درس رجاء الجداوي

بقلم: الأديبة الدكتورة فاطمة المعدول


يتصور البعض أن رجاء الجداوي أول مرة تتعرض للتنمر وهي كبيرة لكنها طبعًا تعرضت له وهي طفله صغيرة في المدرسة لتجد من يعايرها أن خالتها راقصة، وهي الطفلة الصغيرة التي أنتزعت من حضن أمها لتعيش مع الخالة النجمة القوية والمشغولة بالحياة، وهي الشابة التي اختلفت مع خالتها وهي صغيرة وخرجت لتواجه الحياة بمفردها ولم تضيع بل خرجت لتعمل في شركة أتوبيس تسلم الكمسارية التذاكر وتحاسبهم، عملت وكافحت وتحكي بكل حب واريحية  انها في اول عملها بعرض الازياء كانت السمراء المنبوذة وسط الخواجات المتمصرات الشقراوات وانها ظلت مدة كبيرة يعطونها اسوأ الالوان  والموديلات.. وان الذي نصفها جمال عبد الناصر شخصياً حينما كانت مصر ستقيم اسبوع ثقافي في أحد الدول الأوروبية  وارسلوا له اسامي العارضات والعارضة التي سترتدي علم مصر ولكن عبد الناصر سألهم عن البنت السمراء المصرية  وامرهم ان تكون هي العارضة الاولي التي ترتدي علم مصر وهنا كانت النقلة الكبيرة.. لم تتكلم عن تاريخها او ماتعرضت له بمرارة أبدًا بل تسامحت وعملت وظلت تعمل حتى آخر ايام حياتها، لم تختلق ماضي غير موجود، ولم تتمسح في زوج ليرفعها أو يسندها بل كونت اسرة مصرية محترمة جميلة، قدمت نفسها، ان رجاء الجداوي المرأة المصرية الاصيلة التي عملت ونجحت حتى اصبحت ايقونه مصرية  نفخر بها، ويحبها كل من يقترب منها ويري معدنها الاصيل، انها السمراء ذات القلب الذهب والعقل الالماظ  التي ظلت تعطينا الدروس حتى وافتها المنية، الف رحمة ونور عليها..

شاهد أيضاً

الدكتور بصبوص يشارك في مؤتمر الدوحة الخامس عشر لحوار الأديان

يسافر الدكتور دانيال بصبوص للمشاركة في مؤتمر الدوحة الخامس عشر لحوار الأديان، الذي يقيمه مركز …