلام السلام وكانت تحية الإسلام السلام عليكم، لتكون العلاقة مع كل من حوله تبدأ بالسلام انطلاقاً من الوالدين والأخوة والأخوات والأقرباء ثم لتكون حالة استقرار واطمئنان قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ وليكون السلام هو الذي يرفرف على السكن وهو بيت الأسرة التي هي نواة المجتمع، وليكون التعاطي مع الناس، كلِّ الناس، على قاعدة الحديث الشريف (المسلمُ من سَلمَ الناسُ من لسانِهِ ويدِهِ).


وهكذا لتكون حالةُ السلامِ حالة عامة فيما بين العبد وربّه بعبادةٍ تعكسُ حالةَ السلام في نفسه: ﴿اهْدِنا الصِّراطَ المستقيمَ﴾، وبينه وبين أهله وعشيرته، وبينه وبين المجتمع بجميع أطيافه الدينية والمذهبية. فليس الإسلام ديناً عنصرياً أو مذهبياً أو حتى طائفياً ﴿أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾. وما على دول العالم اليوم، حيثُ تعاني الشعوب والأمم ما تعانيه من ويلات الحروب والتقاتل والدمار والتهجير، إلا أن تسعى بكلِّ صدقٍ وعمل دؤوب من أجل إحلال السلام والعدل في المجتمع الدولي وإعطاء الشعوب حقوقها وتحقيق كرامتها وإحلال السلام في عالمنا الذي عليه أن يحقق ذلك بعودة الشعب الفلسطيني المهجّر والمشتّت في بقاع الأرض اليوم إلى أرضه والعيش فيها بسلام. لأن هذا حق لكلّ فلسطيني كان على أرض فلسطين قبل مئة سنه من المسلمين والمسيحيين واليهود. أما هذا الذي يُسمّى سلام مع المحتل الصهيوني فهو إسقاطُ الحقِّ الشرعيِّ للشعبِ الفلسطينيِّ بالعودةِ إلى أرضه والعيش فيها بسلام.

شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …