لا عَتَبَ ولا عِتابَ في ذلك !


✍ بقلم د.جمال شهاب المحسن *

إذا وضَعْتَ أَحَدَاً فَوْقَ قَدْرِهِ ….
فَتوَقَّعْ منهُ أنْ يَضَعَكَ دونَ قَدْرٌِك !!!
(أميرُ المؤمنين الإمامُ عليٌّ بن أبي طالب كرَّم ﷲُ وَجْهَهُ ) …
وانطلاقاً من هذه الحكمةِ لأمير البلاغة والحكمة والكلام … وبكلِّ تواضعٍ وسعادة واحترام للذات وللآخرين فلنْ أفقِدَ قيمَتي أمام مَنْ يُحاولُ أن يَضَعَني دونَ قيمتي … وأتمنّى أنْ يفهمَ الغافلونَ هذه الحقيقة… ولا عَتَبَ ولا عِتابَ في ذلك.

وبكل وضوحٍ بلا شروح :
يبقى الإبداعُ فوقَ الرُّتَبِ والمراتِب … وإن كان المبدع يعيش في كوخٍ خشبيٍّ صغير أو في بيتٍ عتيق بأدواته ومفروشاته القديمة كحالتي والحمد والشكر لله على نِعَمِه وآلائِه …

وللتذكير والعبرة فقط : عندما استهزأ ملك مصر والسودان فاروق من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله وقال في إحدى المناسبات ” أيه الأعمى ده ” ، كيف انَّ الله الواحد القهّار قد قَهَر فاروق وأذلّه وكيف أكرم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي سيبقى مُشِعّاً بابداعه أبَدَ الدّهر …

وهنا أسوق حادثة واقعية أخرى هي أن الاقطاعي الذي كان يعمل عنده والد جبران خليل جبران قد استهزأَ من الطفل إبن العشر سنوات جبران رافضاً تعليمه ليكون خليفة لوالده في خدمته ، وأكثر من ذلك عندما تنمّرَ على هذا الطفل البريء المبدع أمام والده وأمام الناس لإضحاك الحضور في مناسبة عامة ، فانتفض جبران في وجهه فما كان من هذا الإقطاعي المنحَطّ إلّا أن أطلق عنان صراخه بصفاتٍ لجبران هي ليست له وإنما كانت لأمثال هذا الاقطاعي وأزلامه المتزلّفين “المبيّضين” الإنتهازيين والعبيد … وكما تنبّأَ وتوقّعَ جبران في تلك الحادثة فإنَّ مآل هذا الإقطاعي كان ذليلاً وحتى أنه احتقر نفسه أمام الجميع في يوم دفن الأديب والشاعر والرسّام والمفكر الكبير المبدع والعبقري جبران خليل جبران …
وأنا هنا أسجّل أنني أعرف إسم الإقطاعي ولكنَّ نفسي أَبَت أن أذكر إسمه الى جانب نجم الفكر والأدب الذي عُرّف لبنان نفسه في أميركا ولفترة طويلة من الزمن بأنه بلد جبران .
🙏🌹💥 صباح الخبرات والأنوار والصحة والعافية

  • إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي وسوسيولوجيا الصراع

شاهد أيضاً

قوس قُزح

د٠ عباس وهبي إنّني على يقين ، وأشعر في كثير من الأحايين أنّنا نعيشُ على …