*أبو فاعور: منطق الجشع السياسي يتحكم في تشكيل الحكومة*

 

*لبنان يحتاج إلى التصالح مع الشرعيتين العربية والدولية*

• أحمد موسى

*أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور باسم “الحزب التقدمي الإشتراكي”، خلال تشييع الحزب وبلدة ينطا في قضاء راشيا المهندس يوسف قاسم كمال، أن “هذه المعاناة التي يعانيها المواطن اللبناني يجرها علينا منطق اللامسؤولية السياسية، ومنطق الجشع السياسي الذي لا يزال يتحكم في تشكيل الحكومة، والرغبة في الحصول على المقاعد والمواقع والمناصب والمعادلات الخشبية الجامدة داخل الحكومة، ثلث معطل وغيره”.*
*أبوفاعور*
وقال أبوفاعور: “إن لبنان اليوم يحتاج إلى أن يتصالح مع الشرعية العربية والشرعية الدولية، لأن أمامه وأمام الحكومة العتيدة، إذا ما تشكلت، مسارا طويلا عليه أن يخوضه مع المؤسسات الدولية والمؤسسات النقدية الدولية لوضع برنامج لإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمصيري الذي يمر به”.

وتابع: “تثكل ينطا اليوم بأحد أبنائها، وهو رجل أخلاق تزين بزينة الرجال في الزمن الصعب فامتشق سلاحه ودافع عن الوجود والكرامة والارض والعرض، فكان في مقدمة الذين تحفزوا في الدفاع عن مجتمعه. وتثكل ينطا بالرفيق يوسف، الذي تزين بالعلم فاستغل علمه لأجل وطنه ومجتمعه، فما أخذت منه الشهادات مأخذا ولا قاده العلم إلا إلى حسن الانتماء وحسن الخيار على عهده لفكر ومدرسة كمال جنبلاط الذي آمن بالنخبة العاملة والمجتهدة، لا نخبة من يتنكر لمجتمعه وتدير ظهرها له”.

وأردف: “يرحل الرفيق يوسف في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، حيث عانى كما عانى كل مواطن لبناني فوق مآسيه وصعابه وجراحه وأوجاعه، هذه المعاناة التي يجرها علينا منطق اللامسؤولية السياسية، ومنطق الجشع السياسي الذي لا يزال يتحكم في تشكيل الحكومة، والرغبة في الحصول على المقاعد والمواقع والمناصب والمعادلات الخشبية الجامدة داخل الحكومة، ثلث معطل وغيره، وهذه الحقيبة لهذا الطرف وتلك الحقيبة لذاك الطرف، كأن المواطن اللبناني ما زال يمتلك ترف الرفاهية والانتظار لاتفاق المسؤولين على تشيكل حكومة تؤدي دورا ما في لجم الانهيار ووضع حد للخروج من هذه الأزمات”.

*لا استقامة*
وأضاف: “نحن نعرف حجم الصبر الذي يبديه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وحجم المرونة التي يبديها، ولكن كحزب تقدمي اشتراكي نعتقد أن وتيرة النقاش الحالي التي تسير بها الحكومة لا تستقيم مع حقيقة الأوضاع ولا تأخذ في الاعتبار حقيقة المآسي التي يمر بها المواطن اللبناني”.

ليختم النائب وائل أبو فاعور: “آخر ما يحتاج إليه المواطن اللبناني اليوم، والدولة اللبنانية أن تضع نفسها في موقع التعارض مع الشرعية الدولية ايا كانت المقاصد من أي خطوات تريد بعض الأطراف أن تقدم عليها، فلبنان اليوم يحتاج الى ان يتصالح مع الشرعية العربية والشرعية الدولية، لأن أمامه لبنان وأمام الحكومة العتيدة إذا ما تشكلت مسارا طويلا عليه أن يخوضه مع المؤسسات الدولية والمؤسسات النقدية الدولية لوضع برنامج لإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمصيري الذي يمر به. وبالتالي، ليس لبنان في وضع يسمح فيه بأن يضع نفسه في موقع التعارض مع هذه المؤسسات الدولية بأي اجراءات مهما كانت مقاصدها. الرحمة للرفيق يوسف الذي كان يشبه ينطا بأخلاقها ومحبتها وكرامتها وقيمها”.

*الحكيم*
وألقى رئيس بلدية ينطا الدكتور خالد الحكيم كلمة قال فيها: “لقد غيبك الموت جسدا، لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا، ولن ننساك فستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك نبراسا وقدوة لنا. لقد فارقتنا رفيقي الغالي يوسف بعد صراع مرير مع المرض والمعاناة، تاركا سيرة عطرة وذكرى طيبة وروحا نقية وميراثا من العلم والخلق الرفيع. عرفناك رفيقا هادئا، متواضعا، قنوعا وملتزما المبادئ والقيم الانسانية والواجبات فكنت اهلا لها”.

أضاف: “لقد حملت الأمانة بإخلاص وأعطيت للهندسة والوطن والعائلة جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك للجميع، وكنت من الرفاق المحبين لبلدتك وأهلها مقيمين ومغتربين”.

وختم الدكتور خالد الحكيم: “نم يا رفيقي العزيز يوسف مرتاح البال والضمير، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه، أمثالك لا يموتون فطوبى لك يا عاشقا لبلدك ووطنك، فكنت زوجا مخلصا وأبا عظيما لأولادك ورفيقا طيبا محبا لحزبك ورفاقك وأبناء بلدتك”.
*كلمات*
كما وتحدث في حفل التشييع شادي سيف الدين، ورئيس بلدية ينطا السابق نبيل الحلبي كلمة رثاء، وكلمة لربيع ابراهيم اشتي، وكلمة العائلة ألقاها الرائد في الجيش اللبناني وليد يحي كمال، وقصيدة رثاء مؤثرة الشاعر مازن غنام.

الكلمات ركّزت على “مزايا الفقيد وخصاله وصبره على الشدائد والأوجاع في أصعب ظرف يمر فيه لبنان على المستويين الصحي والاقتصادي”، منوهة بـ”مكانته الاجتماعية وعلمه وثقافته وحبه لقريته وأهلها وتصالحه مع ذاته وإيمانه بقضاء الله وقدره”.

حضر التشييع الذي شارك فيه أبو فاعور على رأس وفد حزبي كبير من قرى راشيا والبقاع الغربي ووكالة داخلية البقاع الجنوبي، مشايخ ورجال دين وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي وفاعليات اجتماعية وثقافية وسياسية ورؤساء بلديات ومخاتير وأهالي ينطا ومشيعون من القرى المجاورة.