حزننا على الحسين صبحاً وعصراً وليلاً*

*الامام السيد موسى الصدر

الحسين خدماته للدين تفوق أي خدمة أخرى، لا مثيل لخدماته في أخي وفي أبي وأهلي وفي صديقي وفي عزيزي فإذا حزنت لأبي يجب أن أحزن لـ «لحسين» أكثر
لأن أبوة «الحسين» لي تتجاوز أبوة أبي لي.
فإذًا، نحن نجتمع ونقيم مجالس صبحًا وعصرًا وليلًا وفي أناء الليل وأطراف النهار
حتى نؤكد بأن حزننا لـ «لحسين» يفوق أي حزن ولهذا فنحن لا نحتفل بوفاة أعزائنا إلا مرة أو مرتين أو أسبوع أو أربعين أو سنة.
أما لـ «لحسين» كل سنة وكل وقت وكل مجلس ويوم عاشوراء أو أيام العشر صبحاً عصرًا وليلًا…
هذا دليل على أننا نريد ان نقول بعملنا زيادة على لساننا، نريد أن نقول بعملنا بأننا نشعر بعظم المصاب وخطورة الحزن والتأثير العميق لهذا الاستشهاد في قلوبنا.
فـ «الحسين» شهيدنا قبل أن يكون شهيد غيرنا.
نحن نحزن لأننا فقدنا شيئًا يخصنا فقدنا أبًا وأمًا وأخًا وصديقًا وعضدًا وسندًا ومجدًا ورعاية وكل شيء.
فقدناه سيما ونحن نشعر بأنه ضحى لأجلنا. ما معنى لأجلنا؟ أبالغ؟ كلا!
هناك من يموت ويضحي لأجل مال لك، المحافظة على مالك المحافظة على مجدك، المحافظة على عرضك، أم المحافظة على كرامتك…
فـ «الحسين» ضحى بكل هذه المسائل من أجلي وأجلك .