رسالة للدكتور طلال حمود

جهاد حمّود

دكتور طلال… بعد التحية لك ولكل الناشطين في هذا الملتقى اعتقد ان الأزمة تخطت مفهوم الحلول العادية… إننا في وضع استثنائي وفوق العادة ونحن بأمس الحاجة لخطوات استثنائية وفوق العادة… خطوة حكومة تكنوسياسية او من ذوي الإختصاصات لم تعد تنفع في هذا الوضع القاتم والآيل الى سقوط الدولة برمتها… وخصوصاً مع وجود وبقاء نفس الوجوه الكالحة والتي اوصلتنا الى ما نحن فيه… هذا الطقم المهترىء من السياسيين الفاسدين بمعظمهم وعلى رأسهم من تبقى ممن أسسوا الترويكا القذرة… لا يوجد لا نخب ولا من يحزنون ممن يستطيع ان يغير في ظل وجود هؤلاء الممسكين بمفاصل الدولة العميقة… اتمنى وأقول “اتمنى” أن يكون لدينا جيش وطني بكل ما تعني الكلمة من معنى على قلب واحد اسمه “خلاص لبنان” وليس جيش يدين بالولاء الى مرجعياته السياسية وللأسف على الأساس الطائفي… لأن الجيش الوطني هو خشبة الخلاص الوحيدة… فليستلم الجيش دفة ادارة البلاد لمدة زمنية محددة وعندها يدعو الاكاديميين لوضع تصور لدستور جديد وقانون انتخاب عصري يُعرض على الاستفتاء الشعبي… وليضع كل الطبقة السياسية الموجودة الأن في الحكم تحت الاقامة الجبرية وتكون هناك حالة طوارىء وطنية صادقة وليكن هناك تدابير استثنائية على مستوى المرحلة وتكون اجندة الجيش وهدفه “انقاذ لبنان” وليكن هناك محاكمات لكل المسؤولين السياسيين والماليين واصحاب المصارف الى اخر المعزوفة… وليضع الجيش يده على مصرف لبنان ويبدأ بالتعامل مع الخارج على اساس “الأمر لي”… اعود لأقول انني بدأت اقتراحي بكلمة “اتمنى” لأن هذا التمني دونه ما دونه من عقبات ومحاذير ولكن اعتقد ان هذا هو الحل الوحيد وأعتقد انه لو نجح الجيش في هذه الخطوة فستجد كل الناس معه… لا اعتقد ان هناك حلول سياسية مع وجود هذه الطغمة الحاكمة…
اعلم تماماً هناك من سيعارض الفكرة على اساس معارضة عسكرة البلد، ولكن اتمنى ان احصل على جواب من اياً كان: هل تستطيع ان تتقدم بوجود الدولة العميقة؟؟؟ يجب استئصال هذا الورم الخبيث من جذوره، ان ننتظر انتخابات نيابية مبكرة او غير مبكرة في ظل نظام انتخابي اعرج ستكون النتيجة استمرارية لنفس المجموعة بوجوه جديدة…

هذا ما اتمنى وهذا ما احلم به…