كيف نخبر البحر اننا على اليابسة نغرق؟!!

اسماء جابر

استوقفتني هذه الجملة الرائقة المؤثرة فهرجت عن صمتي الطويل لاتمرد على وجعي والظروف التي تقوقعنا بها جميعاً!!!
عجبي علينا نحن البشر! فتحنا علينا نار جهنم لتلفح وجوهنا وتحرق انفاسنا والمصيبة الاكبر اننا ندرك ذلك تماماً وما زلنا نغطس بهذا الغباء، نحن من اغرقنا انفسنا في متاهات وزواريب من باعنا الاوهام فتهنا في سراديب الضياع والقلق والمعاناة وحلقنا في رحاب الامل االمنشود وسبحنا في تيارات السقم والآلام المبرحة حتى ببتنا في سجون قيدتنا بالشدة واغلال الحقد والكراهية وجراح الانتقام وكسر الكلام !!! فلم يبق لنا سوى الترداد: هل نحن الذين نعجز عن الكلام ام الكلام هو الذي يعجز عنا؟؟؟ هل بتنا نتقن فن الصمت ام الصمت يغلنا بالخوف من القمع؟؟ النتيجة واحدة!! اننا اخطأنا منذ البداية في القاء اللوم على الآخرين.

وأخيراً وليس آخراً، البحر يدرك تماماً اننا سنعود ونغرق في اليابسة كما نغرق في تياراته وكما نغرق في شبر ماء!!! وغرقنا واختنقنا في اوحال اليابسة بنفاياتها باوساخها بحبال مرؤوسيها وقذارتهم.