المونة اللبنانيّة.. هل أتاك حديث اسعار الزعتر والكشك والبرغل؟

سلوى فاضل 

بين صيف وصيف تغيّر حال العائلة اللبنانية. بعد أن كان اللبنانيون يلجأون، في فترات الصيف، إلى شراء المونة جاهزة من بعض التعاونيات المناطقية أو من محال المونة، أو يعمدون إلى تصنيعه بأنفسهم، وهو ما يُسمى بـ«البلدي»، أصبح التموين الموسمي أمراً يستدعي التفكير مرتين!

الفروقات

كانت أم شوقي تُعّد المونة لأولادها سنوياً من زعتر، وكشك، وبرغل، ومربيات بشق النفس، لكون المواد الأولية مرتفعة الثمن. فكيف هي حالها اليوم؟. 

تقول أم شوقي لـ«ناس ميديا»: «المونة لا تقتصر على ما ذكرت، بل تمتد إلى الفريك والزيت والزيتون والزهورات والكبيس والملوخيّة، وغيرها كثير مما لم نعد قادرين على تأمينه».

أسعار مخيفة

وفي هذا السياق، تذكر سلسلة فروقات الأسعار، إذ أن «لإعداد كيلو كشك كان القمح 5000 صار 12000، وسطل اللبن كان 6000 صار 30000. أما الزعتر فكان الكيلو 30000 صار 80000، والسماق كان5000 صار 15000، والسمسم كان 10000 صار 25000، والعدس الأحمر كان 5000 صار 17000، والبرغل الخشن من 4000 الى 20000، ورطل الحليب من 10000 الى 30000، والعدس الأبيض 15000، والفريك من 6000 الى 30000». 

أبسط مونة

هذه الحسبة البسيطة تتناول «أبسط مونة»، إذ لا تشمل المربيات، والكبيس، والمكدوس، والقورما، والملوخية، والبهارات، والزهورات، والجوز والحرّ والزيت. فأصغر عائلة لبنانية تحتاج إلى 2 كيلو كشك، و2 كيلو زعتر، وكيلو ملوخيّة، و5 كيلو برغل، و2 كيلو فريك لموسم واحد فقط، مع ما يتضمن كل صنف من مكونات مختلفة كالزعتر الذي يبدو للبعض أنه مونة بسيطة، لكنه ف الواقع يحتاج إلى السماق والسمسم. 

الطلبات لم تخّف

صاحبة محل لإنتاج وتصنيع وبيع المونة منذ عقود، في بلدة البابلية الجنوبية، التي تنتشر فيها محال إنتاج المونة طيلة العام، أكدت لـ«ناس.ميديا» أن «الطلبات على المونة لم تخّف، بل زادت، لأن ترويقة الكشك أوفر من أية ترويقة ثانية مثلاً في لبنان». 

لن نهدي أحداً

«أم محمد» تقول: «لا زالت كميّة المونة التي أعدها هي نفسها، لكن هذا العام لن أعملها لأولادي مجاناً». وبعدما كان اللبناني يقدّم هدايا عبارة عن بعض الزعتر، «صار هذا الأمر اليوم صعباً» برأي حسن ع.

لكل مونة طقس

كانت «أم محمد» تشتري المكدوس والكشك من بريتال لتقديمها هدايا لبعض المعارف. لكن هذا العام «من المستحيل فعل ذلك، لأن الوضع تغيّر كثيراً». وتشرح لـ«ناس ميديا»: «كنت أشتري كل 5 كيلو مكدوس بـ40 ألف ليرة، أما اليوم فباتت بـ100 ألف، وكيلو الكشك ارتفع من 50 ألفاً الى 100 ألف. وكنت أشتري 4 أو 5 مراطبين كهدايا. وكان يكلّفني كيلو الزعتر 50 ألفاً. وبقية المونة كنت اشتريها من التعاونيات كالمربى». وتختم: «كنت أموّن 9 كيلو زعتر، و20 كيلو كشك سنوياً، لكن هذا العام لن أفعل ذلك طبعاً». 

الكُشك على أصوله

«أم حمزة» التي تصنّع الكشك على أنواعه بيديها، تقول «كلفنّي السنة الماضية الكيلو حوالي 40 ألف ليرة، أما الكلفة هذه السنة فبين 80 و90 ألفاً. فسطل الحليب صار بـ30 ألف، والكشك يحتاج إلى حليب كتير». وعن الهدايا، قالت: «قد لا أتمّكن من صنع الكشك هذا العام، فقد صار الكيلو بـ100 ليرة إن لم يكن أكثر، وبالنسبة لموسم مربى المشمش لن أتمكّن من صنعه لأن الكيلو بـ13 ألفاً، ولا ننسى السكر والغاز». علماً أن أم حمزة كانت تصنّع ربّ البندورة، وكبيس الحرّ، والمقتى، والخيار، والباذنجان، واللوبيا والقرنبيط،… وكل أنواع المربيّات.

المونة بركة

تشتهر مناطق البقاع بالكشك والمكدوس والمربيات، مقابل شهرة بلدات الجنوب بالزعتر والبرغل والفريك والملوخية. فالمونة من الأساسيّات. ويشتهر الجبل بنوع من المونة كما كل منطقة من لبنان المعروف بتنوّع مناخه بين البارد جداً والحار جداً.

وستعمل العائلة اللبنانية على تجهيز المونة قدر استطاعتها سنوياً، لكن اليوم باتت الحاجة للمونة أكبر بسبب الارتفاع العشوائي لسعر الدولار، مما قد يساهم في التوفير ولو قليلا، قبل أن يخرق سعر هبوط الليرة سماء المنطق والجيوب.

شاهد أيضاً

البيسري بحث والسفير البلجيكي في جدول زيارته المرتقبة إلى بروكسل في 22 ايار الحالي

  الامن العام يعلن المباشرة باجراءات ضبط وتنظيم ملف السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية إستقبل …