بين الفساد والحرية من تختار؟ 

د. ليون سيوفي
باحث سياسي

نعم أنا فاسد عندما أسكت عن الفساد..
نعم أنا فاسد عندما أسكت عن الفاسدين
نعم أنا فاسد عندما لا أدافع عن ظلم المواطنين.
نعم أكون فاسداً عندما أسمح لنفسي بأن أُصادق حثالة البشر..
نعم أنا فاسد عندما أرى بأم العين مواطناً يموت على أبواب المستشفيات أو في المستشفى دون علاج وأنا ساكت لا أحرق مبناهم.
نعم أنا فاسد عندما أعلم أنّ مستوردي حليب الأطفال لا يوزعون هذا المنتج ولا أحرق مستودعاتهم..
نعم أنا فاسد عندما أرى الأطفال محرومين حتى من الأكل ولا أتحرك إلى بيوت الزعماء.
نعم أنا فاسد عندما أرى مواطناً يبكي يريد أن يغسل كليته ويموت بعد أسبوع نظراً لفقدان دواء الغسيل وأنا لا أتحرك ..
نعم أنا فاسد عندما أشاهد المواطن يقف بالطابور أمام الصيدلية كالشحاذ وعندما يأتي دوره يذهب خائباً دون دواء وأنا لا أحرق هذه المؤسسة..
نعم أنا فاسد عندما يفرُض متزعم قوانينه مع تهديد شامل للجميع وكأننا نعيش في غابة وليس في وطن ولا أتحرك..
نعم أنا فاسد عندما أرى كل الاتهامات على حاكم مصرف لبنان والادعاءات الدولية عليه وهو يتنعم بالأموال وكأنّ شيئاً لم يكن وأنا لم أتحرك..
نعم أنا فاسد عندما أعلم أنّ هناك مليشيا تمتلك سلاحاً لا تملكه قواتنا المسلحة وأنا لا أتحرك.
نعم أنا فاسد عندما أسمع أنّ المواطن اللبناني يحلم بأن يهاجر ولو عن طريق مركب مطاطي وأنا لا أتحرك.
نعم أنا فاسد عندما أرى شريكي في الوطن يذل نفسه بالوقوف أمام محطات البنزين ولا أحرقها من أجله..
نعم أنا فاسد كوني ساكت عن أكبر انفجارٍ حصل في العالم دون أن أقف مع شهداء الوطن أو أُعارض السياسيين ولا أُطالب بمحاكمتهم.
ماذا تنتظر لتعيد كرامتك التي سرقها منك زعيمك؟
هل أنت فاسد أيضاً يا من تقرأ رسالتي هذه أم فقط خنوع وجاهل؟
ماذا تنتظر لتتحرك؟
هل تكره الحرية أم ولدت لتكون فقط عبداً؟

شاهد أيضاً

قيادة جامعة إب اليمنية في زيارة ميدانية للمراكز الصيفية

حميد الطاهري تفقد رئيس جامعة محافظة إب “وسط اليمن” الأستاذ الدكتور نصر الحجيلي ونائبه لشؤون …