اجتماع تجمع العلماء المسلمين برءاسة الشيخ حسان عبد الله

عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:
من المؤسف أن يمر عيد العمال هذا العام على عمال لبنان بل كل اللبنانيين والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية صعبة إلى حد باتت لقمة العيش والدواء والأساسيات الضرورية غير متوافرة وبات خطر الاستمرار بالعمل حقيقياً إضافة إلى تدهور قيمة الراتب إلى مستويات تجعله لا قيمة له بالمطلق، فهل من المناسب أن نتوجه لعمال لبنان بالتهنئة أم بالتعزية؟!!
إن الأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية لا تبشر بالخير، ففي لبنان لا يهتم المسؤولون بتأليف الحكومة وسط وضع شروط وشروط مضادة ليست هي الأساس في عملية عرقلة التأليف بل الأساس هو عدم سماح بعض الدول الإقليمية بدعم أميركي بتشكيل الحكومة لزيادة عملية الضغط على الأطراف السياسيين اللبنانيين لحصار مجموعة من اللبنانيين تصر على الاستمرار في نهج المقاومة وترفض ركوب قطار التطبيع الذي تعثرت خطواته، وسط مستجدات تبشر بالخير وسط هذا الظلام الدامس الذي تعيشه الأمة من خلال المواجهات البطولية التي يخوضها الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس الشريف.
وفي نفس السياق تحركت المياه الراكدة في المنطقة من خلال الإعلان عن انطلاق حوارات على الصعيد الإقليمي يواكبه التطور الدولي من خلال الدعوة للعودة إلى الاتفاق النووي، كل ذلك نأمل أن ينعكس إيجاباً على ساحتنا اللبنانية ويعيد البسمة إلى وجوه أطفالنا وعمالنا والمستضعفين في بلدنا.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:

أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لعمال لبنان والعالم في عيدهم ويدعو الدولة اللبنانية لإعادة النظر في رواتبهم التي ذابت أمام الارتفاع الجنوني للدولار الأميركي بالنسبة لليرة اللبنانية، وندعو لإقرار البطاقات التموينية والتمويلية لمساعدة العمال والفقراء على مواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن.
ثانياً: نعلن وقوفنا إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عملية رصد استجابة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتسليم المستندات لشركة التدقيق المالي، وندعو لإجراءات عقابية بحقه إن هو أمتنع عن تسليمها باعتباره متمرداً على القوانين والمراسيم الصادرة بهذا الشأن وعزله من موقعه واحتجازه حتى انتهاء التحقيق لتحديد مسؤوليته عن تدهور الأوضاع الاقتصادية ومعرفة شركائه في هذه الجريمة التي هي بمثابة خيانة عظمى.

ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن مجيء رئيس الوفد الأمريكي الوسيط إلى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني حول الحدود البحرية جون ديروشير لا معنى له إن لم يأتِ بموافقة واضحة من الكيان الصهيوني بالاعتراف بحق لبنان في مياهه الإقليمية، أما إذا كان يريد ممارسة ضغط على لبنان من أجل فرض تنازل عليه عن بعض حقوقه فلا أهلاً ولا سهلاً به، وندعو الحكومة اللبنانية للتمسك بحقوق لبنان كاملة في كل نقطة مياه من مياهه الإقليمية.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار قوات العدو الصهيوني بمنع الفلسطينيين من الدخول إلى مدينة القدس عبر حاجز قلنديا لممارسة صلواتهم في شهر رمضان المبارك في القدس الشريف، ونحي في هذا المجال انتفاضة المقدسيين في وجه الإجراءات الصهيونية ونجاحهم في كسرها في أكثر من مجال وندعو لتصعيد هذا التحرك حتى الوصول إلى الحرية الكاملة في ممارسة أعمالهم العبادية في المسجد الأقصى.

خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إرجاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية ويعتبر أن هذا العمل سيؤخر الإصلاحات والمصالحات لأنه يثير نقطة خلاف أساسية بين الفصائل الفلسطينية ونحذر من أن يكون هذا التأجيل مقدمة للإلغاء الكامل وإن كنا نعتقد أن الحل الأسلم هو بالتوجه نحو عودة الكفاح المسلح على كامل التراب الفلسطيني حتى تحرير كامل فلسطين من براثن العدو الصهيوني وزوال الكيان الغاصب.

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …