الحريري يخسر دعم الراعي وحكومة الأقطاب اللبنانية طرح مستحيل


في شهر آب من العام الماضي، تطرق البعض إلى حلّ ممكن للأزمة السياسية عنوانه “تشكيل حكومة أقطاب.
العالم ـ لبنان

وفي شباط الماضي طرح المفتي أحمد قبلان تشكيل حكومة أقطاب لتكون الحل الموعود للمشاكل كونها تسهّل عملية اتّخاذ القرارات، خاصة أن ما ينتظر الحكومة المقبلة من عمل يحتاج إلى كل التعاون الممكن، ومنذ ساعات طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أيضاً فكرة تشكيل حكومة أقطاب.

يقول الكاتب السياسي محمد علوش ان فكرة الحكومة المذكورة تعود إلى العام 1984 يوم تمّ تشكيل حكومة من 10 وزراء فقط يمثّلون القوى السياسية الأساسية، وذلك لاتخاذ قرارات جريئة، وما أشبه الأمس باليوم، ولكن رغم التشابه بالوضع العام إلا أن الاختلاف بين الازمات السياسية يجعل هذا الخيار صعباً للغاية في زمننا الراهن، تقول مصادر سياسية مطّلعة.

وتُشير المصادر إلى أن البطريرك الماروني قدّم طرحه هذا دون تنسيق مسبق مع أحد، وهو لا يعني بأي شكل من الأشكال تخليه عن المبادرة الفرنسية، أو رفضه استكمال البحث عن وسائل لتشكيل الحكومة المتّفق على جزء كبير منها، مشدّدة على أنه اطلق هذه الصرخة بعد أن وصلت الأمور إلى مكان بشع، حيث باتت لغة الإهانات هي المعتمدة بدل لغة الحوار.

إذاً، تؤكد المصادر أن الراعي لم يتخلّ عن طرحه السابق، ولا يريد لطرح حكومة الأقطاب أن يُعيد الأمور إلى نقطة الصفر، وهو سيستمر بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لاجل محاولة حلّ العقد المتبقّية لتشكيل الحكومة.

لا تُخفي المصادر غضب الراعي من بيان تيار “المستقبل” الذي وجّه الإهانات لرئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أنّه يدافع عن الموقع بغضّ النظر عن كل الإعتبارات الأخرى، وهو أكّد للرئيس ميشال عون خلال اللقاء الأخير بينهما رفضه المطلق لمضمون البيان، معتبرة أنّ الحريري خسر دعم الراعي بعد هذا البيان. وتضيف: “تخطّى الحريري الخطوط الحمر بهجومه على موقع الرئاسة الأولى، فبعد أن نجح طيلة المرحلة الماضية بفصل خلافه مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن علاقته بالرئيس عون، وقع في المحظور هذه المرة، لذلك تبدّل جدول أعمال الراعي في بعبدا وبعد أن كان متجهاً لتأمين اتصال بين الحريري وعون، جاءت زيارته للتضامن مع الموقع الماروني الأول في لبنان، مع التصريح عن حكومة الأقطاب، والتي سبق للحريري أن رفضها”.

طُرحت حكومة الأقطاب مؤخراً عام 2018، ولم تتحقّق يومها بسبب الخلافات السياسية، وهي لن تكون سهلة التحقّق اليوم بكل تأكيد، علماً أن تيار المستقبل لا يرى في حكومة كهذه حلاً للأزمة الراهنة.وتشير المصادر إلى أن تيار المستقبل يعتبر أن أي حكومة لا تضم اختصاصيين مستقلين لن تكون قادرة على جذب الدعم الخارجي، فكل الدول التي عبّرت عن جهوزيتها لمساعدة لبنان ترغب في حكومة مستقلّة بوزراء اختصاصيين، وبالتالي فلا نفع لأيّ طرح لا يتوافق مع هذه الشروط.

ويعتبر تيار المستقبل أنّ عودة البحث إلى مربع شكل الحكومة يعني نسف الملف من أساسه، ما يجعل تشكيل الحكومة أمراً مستحيلاً. خطوة إلى الأمام، وعشر خطوات إلى الخلف، هكذا نسير بالملف الحكومي، فمتى يكون الفرج وكيف؟ لا أحد يعلم

شاهد أيضاً

الردّ الإيراني… تفعيل المعادلات الجديدة

حسين مرتضى ‬ حسين مرتضى تتسارع الأحداث على الساحة الدولية بعد العملية العسكرية المركبة التي …