عشرين / ٢٠ 

كتب علي دياب شاهين

ان تتحجب ملكات الجمال واصحاب الشفاه النافرة لتدخل الى كل بيت لتكريس واقع وليس لمعالجته، ولتجعل من المُروّج العاشق شخصية خيّرة ، رغم انه يوضب سمومهم في اقدس منتوجات الله من الخضار ، ليوزع هذا السم على باقي خلقه ، في أحياء وأزقة تدل بالرمزية الى فئة من الناس وبيئة معينه …
( ام وديع طالما ما معكم مصاري تربوا ، لشو بتخلفوا )
لم يكن حوارا بريئا في محل الخضار ، بين المُخبر الجميل، وام وديع من سكان ضواحي الفقر والحرمان ، حيث لا يغيب عن المشهد اصوات البائعين وأبواق السيارات ، وصراخ اهل الحي ، واصحاب المهن المتواضعه ، بعيدا عن اجواء الكافيات الكلاسكية ، والمولات الفخمة ، ببسطة قهوة ، و ببياع كعك الزعتر ، كا ارخص وجبة يمكن ان تسد منافذ المعدة لعدة ساعات في اليوم …..
لا اعرف لماذا دائما تعاقب الضحية تاريخيا ، رغم ان احمد عبد اللطيف الاسعد ارسل كامل ، ليتعلم بالجملة عنا جميعا ، ولا اعرف لماذا هذا الاعدام الجماعي لسمعتنا والذي يبرز الوجه القبيح فقط، كنت اسمع ان البقاع كان يزرع الحشيش وبيروت تتعاطى، والهرمل تزرع الافيون وزغرتا تصدر ، فالكل شريك في الجريمة ، وهذه البيئة ضحية وليست القاتل ، هل كان هناك جامعات ولم نتخصص ، وهل كان هناك معاهد موسيقى ولم نعزف ، ومسارح ولم نمثل ، وملاعب رياضة ولم نركض، ومسابح ولم نعوم ، وحدائق ولم نتنزه ، ومكتبات ولم نقرأ……
اعطوا لهذه البيئة حقها في العيش، ولا تزيدوا بألوانها السوداء سوادا، يكفينا ان تطردنا السفارات، وتستقبلنا السجون ، وتمسح جمارك مطارات العالم كرامتنا الارض ، في الغرف المنفردة في نزع ملابسنا الداخلية وتفتيشها ….

.

شاهد أيضاً

مسيرة شعبية في يريس بمديرية الحزم بمحافظة إب اليمنية بعنوان وفاء يمن الأنصار لغزة الأحرار …

تقرير / حميد الطاهري خرجت في عزلة يريس بمديرية حزم العدين محافظة إب”وسط اليمن ” …