قُماطة الطفولة…


بقلم الشاعر أحمد وهبة

في سَفرٍ عبر قُماطةِ الطفولة، نذرتُ في اللاوعي سُبحَةً عطِرةَ الذاكرة، وخطوت في عزلتي نحو فيلمٍ هوليوودي، أُلاعبُ يرقاتِ النوم، أُقيمُ أعراضَ الهواجس .. لأبدو حيث العشّاق يبتدئون القمر، واللقاء الأوّل .. هو الأخير لأثرياء يتسوّلون …

لا أمكثُ في قصبةٍ أو دسكرة ، ولي في متون الأدب أبوان المُتنبّين ، أغزلُ ضحكة المرايا ، وتلك المشاهد أعتليها في ألبوم المشاعر ، فوقها ، عند السور المنسدل ، يظلُّ الولدُ عنّي يرقبُ المغيب …

أن يكونَ المرءُ مرآةَ ذاته ، يُحَبِّرُ الصفحات، ثمّ يُمزِّقها يا لها من مأساة ، والأفكار المتعارشة في الفراغ، أتخيّلها تستنطقُ الخواءَ ، تنكرُ الحواس ، أتناثرها بدبيب الأنامل في عوالمها الخفيّة ، كي أظلَّ منعقداً باقتراف إثم الكتابة ، ومَن ألزمَ دمَهُ لحفر الخنادق ، صار وديعةَ العراء  .. فكان النزوح للأماكن، والوحدات الخاصّة مجرّدة المشاعر .. فكيف أغفو عن وحوشنا وتوحّشنا …؟

أقف عند ناصية الزّمان ، وقد قبضتُ على بعض الليالي الهاربة ، هدّأتُ من روعِها بكؤوس المواساة ، تنزع عن نفسي خبايا القلق، وأقول .. لو يصمتُ عقلي ، لو تتوارى بعض الذكريات ، القلبُ والروح ، العشقُ والشغف من دروب وعيون العسس …

تنتابُني أعراضُ الإيمائيين ، ولغة الشّفاه تفلِتُ من عِقالِ الحجور ، الذين انصاعوا لخنقة الأجساد ، صرخاتٌ مسروقة تتدفّقُ برسائل المبكى،ط ، وحائط البُراق أصوات الأطفال، آلامُ الأرض والأشلاء، يا لجنوني السمائيِّ .. قليلٌ من الأمر أبتاه …

ولمّا أزل أعودُ أدراجي لعتباتٍ في البال ، للوادي ، لحرج الصنوبر والسنديان ، لحقول البنفسج والوزال ، لأراجيح العيد والسكاكر ، لأولئك الأطفال في الإنتظار …

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …