ماذا لو نُفّذ قرار التوطين في لبنان؟

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

كيف سيكون وضع اللاجئين لو تم توطينهم في لبنان؟ التوطين كما يراه المجتمع الدولي هو حل ينطوي على اختيار وطننا بديلاً عن وطن الأم ونقل اللاجئين اليه كما حصل منذ سنين ويحصل اليوم بزحف هذا العدد الكبير من النازحين إلينا والخطر بدأ عندما وافقت الدولة على قبولهم كلاجئين ومنحتهم الحماية والمساعدة.
مما تتاح هذا الوضع للاجئين وعائلاتهم الذين اتخذوا من لبنان مكان إقامة لهم بالاضافة إلى حقوق مثل تلك التي يتمتع بها المواطنون اللبنانيون لا بل أكثر بكثير حتى أصبح المواطن اللبناني يشتهي أن يُسجل كلاجىء في وطنه ليحصل على ما يُصرف للغريب على أرضه.
السؤال الذي يشغل البال هو هل سيتقبّل المجتمع اللبناني الاخوة السوريين والفلسطينيين بفرض توطينهم ويسمحون لهم بالاندماج بينهم؟
هل سيوَطن معهم إيرانيون وعراقيون ومصريون وباكستانيون وأفغان كما حصل في سوريا أم سيكتفون بهذه الجنسيات فقط؟
لماذا لبنان؟
هل لأنه لدينا حكام عملاء لدول أجنبية ينفذون مصالحهم على حساب المواطن؟
أتعس دولة في العالم هي لبنان اليوم بعد تصنيفه بدائرة الإِحصاءات والتصنيف في منظمة الأُمم المتحدة، ويتحكم بالقرار عنه ، هل ممكن أن يكون هذا هو السبب؟
من هو المسؤول عن تعاسة الشعب غير أبنائه ؟ وكيف لا يكون لبنان أَتعسَ بلدٍ في العالَم، والعالَـمُ يَشهدُ شعبَ لبنان مصلوبًا على جلجلةٍ مُرعِبة عمَّرها سياسيون نرجسيون قهَّارون ساديون؟
لماذا لبنان ؟
هل لأن بعد حكم مئة وأربعة أعوام أثبتنا للعالم أننا شعب لا نستحق أن يكون لدينا وطن؟
هل ممكن أن تكون الطائفية هي سبب التوطين والطائفتان السنية والشيعية تتنافسان على استيعاب قدر المستطاع أبناء ملّتيهما ولو من الصين لتنتصرا على الطائفة المنافسة لهما أي المسيحية ؟
ألم يكن إفقار الشعب وسرقة أمواله وإذلاله مخططاً له حتى يأتي يوم التوطين ولا نجد من يرفع رأسه ويقف بوجه هذا القرار المجرم ..
ماذا عن أعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارتها يوم امس برفقة الرئيس القبرصي، عن استعداد الاتحاد لتقديم حزمة مالية بقيمة مليار يورو إلى لبنان «ستكون متاحة بدءاً من العام الحالي حتى 2027» من أجل المساهمة في «الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي».هل هذا باب للتوطين الذي فرض على لبنان بموافقة سياسييه؟..
التوطين هذا ! هل سيشكل خطراً على دولة اسرائيل المحتلة بعد جذب الملايين بمواجهة حدودها الشمالية أم سيكونون حماة الحدود؟
هل التوطين سيفتح الشهية لحروب قد تم التحضير لها بين اللبنانيين القدامى والجدد منهم ؟
الحياة ملأى بالدروس والمفاجآت التي قد تكون قاسية ونتائجها مدمرة، ما يتطلب من كل امرئ الإعداد المسبق لمواجهة ما يعترضه من تحديات للحفاظ على نفسه ومجتمعه وأبنائه من الوقوع بين فكي رحى لا تعرف الرحمة ولا تمهله ريثما يتدبر الأمر. وقد حذر قدماؤنا الأوائل من الانزلاق في شراك الحياة وحضوا على إعداد العدة الكافية في سبيل النجاة..
صدق من قال  “الحيط الواطي بتسمح للناس يعربشوا عا اكتافه”
الحل الوحيد لانقاذ الوطن وهو بيد الجيش والقضاء المستقل والشعب الأبي..هل حان الوقت لانقاذه؟