نعم ما زلنا ننتظر الوعد الصادق

د. عباس وهبي

لقد أصبحت حياتنا صدفة ، وطموحاتنا محدودة وقد تقتصرُ على تأمين البنزين أو علبة حليب أو دواء ، أو غير ذلك… لم نعد نحلم بالغد المشرق ، ولا بأمنياتٍ كانت تراودنا لا بل أصبح الخوف يقضّ مضجعنا من أن نصل إلى الأسوأ!
حصارٌ إمبرياليٌّ يشتدّ وأدواته هم ذئاب البلد ، ولم يعد للتوريةِ ضرورة …
وماذا بعد ؟ البحر يغلي ببتروله وشهوةُ الصهيو – إمبريالي تشتدّ يوماً بعد يوم ، و ما أكثر المساومين على كنوز بلدنا من أجل حسابات البنوك ، والعائلة ، والكراسي … وحدث بلا حرج. هم يُسقطون علينا تأثيراتٍ نفسيةٍ مشينة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : الحصول على تنكة بنزين او علبة حليب او غيرها أو علبة لبنة على سعرٍ قديم ! نعم لقد استطاعوا أن يفتكوا بشعبنا ويذلّوه ويلهوه عن قيمه الأساسية المعروفة فقد تحوّل السلاح من زينةٍ للرجال إلى تشبيحٍ على المحطّة !…. لم يفت الأوان بعد ، فما زال هناك نبضٌ طاهرٌ نقيّ ينبضُ فينا ، نعم لا يجب أن نركع واعذروني لهذه الكلمة التي قد تستفزّ ملايين الناس!
لكن نعم لا يجب أن ننهزم رغم مرارة العيش ، واختلاط الحابل بالنابل ، والحريص بالسارق ، والقيم بالعبثية… نعم الوضع قاتم ، الحصار يشتدّ وليس هناك من تصدّى له حتى الآن وأعني إقتصادياً وإجتماعياً! عذراً هي الحقيقة المرة ، فالشعب يدفع أثماناً مضاعفة ، يدفع حاله وماله وكرامته… ولم نسمع إلا الوعود ، نعم ما زلنا ننتظر الوعد الصادق لأننا هكذا تعودنا وهكذا كان يحصل ، أمّا على المستوى الداخلي فما زلنا نشهد الارتباك والتأزم والتناقض والخنوع للفاسدين وحمايتهم ولو عن قصدٍ أو غيرِ قصد ! ما برحنا ننتظر التخلي عن حماية النظام السياسي الفاسد النتن الذي أشبّهه “بورق النعناع الأسود الذي خمّره النتن” ، ما فتئنا ننتظرُ رائحة النعناع المقاوم العطر ” ! وإن لم يفت الأوان بعد . وأخيراً أكرر ما أطلقناه تاريخياً : “
لن يكتمل تحرير الأرض إلّا بتحرير الانسان ” ….

شاهد أيضاً

إيران تفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات أميركية وبريطانية بسبب دعمها لكيان الاحتلال

علنت إيران، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات أميركية وبريطانية، وفقاً لمبدأ التعامل بالمثل. …