تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

 

يحار اللبنانيون هذه الأيام في معرفة مستقبل بلدهم ويعيشون حالة القلق الشديد كأنهم يركبون حافلة تسقط في وادٍ سحيق لا قرار له ولا يدرون إلى أين المصير، ويتحمل المسؤولون في هذا البلد خصوصاً المعنيون منهم بتشكيل الحكومة المسؤولية التاريخية والوطنية عن هذه الحالة التي يعيشها البلد، والمراقب من الخارج للوضع المتأزم لا يجد تفسيراً معقولاً لتصرفات المسؤولين وعدم إكتراثهم بالأوضاع التي يعيشها البلد وإصرارهم على تحقيق مكاسب سياسية ضيقة تنطلق من حسابات شخصية وحزبية حتى لو كانت سبباً في تردي الأوضاع والذهاب نحو الإنهيار الشامل.
ونحن في تجمع العلماء المسلمين وإنطلاقاً من مسؤوليتنا الشرعية الملقاة على عاتقنا في تبيان الحقيقة للناس نسجل إتهامنا للجميع دون استثناء، الذين بيدهم تشكيل الحكومة ويصرون على تأجيل الإعلان من أجل الوصول إلى وزير بالزائد أو الحصول على موقع دون آخر بأنهم مدانون أمام الله والتاريخ وسيتحملون مسؤولية ذلك وسيحاسبهم الشعب على ما اقترفوه تجاه الوطن.
إن العالم اليوم يتجه نحو الانتهاء من سياسة القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب وبنفس الوقت ستضعف قبضة الولايات المتحدة الأمريكية على الشعوب المستضعفة وهي فرصة لنا في لبنان لنتخذ قرارات منطلقة من مصلحتنا الوطنية وعدم الإذعان للإملاءات الأميركية لأنه عندما تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مضطرة للهرب من لبنان عملياً أو سياسياً لن تسمح لهم بالركوب معها في طائرة الفرار بل سيتهاوون كما كان المشهد المؤلم في كابول وقبله في فيتنام.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع السياسي نعلن ما يلي:

أولاً: ندعو فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للاجتماع سريعاً في جلسة وحيدة مهما طالت والخروج بتشكيلة حكومية تساهم في معالجة الأزمات المتصاعدة التي يُعاني منها الوطن ونعتبر أن عدم قيامهما بذلك سيعتبر تقصيراً في حق الوطن وتمسكاً بمطالب فئوية على حساب الوطن، والمسؤولية تقع عليهما معاً ولا يمكن لأحدهما أن يلقي اللوم على الآخر فكلاهما مدان أمام الله والوطن والشعب.

ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين حكومة تصريف الأعمال إلى القيام بواجباتها خاصة على صعيد إدارة الأزمة بتأمين وصول الوقود إلى المحطات والمستشفيات والمولدات خاصة بعد فتح الاعتماد حتى نهاية أيلول حيث أننا نرى أن لا جديد حصل على صعيد طوابير السيارات المتوقفة أمام المحطات وكل ذلك ناتج عن إنعدام الرقابة وعدم قيام الحكومة بدورها كما ينبغي.

ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن التفجير الانتحاري الذي حصل في العاصمة الأفغانية كابول بالقرب من المطار، ويعتبر أن هذا العمل مؤشر عن الوضع الذي ستعيشه أفغانستان في المستقبل، خاصة أن الذي تبنى التفجير هو التنظيم الإرهابي داعش ما يؤسس لحرب إرهابية كبيرة أيادي الاستخبارات الدولية ليست بعيدة عنها. وفي هذا السياق يدعو تجمع العلماء المسلمين إلى مؤتمر حوار وطني في أفغانستان يضم الفعاليات السياسية والحزبية والمذهبية والقبلية لوضع دستور جديد للبلاد يحكم الفترة المقبلة ويؤسس لأفغانستان حديثة بعيدة عن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشباب الفلسطيني البطل خاصة شباب القدس الذين استهدفوا آلية صهيونية في أبو ديس إثر اقتحامها للبلدة، ويعتبر أن هذا العمل البطولي يؤكد على فتح صفحة جديدة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني بحيث لن ينحصر الاشتباك في غزة بل سيعم كامل التراب الفلسطيني ويكون سبباً لإزالة الكيان الصهيوني الغاصب من الوجود.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : أنقاض غزة تحتاج 14 عاما لإزالتها

قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته في قطاع غزة بحوالي 37 مليون …