( لا تتعمق كثيراً ) “فالنسر العجوز لن يطير من عشه”

علي منير مزنر

 

أثناء الحرب العالمية الثانية، وبينما كانت المحادثات الثلاثية تجري بين الرئيس السوفييتي ستالين ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل والرئيس الأمريكي روزفلت في مدينة يالطا الروسية كتب روزفلت عبارةً على قصاصة ورق صغيرة وسلّمها إلى تشرشل قرأ تشرشل ما كتبه روزفلت ثم أحرق الورقة في منفضة سجائر أمامه وكتب الإجابة وسلَّمها إلى روزفلت والذي قرأها ثم رماها أيضاً في المنفضة التي بجانبه بقيت الورقة سليمة لأن روزفلت لم يكن يدخِّن
حالما غادر الزُّعماءُ طاولة المفاوضات سارعَ أفرادُ جهاز الأمن السُّوفياتي إلى التقاط تلك الأوراق وكان مكتوباً بخط تشرشل( لن يطير النسر العجوز من العش على أية حال ) بالطبع فسَّرَ الأمنُ السُّوفياتي تلك الكلمات على أنَّها محاولةٌ لاغتيالِ شخصيةٍ كبيرةٍ بالسِّن وَمُهِمَّةٍ وقدَّروا أن ستالين هو المقصود
قاموا بالتَّحري والتدقيق عن مثل تلك الإقتباسات في الكتاب المقدَّس وعند شكسبير و ديكنز وكُتَّاب الروايات
لكنهم لم يعثروا على أيِّ تفسيرٍ مُقْنِعٍ وبات الأمر أشدَّ وضوحاً بالنسبة لهم ثمة محاولة اغتيال النسر العجوز ستالين والعش هو قصر المحادثات في ليفاديا قاموا بتغيير الحرس وعزٍّزوا المراقبة وجلبوا كل ما يلزم من عتاد وذخيرة لازمة لأية معركة ومع ذلك لم تحدث مفاجآت مرعبة ، غادر الزعماء الكبار بهدوء إلى بلدانهم وبعد مرور عدة سنوات على ذلك الاجتماع صادف أن وَجَدَ مترجمٌ سوفييتي نفسَهُ في إحدى المناسبات واقفاً بجانب تشرشل فسأله عمَّا قَصَدَه بعبارته الغامضة والخطيرة فأجاب تشرشل في حقيقة الأمر كتب روزفلت لي يقول ( سيد تشرشل سحَّابُ بنطلونك مفتوحٌ )
فطمأنته أنَّ النسرَ العجوزَ لن يطيرَ من العُشِّ .
ختاماً لا تُغرق نفسَك في التحليلات السياسية والدينية وتتعمق كثيراً
غالباً ما يكونُ الصَّمتُ نعمةً وتفسيرُ الدُّعاباتِ نقمةً ورميُ الاتهامات إثماً .

شاهد أيضاً

جماهير المقاومة في فلسطين ولبنان وكامل قِوَى المِحوَر مجاهدين وصابرين ومحتسبين قرروا السير مع قيادتهم على مبدأ الشهادة أو النص

*كَتَبَ إسماعيل النجار* ر، إنها كربلاء العظيمة مدرسة أتباع آل البيت من المسلمين كل المسلمين …