لا أفق للحل في ليبيا في ظل تواجد الميليشيات المسلحة

✍🏻نداء حرب

برأي العديد من المحللين السياسيين، تلوح في الأفق الليبي بوادر حرب جديدة، إذا عجزت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة عن تنفيذ الإستحقاق الإنتخابي في موعده أواخر العام الجاري. حيث أن الأزمة الليبية مزمنة، وتفاقمت مع استباحة أراضيها من قبل القوات الأجنبية التركية ومرتزقتها، والأكثر من ذلك أنها أصبحت منطقة جذب للجماعات الإرهابية. فتركيا استقدمت أكثر من 20 ألف إرهابي من شمالي سوريا إلى ليبيا لمواجهة الجيش الوطني الليبي، ومصير هؤلاء المرتزقة مجهول عند تحقيق مصالحة شاملة بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.
وقد أوضح المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي، في تصريحات أنه “لم يهنأ مواطنو طرابلس باتفاق الهدنة الذي أوقف أصوات المدافع وإخماد نيران الحرب حتى بدأت الميليشيات بالتنازع والصراع على مناطق النفوذ للسيطرة على موارد دخل جديدة لدفع مرتبات مقاتليها، وأن استلام السلطة التنفيذية الجديدة لمهامها وتزايد المطالب بمحاسبة الميليشيات ودمج الصالح منها بالمؤسسة العسكرية، زاد من حدة التوتر فيما بينها، ما انعكس سلباً على واقع الحياة لمواطني طرابلس وبعض المناطق الغربية”.
وفي السياق، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيتش، أن اتفاق وقف إطلاق النار في لا يزال صامداً، لكن استمرار استخدام آلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة ووجودهم وأنشطتهم لا يزال يمثل تهديداً كبيراً ليس فقط لأمن ليبيا، بل وللمنطقة ككل.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “هناك تزايد في نشاط المرتزقة المتواجدين في الأراضي الليبية، فضلاً عن رصد تحركات عسكرية جديدة تقوم بها بعض الميليشيات”. وأضاف، أن “ليبيا لم تشهد أي تراجع في عدد المسلحين الأجانب أو أنشطتهم. ورغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف، إلا أن أنشطة الشحن الجوي متواصلة إلى قواعد عسكرية مختلفة”.
هذا وتناقلت الأنباء عن اندلاع اشتباكات بين قوة الدعم الأول لمحمد سالم بحرون والسلفيين في صبراتة بسبب خلافات فيما بينهم. وقام مسلحون تابعون لأسامة الجويلي والمعارضة التشادية بتطويق معسكر اللواء الرابع بمنطقة العزيزية ونصبوا نقاط تفتيش لسيارات المواطنين في المنطقة. في حين اندلع اشتباك بين اثنين من المرتزقة السوريين، تدخل فيه مسلحون من البنيان المرصوص، في قاعدة الوطية الجوية، مما أدى الى إصابة العديد بجروح. حيث نُقل السوريان إلى أكاديمية القوى الجوية في مصراتة، وأُرسل مسلحان من البنيان المرصوص إلى مستشفى معيتيقة العسكري بطرابلس.
يُذكر أنه في 8 مايو هاجم مسلحون من مليشيا ” 166″ التابعة لمحمد الحصان مقر المجلس الرئاسي الكائن في مبنى فندق كورنثيا بطرابلس. وقام المهاجمون بمحاولة فاشلة لاختطاف رئيس المجلس محمد المنفي بعد أن قررت الحكومة تعيين حسين العايب رئيسًا جديدًا للمخابرات، خلافاً لمطالبة الميليشيات بإبقاء قائد قوات الدعم المركزي عماد الطرابلسي رئيساً للمخابرات، بالإضافة الى مطالبهم بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ووزير الداخلية خالد مازن.
وهكذا، فإن الاستقرار في ليبيا، متعلق بإنهاء سيطرة الجهات الغير راغبة في إنهاء الإنقسام وحل الأزمة، من الميليشيات المسلحة وغيرها ممن تخول له نفسه العبث بمستقبل ليبيا. ولعل المخرج الوحيد من هذه الفوضى القائمة، هو توحيد الليبيين ومواجهة هذه الميليشيات وإنهاء سيطرتها بالسياسة أو بالقوة، وطرد الأتراك وتقرير مصير الليبيين بأنفسهم.

شاهد أيضاً

بري والحريري وسلام ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية ونقابية ودينية من مختلف المناطق اللبنانية هنأوا العمال في عيدهم العالمي

إعداد وتنسيق مدير التحرير المسؤول: محمد خليل السباعي توالت ردود الفعل من شخصيات سياسية وحزبية …