إعلان الثورة..

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

وعدت نفسي أن آخذ فرصة سياسية برحلتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأن لا أكتب أية مقالة كالعادة اليومية التي أدمنت عليها منذ ما يقارب ال12 سنة ..
فقد صحوت منذ حوالي الساعة نظراً لتغيير الوقت وأنا أفكر، كيف تم تدمير هذا الوطن ولماذا حصل هذا الانهيار ألأجل وصول فلان إلى سدة الرئاسة أم لتمسك هذه الطائفة بهذه الوزارة وهذا المنصب؟ أم للسيطرة على الدولة بالكامل بشكل رهيب ومخيف بطريقة إذلال الشعب كما حصل..
أم من أجل مصالح واقتتال الدول والصراع الطائفي على أرض وطني..
عندما تصبح الدكتاتورية واقعاً ، الثورة تصبح حقاً.
من هنا تولد الثورة البشرية ، فعندما يزداد الظلم والاجرام السياسي وتغيب العدالة، وعندما يتسلط السفهاء ، فلا بد أن تكون هذه عوامل تبعث على حراك بشري ينتهي بثورة تتحول إلى عصر جديد بصفحة بيضاء عنوانها الانسان وعزته وكرامته وأساسها العدل ، والهم الأكبر لروادها عصر جديد العلم والتنمية أهم أركانه ، وخدمة المجتمع وأمنه ورفاهيته أول أهدافه .
فما لم تعلن الثورة بشكل واضح فلنرحل من الوطن نهائياً الثورة ليس أن يخرج شخص ما ويقول أنا أعلنها ثورة وانتهى البيان..الثورة ليست حفلة عشاء ، أو مقال ، أو لوحة فنية ،أو رحلة سيران بين الطبيعة..
فلن يثور الشعب حتى يعي ولن يعي حتى يثور..
كم نحن بحاجة إليها هذه الأيام لننتهي من الدكتاتوريات الحزبية المتشاركة الحاكمة..
نعم للثورة وحان وقت تنظيمها.