من فضلك !! كلمنى بلغة عصرى

إنه رأسى أنا …لا تبحث فيه عن أفكارك ( جبران خليل جبران)

تحقيق ليلى الدسوقى

أقامت الشاعرة “وداد الهوارى ” مساء أمس الخميس 19 أغسطس 2021 بصالونها الثقافى (ملتقى ظل الصفصافة) ندوة أدبية بعنوان:

(مبدعون و مدعون و المبالغة فى الاطراء و الهدم )

بهيئة خريجى الجامعات بالقاهرة ( الخميس الثالث من كل شهر )

حيث حضر الندوة كوكبة من كبار الشعراء و الادباء و أدارة حلقة النقاش الفنانة التشكيلية الشاعرة زينب أبو سنة (صاحبة دار نشر أفاتار للطباعة و النشر) و الباحث والشاعر برهان غنيم

أستهلت الندوة الشاعرة وداد الهوارى كما عودتنا دائماً ببعض أبيات من إبداعها الشعرى و قدمت للحاضرين السيرة الذاتية للشاعرة زينب أبو سنة

ثم تركت المنصة للدكتورة زينب ابو سنة للتحدث عن موضوع شائك فى الساحة الادبية قالت الدكتورة زينب:

(هناك فجوة زمنية بين تفكير الأحفاد و تفكير الأجداد فهم يشعرون أننا من كوكب آخر ( دقة قديمة أو من أيام سيدنا خشبة)

أسأل حفيدى انت أتأخرت ليه؟ يرد على بإستغراب لسه بدرى أنت فاكرة احنا زيكم الجيل أختلف

فأنا أعتب على الكتاب و الشعراء الحاليين انهم يكتبون زمنهم هم، نفسهم، جيلهم و ليس جيل الشباب الحالي.

اذهب الى ندوات كثيرة بها شباب تترك الندوة و تجلس فى الصف الاخير مع الموبيل لا يكترثون بنا او بماذا نقول كأنهم يقولون لنا:

نتم بتكلموا مين محدش سامعكم و لا عارفكم أنتم من كوكب آخر)

هم جيل الانترنت و الموبيل و مسبار الامل و المعلومة السريعة يحصل عليها بسهولة من على موقع جوجل و هويجلس بالبيت

لا يعاني فى الحصول عليها من أمهات الكتب بالذهاب الى دار الكتب او المكتبات العامة كما فعلنا نحن فى الماضى

تخاطبوهم بلغة عصر غير عصرهم، عصركم أنتم أيها الكتاب و الشعراء!!

لذلك ارجو من الكتاب و الشعراء الحاليين لا يكتبون تجاربهم هم و يقلدون المدرسة القديمة بالكتابة امثال نجيب محفوظ و احسان عبد القدوس فهذا ظلم فادح لهذا الجيل ،فالتعليم انهار على زمانهم و أيضاً الثقافة على حافة الهاوية فهذه مأساة لهم.

تعرفت على شباب يكتبون الشعر و القصة منهم شاب عشرينى يكتب افكار مذهلة كأنه مولود بالمجتمع الاوروبى ،و لد مصري بسيط واكب عصره كأنه يعيش بامريكا او انجلترا و يكتب عن حرب الفضاء ثقافته افلام اجنبية و ليس كتب قديمة تفكر باسلوب الاربعينات و الخمسينات ، لكنهريفتقر لأدوات اللغة العربية قمت بتبنيه أدبياً و خصصت لكتاباته مصحح لغوي.، كما فعلت دار نشر بلومزبرى مع الكاتبة الروائية جوان كاثلين رولينج صاحبة رواية هارى بوتر الشهيرة بتبني موهبتها الادبية بالرغم من رفض 12 دار نشر مختلفة لدعمها، لم يكن الجزء الأول “حجر الفلاسفة” من السلسلة لينشر دون وجود (آليس نيوتن) ، ابنة صاحب الدار التي تبلغ من العمر 8 سنوات، وكان ذلك في عام 1997، عندما طلب منها والدها إبداء الرأي في الرواية باعتبار ابنته من الفئة العمرية التي تستهدفها الكاتبة، اندهشت الفتاة وطلبت من والدها أن يوافق، لينشر 1000 نسخة فقط من الرواية، وحصلت جوان رولينج على 1500 جنيه إسترليني فقط.

توالت الأجزاء بعد ذلك، حتى وصلت إلى 9 أجزاء مؤخرًا، وتوالت الكتب لتكتمل السلسلة وتحقق أرقام مبيعات غير عادية، وتحمس المخرجون للفكرة لتحدث طفرة في أفلام الخيال العلمي في هوليوود، حيث تم إخراج 8 أفلام من السلسلة لتتكون إمبراطورية “هاري بوتر”، المُعتقد أنها قد باعت أكثر من 400 مليون نسخة حول العالم.

اين نحن من هذا كله؟ نسكن الظل و نقتصر بكتاباتنا على الطابع القديم بالكتابة

من منصتى هذه اقول للكتاب و الشعراء تحرروا من كتابة الجيل القديم  من تخاطبون بها؟ نحن نرغب بنشأت جيل يحب القراءة فى جميع المناحى الادبية و لا يشعر بالملل و الضجر

الشاعر لا بد ان يتحدث بلغة العصر الذى يعيش فيه و يناقش فى شعره مشاكل هذا الجيل و ليس ماضيه هو .

الجيل القديم اخذ نصيبه من النجاح الادبى و انتهى، جيل الثمانينات و التسعينات ، هل يقدم الجيل الحالى على شراء أى كتاب صدر حديثاً بالسوق الادبى ؟بالطبع لا، لان الكتاب لا يكتبون بأسلوب يخاطب عقول من يقرأ لهم (الفئة العمرية المختارة)

لا بدان تكتبوا و تخاطبوا هذا الجيل من مناحي معينة و من زوايا اهتماماته الثقافية فيتمسكون بكم انتم و يتتبعون اصداراتكم و انتاجكم الادبى و يبحث الاعلام عنكم بنفسه لانكم عرفتم كيف تجذبون الشباب اليكم و تصلوا الى النجومية و الشهرة بكل سهولة بواسطة مخاطبة الشباب على سبيل المثال الكاتب الشاب الموهوب احمد خالد مصطفى صاحب رواية انتخريسيوس الشهيرة و غيرها من مؤلفاته التى تخاطب عقول الشباب و تتعايش مع مستواهم الفكرى و الثقافى لقد عرف مفاتيح عقول الشباب و تعايش معهم و خالطهم

انا شاعرة اكتب الفصحى و عمودية و اميل فى كتاباتى للمفردة البسيطة فى الكتابة كل انسان يسمعها أو حتى بواب العمارة يستمتع بها لأنها تخاطب تفكيره البسيط و تعبر عن مشاكله الحياتية هو، بالرغم أنها شعر فصحى

فعلى سبيل المثال أم كلثوم تغنى ( هل رأى الحب سكارى ) قصيدة بالفصحى لشاعر النيل إبراهيم ناجى يستمع لها القهواجى و يقول عظمة على عظمة يا ست و يدندن معها و يحفظ كلامتها عن ظهر قلب بالرغم انها بلغة الفصحى و لكنها لامست قلبه و جعلته يحلق فى عالم الشعر بدون ادنى معرفة او تعلم

هناك شعراء يستخدمون مصطلحات فى اللغة اندثرت ليستعرض امكانياته الادبية و يظهر انه شاعر مثقف و متمكن فمثلاً يخاطرنى الآن كلمة اصفاد فى قصيدة صوفية يستخدمها شاعر ما، لسنا فى زمن عنترة أيها الشاعر         لا بدان تستخدم كلمات سهلة . بسيطة و سلسة محببة الى الآذان

أخيراً يجب على كل شاعر خاض عالم الأدب ان يستخدم مفردات بسيطة  و على الروائى ايضاً ان يكتب افكاراً تخاطب عقول هذا الجيل و هكذا

كن العصر الحالي فى أفكاره و تحرروا من أغلال المدرسة القديمة فى الادب

الادباء القدامى نجحوا فى زمانهم هم ، صنعوا امجادهم هم فما هى امجادك انت؟

تحقيق ليلى الدسوقي

شاهد أيضاً

السيد الحوثي: نسعى لتوسيع عملياتنا في المحيط الهندي.. والحل وقف الحرب على غزة

قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، يعلن أنّ القوات المسلحة اليمنية تسعى لتوسيع …