اشكر اهلي على تسميتي “سُليمى”

سليمى حمدان

كثيراً ما عاتبتُ أهلي (رحمهم الله) على تسميتي (سليمى) لأني كنت أعتبره إسما قديماً.. مع ان شقيقاتي بأسماء حديثة تقريباً …. ليلى…. وفاء…. منى….
وصديقاتي في البلدة يحملن أسماء… مي …. مها…فاديا… ناديا …. ليلى وهكذا…..إلا أنا إسمي قديم … سليمى….
على الأقل كنتُ أتمنى لو أن إسمي فاديا أو ندى أو مها …. وأكثر ما تمنيته أن يكون إسمي شيراز… من دون ان أعرف لماذا….!!!!
أهلي كانوا يقولون أنهم اختاروا لي هذا الإسم على إسم عمتي التي توفيت صبية …. وذلك قبل أن أولد بسنوات قليلة……..
وأن جدتي لوالدي أسمتني على إسم عمتي التي بكتها كثيرا وكادت تفقع من البكاء عليها…..
هذا في الماضي …
أما حاليا…..فكم أشكر أهلي وجدتي على إسمي هذا بعدما اكتشفت أنه من أجمل الاسماء وأنه ما من شاعر إلا وتغنى بإسم سليمى حتى قيل :”كلٌ يغني على سلماه”، بدلا من القول :”كلٌ يغني على ليلاه”… خاصة وأنه يبدأ بحرف السين ….. وهو أوزن حروف اللغة العربية على الإطلاق……..
فحرف (س) بحسب علم الأرقام والفيلسوف الحكيم فيثاغورس…الذي يعتبر علم الأرقام اساس الحضارة والتقدم…..وانظروا حاليا ما للأرقام من أهمية…. فيكاد كل شيء يقوم على الأرقام…..حرف الـ(س) يساوي ستين…..
وكذلك (سين) يساوي 60 مرتين….. الـ(س) تساوي 60 والياء مع النون تساوي 60……
وكذلك (سين) وتعني القمر…كانت إسم الإله (سين) يعني (إله القمر )في الحضارة القمرية التي كانت تسود بلاد الشام (سوريا) قديما وهي نتاج ملايين السنين من التراكم الحضاري والتاريخي …. وامتدت إلى مصر و دول الخليج وحتى جزيرة سوقطرة وبلاد أخرى….
ووجدت آثارات عدة دالة في حلب والعراق (أوروك) و(بابل) وجزيرة سوقطرة القريبة من اليمن… مطبوعة عليها صورة الهلال…. يعني القمر في بداياته….. وإليها ينتمي حمورابي الذي اعتبره كثيرون من المؤرخين إبن الإله سين يعني إبن إله القمر… بالإضافة إلى أدونيس وعشتروت ومردوك وغيرهم الكثير.
ولدينا في لبنان اهم مدينة في الشوف إسمها دير القمر التي أطلق عليها هذا الإسم نسبة لصورة الهلال كانت محفورة قديما على معبد فينيقي الذي بنوا فوقه كنيسة السيدة الموجودة حاليا قرب ساحة وسرايا دير القمر ونبع الشالوط بعد نقل صورة الهلال إلى حائط الكنيسة قرب الباب الجنوبي…. كذلك توجد في لبنان بلدة (بكاسين) يعني بيت سين … يعني بيت القمر….. وغير ذلك…وكل ذلك نسبة للحضارة القمرية ……
ومن بقايا الحضارة القمر ية إسم صحراء سيناء في مصر … نسبة للإله سين……
وكذلك الفيلسوف إبن سينا .. وهو الفارسي العربي وإسمه حسين بن عبدالله …. أطلق على نفسه إسم إبن سينا نسبة للإله سين… .. يعني إله القمر…..أي أن إبن سينا انتمى فكريا وثقافيا لهذه الحضارة العلميةةةةة العريقة الصادقة……التي سادت قيل الديانات الإبراهيمية…..
الاديان الإبراهيمية السماوية التي وضعت الكثير من هذه الحضارة في عداد الأساطير والأصنام وغير ذلك أبقى الدين الإسلامي على أمور عدة منها خاصة انتهاجه التوقيت القمري (فالقمر هو الأساس في بدء ونهاية شهر رمضان الكريم فلا يبدا الصوم أو ينتهي إلا بحسب بزوغ القمر وغيابه) بالإضافة إلى وضع صورة الهلال على غالبية المساجد والجوامع. الإسلامية طبعا… كذلك وضع صورة الهلال والنجوم على غالبية أعلام الدول العربية والإسلامية…… حتى الزراعة تعتمد على القمر (فارغ ومليان)… ولست متأكدة إذا ما كانت السورة الكريمة في القرآن الكريم (ياسين وطور سينين) نابعة من هنا……فليسامحني المعترضون….
كذلك من الحضارة القمرية النظام الستيني الذي تعود جذوره إلى هذه الحضارة العريقة ….. يعني الساعة تساوي 60 دقيقة والدقيقة 60 ثانية وهكذا… وذلك لسهولة استعمال رقم الـ 60 لأنه يقبل القسمة على 2 و3و4و5و6و10و12 و15و20 و30 يعني 60 يقبل القسمة على عشرة أرقام…..
كذلك اتخذوا من الرقم 12 يعني 6 مرتين أداة قياس (دزينة) لأنها تقبل القسمة على 2و3و4و6 بينما الرقم 13 اعتبر رقم شؤم لأنه لا يقبل القسمة على أي رقم آخر……وكان يشكل صعوبة في الأسواق…..في التجارة والبيع والشراء…..فيبتعدون عنه ويتشاءمون منه….
مساء الخير والورد وحرف السين والإله سين إله القمر……….
وكل التحيات للذين تبدأ أسماؤهم بحرف السين….خاصة وأنه حرف موسيقي بكل معنى الكلمةةةةةةةةة……وغنت لإسم سليمى المطربة الحلبية زكية حمدان….
آملة من الذين لا تبدا أسماؤهم بحرف السين أن لا يزعلوا…..فلكل حرف أهميته … الحرف … أي حرف في لغتنا العربية الجميلة ضوء ومصباح…..

شاهد أيضاً

داهمني. الكرى ..

بقلم فايز ابو عباس داهمني. الكرى .. والفكر يهيم ملتهما ما بقي من وعيي يتيم …