*صباح القدس*

 

ناصر قنديل

صباح القدس لسورية ترسم من درعا صورة الجنوب ، ومسار نهاية الحروب ، وتثبت بصاروخ قبالة تل أبيب ، معادلة الردع البعيد والقريب ، وتشكل عقدة الحل والربط ، تفرض الشروط ولا يفرض عليها شرط ، ويقر الجميع ، بأنها لا تشتري ولا تبيع ، ويرضخ صاحب قيصر ، بأن في سورية قرار مرن لا يعصر و صلب لا يكسر ، مرن مع الاخ والشقيق ، وصلب على العدو بما يليق ، فها هي الشام تفتح أبوابها للبنان ، رغم تحريض اللئام وتفاهة العربان ، فسورية قلب العروبة ، وما عداها اكذوبة ، والشام عاصمة العرب ما دام هناك احتلال لفلسطين ، وما دامت المقاومة حربا مفتوحة منذ حطين ، والقضية لا تختصر باستجرار الكهرباء من الأردن والغاز المصري ، ولا باشارة من السفارة الأمريكية ، فلبنان بعيون السوريين هو المقاومة ودماء تجري ، في عروق الأخوة الوفية ، وكل ما يدور حول الحدود ، هو اعتراف متأخر بحقيقة الوجود ، ان البلدين التوأمين لا ينفصلان ، مهما حاول الامريكان ، ولا يفك بينهما حصار ، ولا يفصلهما قرار ، وكل محاولة للف والدوران ، اصيبت في النهاية بالخذلان ، فها هي السفينة الآتية لإنقاذ الناس ، تجد ملاذها الآمن في بانياس ، وها هو الامريكي الذي قرر إثبات حسن النوايا ، يقر بأن الطريق يمر بسورية مهما دور الزوايا ، ولو فكر المسؤولون في لبنان ، بالبحث عن اقتصاد الأمان ، فان فتح الحدود ، وتسعير متبادل للعملة دون المرور بالدولار ، سيؤمن للسلع والأدوية الوجود ، ويخفض الأسعار ويضرب الإحتكار ، وينعش البلدين ، من دون الووقع في الدين ، أما أزمة المحروقات الكهرباء ، فلا حاجة لكل هذا العناء ، فالحل لكل من سورية ولبنان والعراق ، بعيدا عن البحث البعيد عن الترياق ، والحل بأنابيب النفط ، وشبكات الربط ، ولدى سورية المعامل ، ولبنان وسورية بينهما تكامل ، وتكفيهما المصافي ، والعراق مورد نفط خام ، والمهم هو حل المسائل ، بعقل نير وقلب صافي ، بعيدا عن التحريض في الإعلام ، ولو تخيلنا ان الاميركي لا يتدخل ، فحقول النفط والغاز السورية ، وأنبوب كركوك طرابلس ، تشكل المدخل ، للحلول الفورية ، بعيدا عن الدسائس ، وهذا يعني توفير مليارات الدولارات من السحب في الأسواق ، وتأمين منفذ على المتوسط لنفط العراق ، وتوفير الكهرباء لثلاثة بلدان ، وتغطية أسواقها بالمحروقات ، ومهمة السفن من ايران ، ان تسقط الحصارو العقوبات ، فان ارادوا للبنان السقوط ، هذا طريق الرد على الضغوط ، وان ارتضوا له الخروج من الأزمات ، فليرفعوا العقوبات ، وبلداننا تعرف طريق خلاصها ، وتملك ما يكفي من اخلاصها ، فرفع القيود وفتح الحدود ، من لبنان الى سورية والاردن والعراق يوحد الأسواق ، ويوفر الكثير ، بعيدا عن التبذير ، ويضرب وجوه الفساد ، التي عمت البلاد ، ويفكك منظومات الإحتكار ، واستنزاف الدولار ، والأهم انه يصون حرية القرار ، وما دمتم في دمشق فتشجعوا ، ومنها لا ترجعوا ، الا وبيدكم اتفاق ، واكملوا السفر نحو العراق ، لتكسبوا السباق ، تكونون عندها حكومة ، تنجز الأعمال بدلا من سوء تصريفها ، تدرك اللحظة المأزومة وكيفية تعريفها .

شاهد أيضاً

يمق زار مركز “الجماعة الإسلامية” في مدينة طرابلس معزيا” باستشهاد عنصريها

زار رئيس مجلس بلدية مدينة طرابلس الدكتور رياض يمق، مركز الجماعة الإسلامية في طرابلس، مُعزياً …