الصراع على حافة الهاوية، طهران بين الاشتباك السياسي الأمريكي الصهيوني وأولى خطوات الملف النووي

بقلم: رنا العفيف


وسط تصاعد التوتر بين طهران والكيانين الصهيوني والأمريكي نتيجة استهداف المنشٱت النووية الإيرانية بصورة ممنهجة إلا أن طهران تتقدم بأولى خطواتها تجاه رفع نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 % وهذا لم يرق أبدا لأعداء إيران فلطالما هناك استهداف عسكري و سياسي من قبل اسرائيل التي تحاول كل جهودها عرقلة المفاوضات الأمريكية مع طهران والسؤال هنا نتيجة لذلك
هل ما زالت إسرائيل تمثل الكنز الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط ترامب؟.
..
بالطبع إسرائيل من وجهة نظري لا تمثل كنزاً استراتيجياً لامريكا، لا في عهد ترامب ولا في عهد بايدن، لأن الإدارة الأمريكية الجديدة سعت وتسعى لفرض إملاءات سياسية جديدة لرفع معنويات هيبة امريكا بعد أن أصيبت بالخيبات في المنطقة، فهي مازالت ضمن أطر الترميم السياسي الذي خلفه ترامب وهذا نتيجة حتمية لسياسته الرعناء ولا وقت للولايات المتحدة الأمريكية للغو الإسرائيلي في الوقت التي تراهن إسرائيل على عرقلة مسيرة التفاوض النووي بين أمريكا وطهران، لذلك فأمريكا اليوم تعتبر إسرائيل عبئاً استراتيجياً دائماً عليها خاصة بعد استهداف المنشأت النووية الإيرانية التي تعتبر بمثابة ارهاب نووي بالغ الخطورة على مستوى منطقة الشرق الأوسط…
فإذاً الوقت اليوم يمر لمصلحة من؟
لمصلحة أمريكا أم لمصلحة طهران وعلى ماذا تراهن الولايات المتحدة اليوم وماذا عن أولى خطوات الملف النووي الجديد؟
الملف النووي الإيراني في جديد خطواته بحسب تصريح لوكالة الطاقة الذرية: فإن إيران أتمت تقريباً الاستعداد لبدء تخصيب اليورانيوم حتى 60% في منشأة نطنز وهذا عامل مهم يعتبر كرد في ظل زيادة العقوبات الأمريكية والأوربية المتناكية عليها.
وهناك قلق كبير من إسرائيل والسعودية المتمثلة بالإرهاب العالمي وهنا القراءة السياسية تأتي على النحو التالي كتحدي استراتيجي ورد قاسم على كل من يحاول تخريب مصلحة طهران ، وهذا ما أكده أيضا اتصال الرئيس الإيراني بنظيره التركي عبر الهاتف حيث قال: فتح أبواب المنطقة أمام إسرائيل أمر خطير ويجب رفضه ومواجهته وذلك لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وهذا بالضرورة يعني أن هناك دعوة لتحالف جديد لدول المنطقة الصديقة لاسرائيل أو تلك التي تنوي التحالف معها يسبق خطوات سياسية قادمة يدعي لضبط النفس أولا ومن ثم ضبط الفوضى السياسية أو لنقل سد ثغرة حرب الاشتباك السياسي التي تتسارع إليها الولايات المتحدة الأمريكية بخطوات دبلوماسية غير مدروسة عبر دول الخليج في حال نشوب حرب ضد ايران لطالما طهران أصبحت العدو اللدود في المنطقة ومع ذلك طهران مازالت متمسكة مبادئها وخياراتها الدبلوماسية تجاه برنامجها النووي وهي تسعى جاهدة لفض الإملاءات السياسية التي تقع على عاتق مسؤولية الجميع بمن فيهم أمريكا التي لم تعد قادرة على فرض المزيد من العقوبات والضغوطات على طهران ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم بأمس الحاجة إلى العودة للاتفاق النووي خاصة بعد ما ضاعف الإيرانيون عدد أجهزة الطرد المركزي وحافظوا على المسار الدبلوماسي ، لذا من المتوقع أن تعود أمريكا إلى الاتفاق النووي ، ولكن ليس حبا للتصالح وانما لتعيد لامريكا مكانتها بعد أن سقطت .
وهذا هو الامتحان الأول للولايات المتحدة الأمريكية العائدة للتو لتظهر حسن نواياها تجاه طهران مالم ترفع العقوبات الإرهابية عنها.
وفي نهاية المطاف امريكا على علم بأن إسرائيل تحاول عرقلة المفاوضات النووية وفي الوقت نفسه تحاول أن توظف العدوان الإسرائيلي على نطنز لترفع سقف مسار العقوبات الأخير على طهران ولكن لا جدوى منه بعد تقدم طهران نوويا على مستوى منطقة الشرق الأوسط والاقليم . لذا ستكون المرحلة المقبلة بعنوان جديد وقد يسقط نتنياهو كما سقط ترامب والله أعلم .


شاهد أيضاً

وقف أطلاق النار هزيمة لإسرائيل وخسارة للداعم الأميركي

  بقلم الكاتب نضال عيسى الجميع ينتظر اعلان وقف اطلاق النار في غزة بعد سبعة …