كتاب مفتوح إلى قائد الجيش

 

بقلم الكاتب نضال عيسى

حضرة العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني الجزيل الأحترام

في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ بداية ما يسمى ثورة 17 تشرين مرورا” بجائحة كورونا وصولا” إلى الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي نتخبط بها اليوم، لا يستطيع أحد نكران الدور الوطني الذي قام به الجيش اللبناني حفاظا” على أمن لبنان ومواطنيه من خلال حفظ حق المتظاهرين وحمايتهم وكلنا شاهدنا كيف وضع الجيش نقاط ثابتة بالقرب من أماكن تجمع المتظاهرين فكانوا يسهرون ويتسامرون والتدفئة والمأكولات تصل إليهم والجيش يؤمن الحماية لهم تحت المطر والبرد القارس؟؟ والجميع يشهد على نبل وأخلاق وحكمة الجيش بتلك المرحلة، حتى وصول جائحة كورونا أيضا” فكان للجيش الدور الأكبر من خلال توزيع الكمامات وحملات التوعية وتوزيع مواد التعقيم على المدارس والمارة ووضع حواجز التوعية وقد كتبت عن ذلك في حينها كتحية لهذا الجيش الوطني.
ولا يستطيع أحد أن ينسى تضحيات هذا الجيش من خلال مواجهات العدو الإسرائيلي والمنظمات الإرهابية والدماء التي قدمها من خيرة ضباطه ورتباءه وعناصره حتى توجت هذه الدماء الطاهرة نصرا” تاريخيا” في جرود عرسال عليهم
حتى بات هذا الجيش هو أيقونة للمحبة والأحترام لدى كل الشعب اللبناني
حتى دخلنا في أزمة المحروقات وبدأ الجيش مكرها” على مساعدة الأجهزة الأمنية في تنظيم عمل المحطات ومواجهة الأشكالات التي تحصل وقد شاهدت الكثير الكثير منها
لأجل ذلك أتوجه إليك بمحبة الحريص على هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة ان تلغي قرار التدخل بهذا الأمر فالجيش أكبر من أن يهان من مواطن يريد تعبئة سيارته، أو أن يصرخ أحد بوجه ضابط أو رتيب او عنصر ليقوم بتجاوز طوابير الانتظار
وأنا اعلم بأن القرار هو عدم الرد على غضب المواطن ليس ضعفا” بل شعورا” بأمتصاص غضب المواطن
ولكن مَن حرر الجرود وواجه اليهود وحافظ على أمن لبنان هو أكبر من أن يقوم بتنظيم عمل المحطات وتلقي الشتائم وحتى في بعض الأحيان الضرب واحيانا” أتهامه بالأستفادة المادية من هذا الواقع من خلال وقوفه على هذه المحطات وانا اعلم بأن هذا الأمر هو افتراء ولكن أزمة الأخلاق تفرض نفسها على هذا الواقع فيرمون الأتهامات فقط لأن الجيش يريد الحفاظ على المواطن وصاحب المحطة في آن
لأجل كل ذلك أتمنى على حضرتك اتخاذ القرار بعدم وجود الجيش والمخابرات على محطات الوقود فتضحيات الجيش أكبر بكثير من تعبئة او تنظيم البنزين؟؟

بكل محبة وأحترام

بقلم الكاتب نضال عيسى

 

شاهد أيضاً

هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان

‏هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان فتسببت في مظاهرات 57 جامعة أمريكية ضد إسرائيل …