الشيعة ينتحرون وجوديا، ويعزلون انفسهم وطنيا، ويحاصرون الحزب

بقلم ناجي امهز 

احب ان اذكركم قبل مطالعة مقالي، ان السيد بنفسه تكلم عن ازمة الاعلام الم-ق-ا-و-م (نقطة اول السطر)…
يبدو أن الأوضاع تزداد سوءً، ولم يعد خافياً على احد، ان شيعة لبنان اصبحوا مستهدفين داخليا، اضافة انهم محاربين اقليميا ودوليا، وما حصل بخلدة رسم أكثر من علامة استفهام؟؟
وأولها كيف ذهب المشيعين إلى منطقة ملتهبة دون تأمين حماية، مما تسبب بسقوط اربعة شهداء من خيرة المقاومين وبينهم طبيب، على يد حفنة من المجنسين النور الذين غدروا بموكب بعد ان غدروا بصاحب الموكب.
ولو تعمقنا قليلاً بقضية ما حصل لوجدنا ان هناك مؤامرة كبيرة للغاية، لا تستهدف فقط الشيعة بلبنان، بل تستهدف النظام والدستور اللبناني بجريمة موصوفة، والمشكلة ليست بمن يستهدف الم-ق-ا-و-مة فقط، بل بالطائفة الشيعية نفسها وبإعلامها ونخبها ومثقفيها وسياسيها، وانا اتابع منذ وقوع الجريمة، ولم اسمع او اقرأ من كل المحللين او اسمع من السياسيين، كلمة واحدة تتعلق بحرية ممارسة الشعائر الحرية الدينية أو حرية المعتقد أو حرية التعبد هو مبدأ اقرته الامم المتحدة ومنصوص عنه صراحة بالدستور اللبناني، بل كل ما سمعناه من المحللين الشيعة والسياسيين الشيعة، انه الحزب قادر ان يضرب، الحزب قادر ان يفعل الحزب قادر ينفذ، كان يكفي النخب الشيعية سياسية واعلامية، منذ اليوم الاول للازمة، ان تقول بانه لا يحق لاحد منع أي فئة او طائفة من ممارسة شعائرها الدينية، وان يطالبوا الدولة باعتقال من حاول ان يمزق راية عاشوراء، وبحال تقاعست الدولة يتم تقديم شكوى امام الامم المتحدة نفسها، ولا يوجد داعي لاقحام الحزب بمثل هذه الامور، وايضا ليس من المسموح ان يصل الحزب الذي هزم العدو الاسرائيلي والتكفيري الى مكان يعقد مصالحة او مصافحة مع حفنة مارست الارهاب وانتهكت حقوق الانسان بالتعبد وحرية التنقل.
وهل انتهت ازمة النخب الشيعية هنا، بل ان ما حصل من طلاق بين الكنيسة والحزب، هو بسبب هذه النخب والاعلام الشيعي نفسه، مثلا يتكلم السيد عن خروج الامريكي من المنطقة بمقاربة شبه متكاملة او يحذر الاوروبي من استغلال ثروات لبنان الطبيعية، فتأتي النخب الشيعية وبأسلوب تهكمي على الامريكيين والاوروبيين، متناسية كل ما قدمه السيد بكلمته فتجتزئ جملة واحدة من خطاب السيد وتبدا تدور حولها، فتضيع كلام السيد ببعده الاستراتيجي، وتقلب الراي العام على الشيعة، متناسية هذه النخب بان دورها ليس تقليد القائد، بل دورها شرح وصناعة راي عام بأسلوب عقلاني، فالمسيحي حتما لن يقبل بان تقول له بانك ستقتل الامريكي والاوروبي بالمنطقة، لانه بالختام غالبية الامريكيين والاوروبيين هم ابناء الكنيسة والمسيحي المشرقي بالختام هو ابن الكنيسة.
بل حتى السيد نفسه يخرج على الاعلام ويقول نحن اضعف جهة بالدولة، اذا بالنخب الشيعية تخرج لتقول نحن قادرين على الضرب والمسح والكنس.
السيد يقول نحن معتدى علينا، نحن مظلومين، نحن مستضعفين، تخرج النخب الشيعية وتقول نحن الاقوى نحن الاعظم نحن اصحاب المعادلة نحن الكرة الارضية. وبسبب هذا الخطاب، شعرت بقية الطوائف ان الحزب يصادر قرارها، مما ولد شعور بالحقد على الشيعة والحزب، حتى وصلنا الى مكان ممنوع على الشيعي ان يتملك بمنطقة غالبيتها سنة والا سيبقى عرضة للمضايقات، وحتى الاعتداء الجسدي واللفظي، إضافة ان الشيعي ممنوع عليه التملك ببعض المناطق المسيحية، تحت ذريعة الحد من التغيرات الديموغرافية والجغرافية.
وقد درجت عادة جديدة وهي قطع الطرقات على الشيعة كما حصل مؤخرا، على طريق خلدة وفي بعض مناطق البقاع، وما حصل بالأمس على طريق عاليه، وربما تصبح في كسروان وجبيل.
وما حصل بشويا قضاء حاصبيا، عندما تمت مصادرة راجمة الصواريخ للمقاومة التي تدافع عن السيادة اللبنانية ومشكورين بني معروف على المسارعة وتأكيد دعمهم للمقاومة، ولكن لنفرض ان موازين القوة تغيرت وأصبح عدد المناهضين للمقاومة بين أبناء بني معروف اكبر من المؤيدين للمقاومة، كيف كانت ستكون الأمور.
وماذا يمنع من الان وصاعدا الدول والجهات المعادية للحزب، من صرف بضعة دولارات لا تتجاوز ال 20 دولار للشخص الواحد، للاستخدام بالاعتداء وان كان بشكل فردي على الشيعة، وقطع الطرقات، لجر الحزب الى صراع داخلي حيث يجد الحزب نفسه مضطرا ان يؤمن الطرقات الرئيسية التي تربط المدن والقرى الشيعية ببعضها البعض.
منذ سنوات وانا اناشد القيمين على الاعلام الشيعي بانه يجب التغيير، لانه يكفينا الهجمة العالمية على الم-ق-ا-و-م-ة، والتحريض الطائفي على الشيعة، وانه ان الاوان لخلق لوبيات شيعية ووضع افكار اعلامية جديدة، فالصهيونية العالمية لم تسيطر على العالم لانها تكلمت عن فائض قوتها، بل طالما اظهرت ضعفها من خلال محرقة الهولوكوست، كما انها عقدت المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر هرتزل وغيره.. وبقيت طيلة عقود طويلة تعتمد بسياستها على النخب الفكرية والفنية والعلمية والاقتصادية… قبل ان تعلن نفسها صاحبة القرار.
الشيعة بخطر حقيقي، كما لا يمكن للشيعة مهما تعاظمت قوتهم استخدام هذه القوة مع الداخل، فالذي تريد ان تعيش معه لا يمكنك مقاتلته، والحزب اعلن انه لن ينجر للاقتتال الداخلي، اضافة ان العالم تغير حولنا، هناك العقوبات الاقتصادية والاعلامية، اضافة لمنع سفر للشيعة الى غالبية الدول ومنها بعض الدول العربية.
على النخب ان تطور اسلوبها، اذا كان النخبوي غير قادر على صناعة الحلول من يكون اذا قادر.
على النخب ان تحمي الم-ق-ا-و-م-ة، ليس العكس على الحزب ان يحمي الشيعة.

تعليق كواليس:

 

يجب إعادة النظر في كثير من الامور واولها ذريقة الخطاب مع الآخر من قبلنا ومن قبل الآخرين.

وما تطرقت إليه فيه الكثير من المنطق بحيث الساحة الاعلامية خاصة عبر وسائل التواصل الإحتماعي مورست فيها الكثير من الجرائم بحيث يرمى الحجر دون ان يفكر بمن سيصيب في الوقت الذي يصعب ارجاعه،

هذا على المستوى العام بحيث اختلط المثقف وغير المثقف والواعي والجاهل والشريف والخبيث والوطني والعميل ومعهم شاركت النخب التي ذكرتها مأخوذة بموجة الشارع وما يريده الجمهور لنجمع لايكات الفخر واوسمة العز.

ما تصنعه المقاwمة بالدم الاحمر يقضي عليه في بعض الاحيان الحبر الاسود وقد لا يكون ذلك مقصوداً وانما انفعالاً وعدم رقابة ذاتية ومجتمعية فاصبحنا في  حارة كل من ايدو الو وهذا ما اوصلنا لما تخاف مته  وما يحب ان يتم تداركه على المستوى الشيعي والمستوى الوطني والانساني والاخلاقي

فالهاوية التي تنتظرنا لن ندخل فيها على الهوبة بل سيجرنا التيار جميعاً

شاهد أيضاً

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

بقلم : راسم عبيدات بداية حتى يتم حسم الجدل وقضايا “الفنتازيا “الكلامية والببروغندا” والصخب الإعلامي …