خمسون عاماً مضت..

رئيسة جمعيات حماية الاحداث د. اميرة سكر

قالت له وهي تنظر في عينيه ، خمسون عاما مضت اربعة وعشرون في دار والدي وستة وعشرون أخرى في دارك ودورك وفلكك… أسير في مسارك آلاف السنوات الضوئية حتى أصلك وانعكس من خلالك مرآة لشعاعٍ روحيٍ.

قالت له وهي تغمض عينها: مضت أعوامي الخمسين دون أن تسلني إن كنت أسمح لها بالعبور…. لم أستطع أن أكتمها أو اتكتم عليها فهي انسابت كالماء من بين أصابع اليد.
كالنجوم في سماء النهار اختفت سنواتي بين أشعة الشمس أفلت ثم بانت واهتدت.

قالت له وهي تبحر في عينه كالسحاب في علياء السماء تنهدت ريحا وارتحلت مياهها عن ثقلها واختفت….. خمسون عاما.. هي ليست منتصف العمر ولا هي بمفتاح الحكمة.. لكن ريختر اهتز وسجل ضرباته بتزلزل كيانها الذي تحركت طبقاته الجوفية متباعدة أشلاؤها إثر تمزق كل ما حولها غيرة من قناعاتها بأنها مازالت تتنفس اسمه.

خمسون عاماً مضت من عمر الرغبة اليه والرعشة بين يديه والهداية لطريقه والكفر بالطاغوت والايمان بالقدر الذي ساقها له.. وساقه اليها.

قالت له وهي تلتحفه عمرا كونيا…. بكل تواضع مرفوض أنت بتواضعك بهدوءك.. بحكمتك.. في اشتعال رقتك في دقة قلبك الراقص طربا في قفص الحب الافتراضي المنزه عن الخيانة
فانت سيدي الراقي بعد ستة وعشرين عاما في دارك الدافئ وعيونك العسلية ورقتك الأزلية.. دهر من الغزل وفيض من العسل وسحر من القدر.

خمسون عاما مضت، ومضت فيها عيوني وسكنت بضياء وجهك المتألق احتراما وتأسست هيكلية السلام دار لنا وتوطن قلبي في ديارك وحمل جواز سفر ي إليك فيزا إقامة دائمة عابرة لكل زمان ومكان.
خمسون عاما وأكثر….مضت و مضت ومضت..

شاهد أيضاً

فضل الله بارك لرضا فوزه بعضوية مجلس نقابة اطباء لبنان

  بارك السيد العلامة علي فضل الله، لرئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية …