رحلَ “أبو هاني”..

حسن عليّ شرارة

رحلَ “أبو هاني”.. نعم، ولكنّه سيبقى حيًّا في ذاكرتِنا..
فكيف تُطوى صفحةُ رجلٍ مقاومٍ، كانت سيرتُه وستبقى مدرسةً مفتوحةً للأجيالِ، وستستمرُّ خالدةً في سجلِ هذا الجبلِ الأشمِّ الثّائر على الظّالمين.
فمآثرُهُ في الجهادِ والنّضالِ ضدّ الصّهاينةِ عام 1948 ذودًا عن فلسطين صفحةُ مجدٍ خالدة..
وثورتُه ضدّ المُستعمرينَ عام 1958 من أجلِ عروبةِ لبنانَ ووحدتِه وقفةٌ رائدة..
نعم، ستظلُّ صورتُه محفورةً في بالي، وهو نائمٌ ليلًا بثيابِه العسكريّةِ إلى جانب المرحوم والدي، وعمّي أبو يوسف شرارة، وعمّي أبو طالب الحمزة ورفاقِهم المُجاهدين عام 1958، ووالدتي تحملُ البندقيّةَ تحرسهم في قرية الرّماديّة، وأنا متمسّكٌ بثوبها.
نعم، ستظلّ تزيّن إطلالتُه المُشرقةُ الباسمةُ مدخلَ الجُميجمة؛ فلهُ معَ كلّ أبنائها قصّةُ حبٍّ و”رجاء”، وجلساتُ وُدٍّ و”هناء”..
رحل أبو هاني، نعم، فكلّنا راحلون، وكلُّ نفسٍ ذائقةٌ الموتَ،

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

أسأل الباري له الرّحمةَ الواسعةَ.