بمناسبة الذكرى الرابعة للتحرير الثاني وتعليقاً على التطورات أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

في مثل هذه الأيام سطَّر الجيش اللبناني والمقاومة بدعم من الشعب اللبناني البطل ملحمة بطولية قضت نهائياً على مشروع صهيوأميركي بأيدي تكفيرية للسيطرة على لبنان وإدخاله في آتون حرب لا مخرج منها إلا بدمار كامل، وأكدت هذه الملحمة على أهمية الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة في الدفاع عن لبنان وحمايته من الأطماع الصهيونية وجعله وكراً للمخابرات المركزية الأمريكية، ولعل هذا هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها لإدخال هذا البلد المقاوم في حصار اقتصادي ظالم، أولاً معاقبة للشعب اللبناني في أغلبه على مساعدته للمقاومة، وثانياً محاولة أخيرة للقضاء على المقاومة من خلال جعل الناس ينتفضون عليها من خلال الترويج عبر الإعلام المشبوه والمدفوع الأجر والمنظمات الأهلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية أن المقاومة هي السبب في الوضع الذي وصل إليه لبنان، وبذلك هم يعلنون صراحة أن على لبنان والشعب اللبناني أن يذعن للإملاءات الأمريكية ويتنازل عن حقه في البلوك رقم (9) ، ولا يسعى لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، والرضا بتوطين الفلسطينيين وإسقاط المقاومة وعدم احتضانها، أو أن هذا الوطن وهذا الشعب سيعيش فقراً وجوعاً ويدخل في آتون جهنم التي أعدتها له الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة رأس حربة مشروعها حاكم مصرف لبنان وبالتعاون مع القوى السياسية المرتبطة بها.
وللأسف فإن بصيص الأمل في الخروج من المأزق المنحصر اليوم بتشكيل الحكومة لا يزال يراوح مكانه، فتارة يُتحدث عن مؤشرات إيجابية وأخرى عن مؤشرات سلبية، وتبعاً لذلك يرتفع سعر الدولار أو ينخفض في السوق، غير أن السلع ترتفع من دون أن تهبط نتيجة لجشع التجار وكارتيلات الفساد في الوطن.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وفي أجواء هذه المناسبة العظيمة نعلن ما يلي:

أولاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين مرة أخرى على أن الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة التي حققت تحرير الجنوب والنصر في تموز 2006 ودحر وإجهاض المشروع التكفيري، ما زالت الخيار الوحيد لحماية لبنان والدفاع عنه وفي هذا المجال يتوجه التجمع بالتحية للمقاومة قيادة ومجاهدين والجيش قيادة وأفراداً والشعب اللبناني، ويدعو إلى استمرار التماسك حتى تحقيق النصر النهائي على المشروع الصهيوأميركي الذي يتربص الشر بلبنان وشعبه.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للإسراع في تشكيل الحكومة ويعلن أن الشعب لم يعد مقتنعاً بمبرراتها لعدم التأليف، ويعتبر أن الأسباب التي تُساق لذلك غير مقنعة وغير مقبولة وهي تأكيد على تقديم المصالح الشخصية والفئوية والحزبية على مصلحة الوطن العليا وسيسجل التاريخ أنهما كانا سبباً في تعميق الأزمة التي يُعاني منها الوطن والشعب.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الفلتان الأمني المتمادي والمتنقل بين المناطق والناتج عن حالة الاحتقان التي يعاني منها المواطنون، ويدعو القوى الأمنية للضرب بيد من حديد كل من يسعى لتفجير الأوضاع الأمنية، وفي هذا المجال ينوه التجمع بإرسال الجيش تعزيزات عسكرية إلى بلدتي عكار العتيقة وفنيدق لفرض الأمن بالقوة ومنع انتشار المسلحين واعتقال المتسببين بالحوادث الأخيرة ويحيّ كل من عمل وساهم على وقف الاشتباكات وترك الأمر للقضاء ليأخذ مجراه ويلاحق المسؤولين عن هذه الحادثة ويُنزل بهم العقاب المناسب.

رابعاً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بحملة المداهمات التي يقوم بها وزير الصحة الدكتور حمد حسن والتي أثبتت وجود أعداد كبيرة من الأدوية المدعومة مخزنة في مخازن، طمعاً ببيعها بأسعار أعلى عند رفع الدعم، ويدعو القضاء اللبناني لمعاقبة المحتكرين لا على أساس أنها جنحة بل على أساس أنها جناية كاملة تستحق أقصى العقوبات، ويدعو التجمع الوزير للاستمرار بحملته والوصول إلى المستودعات الكبرى المحمية من القوى السياسية والكشف على مخزونها وإنزالها إلى الأسواق ومعاقبة المحتكرين بحسب ما تقتضيه الأنظمة والقوانين.

شاهد أيضاً

بري والحريري وسلام ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية ونقابية ودينية من مختلف المناطق اللبنانية هنأوا العمال في عيدهم العالمي

إعداد وتنسيق مدير التحرير المسؤول: محمد خليل السباعي توالت ردود الفعل من شخصيات سياسية وحزبية …