موسم البطاطا في سهل عكار


لا جديد حتى الساعة في ما خصّ قرار المملكة العربية السعودية الذي منعت بموجبه، وبتأييد من دول الخليج العربي، دخول الصادرات الزراعية والفواكه من لبنان إليها بعدما ضبطت كميات من حبوب “الكبتاغون” المهرّب داخل حمولة من الرمان. وبالرغم من بعض اجراءات السلطات اللبنانية في ما بعد، والتي جاءت كردّة فعل ورفع العتب، إلا أن المملكة وكما يبدو، لم تقتنع بهذه الإجراءات فأبقت على قرارها كما هو من دون أي تعديل يُذكر.

وقد جاء القرار ليشكّل ضربة لصادرات العديد من المواسم الزراعية، وكذلك الصادرات من الفواكه. فثمّة عدد من الزراعات كان قد بدأ تصديرها مثل موسم البطاطا، والتأهب لموسم الحمضيات، بينما تستعدّ مواسم الفواكه للنضوج والقطاف تباعاً، لا سيما الفاكهة الصيفية منها، والتي فقدت سوقاً أساسياً للتصريف هو سوق المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ولأنّ عكار محافظة كبيرة يعيش أغلبية سكانها على القطاع الزراعي، فإنّ هذه المنطقة من أكثر المناطق تأثراً بقرار وقف التصدير إلى السعودية ودول الخليج.

مزارعو عكار بدورهم الذين يرفضون أي مساس بأمن المملكة، ويحرصون على أفضل وأطيب العلاقات معها؛ ويكنّون كل التقدير لها ولشعبها ولدول الخليج، يأملون بالمقابل “أن تنظر المملكة العربية السعودية ودول الخليج إلى الأمر من الناحية الإنسانية وتعيد النظر بهذا القرار، فلطالما كانت المملكة العربية السعودية الدولة الداعمة للبنان وشعبه على الدوام”. رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في عكار عمر الحايك يقول لـ”نداء الوطن”:”نحن كمزارعين وفي إطار السعي لتدارك الأمر، قمنا بزيارة غبطة البطريرك بشارة الراعي وسماحة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، كما ناشدنا المسؤولين والمعنيين في لبنان وكذلك الأخوة السعوديين، وأشرنا إلى مدى حساسية هذا الأمر وخطورته على المزارعين والعائلات وعلى اقتصاد البلد بشكل عام”.

أضاف الحايك: “المملكة كانت السند الحقيقي للبنان وشعبه وستبقى إن شاء الله، ونحن كلنا أمل في أن ينظروا إلى الأمر بعين الإهتمام لإنقاذ القطاع الزراعي؛ وذلك بأن يبادروا إلى إعادة النظر بهذا القرار”. وشدّد على أن “السوق السعودي مهم بالنسبة إلينا كمزارعين ومنه للعبور أيضاً إلى الأسواق الخليجية الأخرى. نحن حريصون بالمقابل على أمن المملكة العربية السعودية ونرفض أي مساس بها وبشعبها وبأمنها، تماماً مثلما نحن حريصون على أمن لبنان واقتصاده وعلى مصلحة المزارع اللبناني… لا شك أن أوضاع البلد الإقتصادية مذرية على جميع المستويات؛ ولم يبق إلا الزراعة وهي لقمة عيش الفقير، وبالأخص في منطقة مثل عكار تعتمد بشكل كبير على هذا القطاع وهي محرومة من الخدمات في باقي القطاعات”.

وتمنّى الحايك “أن يكون لصوت المزارعين صدى لدى السفير السعودي وليد البخاري المحبّ للبنان ولعكار و”أن يستضيفنا في لقاء قريب لنشرح له مخاطر هذا القرار على الزراعة وحياة المزارعين في عكار وباقي المناطق، كما على الواقعين الإجتماعي والاقتصادي لمنطقة مثل عكار ولبلد مثل لبنان”. وقال: “إننا بحاجة ماسّة للعدول عن هذا القرار حتى نتمكّن من التصدير وإدخال العملة الصعبة إلى لبنان، حيث لم يبق إلا صادرات هذا القطاع التي تؤمّن ذلك، خصوصاً وأنّ الوضع الإقتصادي الداخلي يمرّ في أصعب مرحلة، وهناك تأخير في تسليم ملفات المواد الأولية الزراعية المدعومة من مصرف لبنان، وسط الحديث عن رفع الدعم عن هذه المستلزمات بالكامل؛ الأمر الذي سيضع مزيداً من الصعوبات أمام الزراعة والمزارعين وقد يطيح بالقطاع من أساسه”.

وتعدّ مواسم البطاطا والحمضيات والفاكهة من المواسم الزراعية الأساسية التي تعتمد عليها عكار، كما يعدّ السوق الخليجي المستهلك الأهم لهذه الصادرات. ويساهم التصدير في تحريك الدورة الإقتصادية من جانب المزارع إلى العمال وتجار المستلزمات الزراعية وسائقي شاحنات النقل للشحن البري، ومن الطبيعي أن تتأثر الدورة الإقتصادية برمّتها سلباً من هذا القرار.

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …