شكرا وليد بيك جنبلاط…

بقلم: رانية الأحمدية


لا أكتب لإعلامكم بدخولي المستشفى التي اضطررت ولوجها بسبب ظرف صحي طارئ فاق قدرتي على تحمل الألم «وقطعت على خير والحمدالله»، إنما لأوصل رسالة لعلها تكون حافذا للجميع لنستفيق من هذه الغيبوبة ونعود لنضع يدنا في يد بعضنا لعلنا نحي «طائر الفينيق» لبناننا من جديد..
كان دخولي إلى المستشفى غصباً عني، فأنا من أكثر الأشخاص الذين لا يحبون المستشفيات وأجوائها ويصيبني دخولها بالإكتئاب، ولأني كنت أسمع الكثير من الأقاويل ممن يدخلونها بأن الخدمة في مستشفيات لبنان ضعيفة جدا ومبتذلة في بعض الأحيان تصل إلى حد تجريم الأطباء والممرضين الذين من المفروض انهم يعملون ليل نهارلراحة المرضى وشفائهم..

لكن ما رأيته في مستشفى «عين وزين» من خدمة وافية ورعاية وإهتمام في المرضى ومعاملتهم على أنهم أهلهم وأبنائهم إسحتق مني الكتابة..

فالإنسانية ليس لها هوية ولا طائفة ولا دين، ليس لها لون، هي بذرة في الروح تنمو لطالما تأمنت لها التربة الصالحة في النفوس الشفافة التي ترى في العطاء هوية ودين ولون وتخصص..
فأصدق العواطف وأغلاها هي تلك التي تشعرنا بالأمان والطمأنينة..

وأعود وأكرر أن ما رأيته في مستشفى «عين وزين» من الطاقمين الطبي والتمريضي حتى ولو كان مكوثي فيها قليلاً إسحتق مني هذه السطور القليلة، فنحن لا نحتاج إلى وقت طويل لنكتشف الإهتمام والرعاية، فإما أن يكونا من البداية أو لا يكونا..

كانت الخدمات الطبية في مستشفى «عين وزين» في أعلى مستوياتها الإنسانية لكل المرضى الذين صادفتهم أثناء تواجدي فيها، وكان التعامل سيداً مبدعاً، ممّا استدعى انتباهي للسؤال عن خلفيات هذا الإهتمام لأكتشف بأنه عندما يكون التعاون موجوداً، يكون هدفاً للإنسانية وتكون الخدمة رائعة.

ففي ظل الظروف الراهنة والصعبة التي حلت في لبنان وعصفت بأبنائه جاء القرار من وليد بيك جنبلاط بالإيعاز إلى مستشفى عين وزين لإستقبال والإهتمام بكل المرضى المحتاجين، فيما أن هناك الكثير من المستشفيات لم تعد تستقبل المرضى خصوصاً غير «المضمونين» لأنها لا تحصل على مستحقاتها من وزارة الصحة..

فكان القرار من وليد بيك جنبلاط مساعدة المرضى إذ أنه يتم تغطية نفقات علاج أكثر من 500 شخص تقريباً وبشكل يومي على حسابه الشخصي وحساب جمعيات تابعة للحزب التقدمي الإشتراكي ووكالات الداخلية في الجبل..

وقد أوعز لكل وكالات الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي في كافة المناطق الجبلية الإهتمام والرعاية بالمواطن الذي يقطن في الجبل دون سؤاله عن هويته أو دينه لأنه يعتبر من يسكن منطقته هو ابنها.
وهذا ليس بجديد على وليد بيك، إذ أن «دار المختارة» كانت وستبقى هي الوحدة القوية لضمانة الجبل وأبنائه وقاطنيه.

وليد بيك جنبلاط.. أنت سيد تلك الدار الكبيرة«المختارة»، المؤمن إلى حد الشفافية التي من خلالها تحاكي روحك وتدرك وجودك في هذه الدنيا لتكرسه لأبنائك في الوطن أجمع وليس في الجبل فقط، تدرك ما عليك من واجبات جيدا فإذا بالعطاء بوصلة طريقك وهي سمة ولدت معك لتعمل عليها وتصبح رسالتك عبر أعمال الخير التي ليس لها مساحة محدودة بل تخطت الحدود، فكان لبنان بأرضه وإنسانه وجهتك دون تمييز بين منطقة أو طائفة..

هذه الكلمات القليلة أحببت أن أوجهها عبر موقع مجلتنا «كواليس» لإيصال رسالتك الإنسانية التي تؤمن بها وتعمل عليها دون كلل أو ملل، وخوفك عاى وحدة الجبل واتصاله بجميع المناطق اللبنانية من شماله لجنوبه، ومن بقاعه لساحله.. مع العلم بأنك لست بحاجة لكلماتي القليلة هذه فالجميع يعلم ما أنت عليه منذ البداية، لكني أحببت أن أشكرك بطريقتي الخاصة ببعض كلمات قليلة لكن لها معنى كبير لدي ولدى الكثيرين.

فشكرا لك وليد بيك جنبلاط على استيعابك هذا القدر الكبير من الإحتياجات في ظل هذه الظروف، فيما بعض المسؤولين تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه من آمنوا بهم ومشوا على خطاهم طوال سنوات..

«ورحم الله المعلم كمال بيك جنبلاط.»

وشكراً لكل وكالات الداخلية في الجبل ومدرائها ومنتسبيها وكل من جند نفسه للخدمة العامة من خلال تعليماتك
شكرا مستشفى عين وزين بإدارتها وموظفيها على كل هذه الرعاية والإهتمام بالمرضى وأتمنى لكل الأطباء والممرضين والممرضات العاملين فيها دوام الصحة والقدرة على الإهتمام أكثر فأكثر وأن لا يصيبكم مكروه..

وشكرا لرجل الأعمال والناشط ربيع مطر الذي يعمل بجد ونشاط للإنسانية وخدمة كل من يطرق بابه دون كلل أو ملل ودون منية ربيع أدامك الله وأزادك من فضله دائما وأبداً..


شاهد أيضاً

ضاهر: “نطالب وزير الصناعة بالاعتذار علنا عن الإساءة لجدعون وتشويه سمعته”

قال النائب ميشال ضاهر في بيان صدر عنه: “بعد حوالى 11 شهرًا على إحالة المدير …