الانسحاب الأمريكي من أفغانستان مابين الإتفاق والتخاذل .i

الكاتبة رنا العفيف

بموجب الإتفاق الموقع بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحركة طالبان كان من المقرر أن يجري الإنسحاب الكامل للقوات الامريكية من أفغانستان إلا أن الرئيس الحالي جو بايدن أعلن الموعد في الوقت نفسه بسحب المقاولون والمدنيون الذين لعبوا دورا هاما في الخدمات اللوجستية للجيش الأمريكي متعهدا تكرارا ومرارا دعم القوات الأفغانية ولكن مع وقف التنفيذ ولغاية في نفس واشنطن ألحقت زيارة وزير دفاعها الأمريكي لويد اوستن والذي لوح خلال زيارته الأخيرة إلى كابول إلى إمكانية مساعدة القوات الجوية عن بعد مضمان صيانتهم للطائرات وهو ما وصفه المساعدة ما وراء الأفق ، هذا الأفق الذي تلعثمت به السياسة الأفغانية فوقعت ضحية الثعبان الأمريكي الذي كان يخفي أنيابه بمقاربات وهمية حطت رحالها عند الجنود الإفغان التي اقنعهتم الولايات المتحدة الأمريكية بفرضية التدريب الافتراضي عبر منصة زوم الرقمية لعقد مؤتمرات عبر الفيديو متنافيين وجود هواتف ذكية مثقلة بشبكة الإنترنت فسقط الجنود الأفغان سقوط مدو ليأتي دور الخبراء العسكريين والجنرالات التي عبثوا في الأرض خرابا بأمر من واشنطن لتشعل حقبة الصفقات وكان أولها ملف الفساد التي أغرت طالبان بالثروة الأفغانية باستثمارها كغنائم حرب سياسي ومادي وكانت قد صرحت صحيفة واشنطن بوست بأن حركة طالبان قد استفادت بشكل مباشر من هذا الفساد الذي كان مداده أمريكا قبل انسحابها .

أما عن مشهد الصراع السياسي والإنساني الذي ألجم العالم برمته في مطار كابول لم تستثني امريكا حتى الكلاب البوليسية لإتمام الإجلاء ليكون لطالبان مقرا عسكريا وأمنيا ممنهج يهدف إلى تقويض السلطة في المناطق الريفية لإبرام الصفقات التي تمت بالسر بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي سلم تستلم حتى غدت طالبان أرضا خصبة في أوساط الحكوميين تحت غطاء شرعي لواشنطن لتتمكن من ضرب اقتصاد الصين والتي عجزت عنه امريكا ونسف محتوى الخط الاستراتيجي مابين روسيا وإيران بإثارة الفوضى لتحيي ذكر أسامة بلادن من جديد بزرع نفوذ اسلاموية كلفها الكونغرس الأمريكي للإشراف على العمليات العسكرية في أفغانستان

فإذا نجاح مقاتلي طالبان في السيطرة على أفغانستان بدون أن يقاتلوا جاء بإتفاق محكم الإغلاق من جهة ومن جهة أخرى تخاذل عملاء كوكب زحل تحت اهداف سياسية وعسكرية واقتصادية بعد أن كانت واشنطن وإسرائيل على علم بأن الجيش الأفغاني ليس بوضع جيد وهذا طبعا ما ٱشار إليه تقرير كانت قد أصدرته الهيئة (سينغار) بأن هناك خلل في أنظمة التسلح المتطورة لأفغانستان لتقرر واشنطن مصالحها السياسية مع طالبان باجتياح الأفغان لتعكس صورتها الحقيقة عقب الاعتداءات في عام 2001 والتركيز بشكل كبير على تقييم الجيش الأفغاني ونجاح عملية السيطرة التي تمت بالاتفاق معا هذا هو الأفق الأمريكي الجديد لتغدو أفغانستان قاعدة الأمان بالشرق الأوسط لتحمي نفوذها الٱسيوي في المنطقة .

 

شاهد أيضاً

حديد التقى في القاهرة النائب المصري عاطف المغاوري ورئيس الحزب العربي الناصري وشخصيات مصرية ناصرية وعربية

  استقبل رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد، في اطار زيارته لجمهورية مصر العربية، …