أيها اللبنانييون ابشروا سنوزّع عليكم بطاقات “الشحادة” التمويلية بعد شهر !؟… وعيش يا كديش…..

د طلال حمود*

في كل مرّة اُقرّر السكوت والصيام عن الكلام تتزاحم الأخبار المُقزّزة والمُقرفة عن الطبقة ( الطغمة العصابة سمّوها ما اردتم!) الحاكمة في لبنان لكي تستفزّ مشاعري وتجعلني انتفض على هذا الواقع وعلى هذا الذّل والقهر الذي نعانيه في لبنان وإن كنت بعيداً قليلاً عن ان اعيش تفاصيله اليومية بسبب الهجرة القسرية التي فرضتها ظروف الحياة والعمل.. ولكنني لا اقدر ابداً ولن اقدر على عدم تحمّل مسؤولياتي تجاه الأهل والوطن….فتصوّرا انه وبعد مرور اكثر من ١٠ اشهر على إستقالة حكومة الرئيس دياب و ٨ أشهر على تكليف الرئيس الحريري وتدهور الأوضاع الى درجة لم تعد تُحتمل فيها الحياة بحيث أصبح معظم اللبنانيّين يتمنون الموت او الهجرة أو أي حلّ آخر: ازمة صيدليات، دواء، بنزين، مازوت، كهرباء، خبز ، غلاء كل شيء، ارتفاع صاروخي في أسعار الدولار رغم منصة الحاكم بأمره الكاذب المنافق، تفلّت أمنيّ، أعمال عنف هنا وهناك، عصابات، مافيات وخوّات احتكار سلع وبيع سلع مغشوشة لدرجة أنهم يطعمون الشعب لحم الحمير التركية اليوم ؟! نرى أن عقلية الحكّام والمسؤولين في لبنان لم تتغيّر ولم تتبدّل وهم مستمرّون بالمماطلة والخداع والكذب والنفاق والتعطيل وحروب البيانات المُتبادلة من هنا وهناك… وكأنهم في الحقيقة يعيشون في كوكب آخر أو في بلد آخر، أو أن لديهم انفصامًا في الشخصية أو خللًا عقليًّا أو انعدام حسّ إنساني- وهذا هو الاحتمال الأكبر- يجعلهم يُكابرون ويتناسون الواقع ويُنكرون أنهم أساس المشكل والعلّة وأن عليهم أن يذهبوا الى جهنم وبئس المصير- اليوم قبل الغد- على ما اقترفته أيديهم، لا أن يتركوا الشعب الى قدره الجهنمي الحالي ؟!
وتصوّرا أنه وبعد كل الذي حصل يأتيك أحدهم ليقول لك: أيها اللبنانييون لا تخافوا سوف نُصدر لكم “بطاقة الشحادة” ( البطاقة التمويلية؟) بعد ان تموتوا جميعكم، أو بعد أن يموت مُعظم الفقراء من الجوع والذّل وفقدان أدنى مقومات الكرامة: أبشروا ايها المواطنون : البطاقة التمويلية الموعودة سوف تصدر في آخر تموز ! وذلك اذا لم تواجهها معوقات أخرى وقد تواجهها هذه الصعوبات ونحن نعلم ذلك علم اليقين ؟!
فمن أي طينة أنتم أيها الحُكّام ؟ أمِن البشر؟ وهل أنتم أصلاً من البشر؟!
ولماذا ابتليتنا يا الله بهكذا طينة من حُكام يُعطون الدروس للشياطين ولأكبر عتاة الأرض؟

*ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا.

شاهد أيضاً

في معنى أن أكتب نصاً عن غزة

          فراس خليفة  فكَّرتُ كثيراً في معنى، أن أكتبَ الآن، كلماتٍ …