لا يوجد أزمة محروقات… بل يوجد أزمة أخلاق

بقلم الكاتب نضال عيسى

 

فعلا” أصبحنا نخجل من مهاجمة بعض السياسيين الفاسدين الذين نهبوا الدولة. ففي ظل هذه الأزمة وكل أزمة (يفرخ) مافيات ومحتكرين أكبر كثيرا” من السياسيين الفاسدين ليتأكد لنا بأنه لا يوجد أزمة محروقات أو مواد غذائية أو دواء أو أزمة أمن.. بل يوجد أزمة (أخلاق) لم نشهد مثيل لها في سنين عمرنا التي وصلنا إليها..
والله لن تصلح الأحوال مهما فعلتم طالما أن المواطن يستغل أخيه المواطن..
ولن يكون لبنان بلد الحضارة والجار يسرق جاره. والتاجر يأكل زبائنه.. وطوابير الذل تدغدغ عقول المستفيدين راجين من الله عز وجل أطالة الأزمة لكسب المزيد من المال……
نعم هذا هو الواقع فطوابير الذل هي مصدر رزق لكثير من الذين لديهم أزمة أخلاق… فيقف لساعات لتعبئة سيارته وعند الأنتهاء يفرغ ما حصل عليه ويقوم ببيعه في السوق السوداء مستغلا” محطات قريته فهو ابن البلد ويكرر ذلك يوميا” بسيارته وسيارة زوجته التي تطل على وسائل التواصل بببث مباشر وهي تصرخ كفى ذل أنني احضر الغداء في السيارة وهي التي تساعد زوجها بتفريغ ما حصلت عليه ليقوم ببيعه في قضاء مجاور؟؟
وفي حساب بسيط إذا باع من سيارته تسع ليترات ومن سيارة زوجته تسع ليترات هذا حجم الغالون بسعر أربعمئة الف ليرة يوميا” وهذا سعر وسطي طبعا”؟؟ فيحصل على أثني عشر مليون ليرة في الشهر فهذا المبلغ يستحق الوقوف لساعات في طوابير الذل؟؟
وكل مَن يقف على محطات الوقود يعلم أن مَن يأتي كل يوم لتعبئة سيارته فهو تاجر غالونات وهو من الذين لديهم أزمة أخلاق….
ويتكرر عمل هؤلاء على جميع أصناف المواد المحتكرة واترك لكم حجم قلة أخلاق الذين يستغلون هذه الأزمات

لتشاهد حجم أزمة الأخلاق التي نعيشها عندما ترى صفوف الذل المفتعلة والذين يقفون على محطات الوقود بغير انتظام ليتخطى عدد الخطوط الأربعة فتقفل الطرقات وتحصل الأشكالات وتكون (العترة) على مَن يملك الأخلاق ويلتزم بالصف وبالنتيجة تغرغ المحطة مخزونها دون أن يصل الدور لمَن احترم القانون وربح مَن لديه أزمة أخلاق؟؟
في الأمس سطر عنصر في قوى الأمن الداخلي محضر ضبط بحق سيارة متوقفة على شارع في بيروت مكتوب عليه ممنوع الوقوف؟؟
لماذا لا تقوم القوى الأمنية بتسطير محاضر ضبط بحق مَن يخالف الوقوف ولا يلتزم بخط واحد على محطات الوقود وما يشكل هذا الأمر من خطر على السلامة العامة اولا” واشكالات وظلم ثانيا” لمَن يلتزم بالوقف
فإذا قامت الدولة بهذا الأمر انا كفيل بتسكير عجز الدولة من محاضر المخالفات على محطات الوقود
هذه الأزمة أيها الأحبة كشفت ليس فقط أستغلال الشركات وعدم بعد نظر الدولة…
فقد كشفت بأن المواطن هو فاسد أكثر من المسؤول.. فهذا المسؤول يستغل منصبه ويسرق الدولة. ولكن المواطن يستغل المواطن ويسرقه ويسرق ما تبقى من أمل في شعبنا
انها ليست أزمة محروقات أنها أزمة أخلاق…… والسلام

بقلم الكاتب نضال عيسى

شاهد أيضاً

“عامل”: تضرر مراكزنا بالقصف الاسرائيلي لن يثنينا عن واجبنا لتعزيز صمود أهلنا

*مهنا: نرفض انتهاك الاتفاقيات والشرائع الدولية وازدواجية المعايير في التعامل مع الارتكابات الاسرائيلية* بيروت، 17 …