مع دخول الربيع نحتاج الكمامة ليس فقط للحماية من فيروس كورونا

إعداد: زهراء🌷

“مع دخول فصل الربيع الثاني منذ بدء انتشار جائحة كورونا، قد يكون الكثيرون متلهفين للتخلص من كمامات الوجه، لكن في الحقيقة هناك سبب آخر للاحتفاظ بها بالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من مرض الحساسيّة الموسميّة.

فبينما تُؤدي الكمامات القماشية والطبية مهمتها بنجاح في حمايتنا من جزيئات الفيروسات، أظهرت الدراسات أنّ الكمامات يمكن أن تكون فعالةً أيضاً في تنقية الهواء من مسببات الحساسية الشائعة، التي تتواجد عادةً بأعداد أكبر مما يسهل منع وصولها.

مثل غبار الطلع من أشجار الصنوبر الذي يكون حجمه أكبر بـ800 مرة من فيروس كورونا وفقاً لما قاله أخصائي الحساسية الطبيب ديفيد لانغ لصحيفة New York Times الأميركية.

وحتى قبل الجائحة، كان ينصح المرضى المصابين بحساسية شديدة أن يرتدوا كمامات الوجه خارج المنزل، وخاصةً أثناء الأنشطة المُطوّلة مثل البستنة أو أعمال الحديقة أو أعمال البناء.

الحساسية هي في الأساس رد فعل الجهاز المناعي المبالغ فيه تجاه شيء لا يمثل تهديداً، فعندما تتلامس حبوب الطلع مع الغشاء المخاطي داخل الأنف، فإن الاستجابة المناعية تخلق التهاباً، والذي بدوره يسبب الاحتقان والعطس والمخاط الزائد وفقاً لما ذكره موقع Tufts.

وقالت الدكتورة بيرفي باريخ، أخصائية الحساسية والمناعة في مركز Langone Health التابع لجامعة نيويورك: “إنّ استخدام الكمامات يقلل من كمية غبار الطلع الذي يدخل عبر الأنف والفم، وبمجرد أن تقل الكمية سيكون الشخص أقل عرضة للإصابة بنوبة حساسية”.

كما قدم باحثون أجروا دراسة حديثة حجم الفارق الذي قد تحدثه الكمامات لدى من يُعانون من الحساسية بأعراض خفيفة ومتوسطة وشديدة.

وباستخدام بيانات من 215 شخصاً من فريق التمريض الذي استخدم الكمامات الجراحية أو الكمامات التنفسية N95 على مدار أسبوعين، اكتشف الباحثون أنّه من بين 44 شخصاً مصابين بأعراض الحساسية الشديدة، تعرّض نحو 40% منهم لحالات عطس وسيلان أنف وزكام أقل بعد ارتداء كمامات الوجه.

ومن بين 91 شخصاً مصابين بأعراض متوسطة، تحسّنت حالة 30% منهم بعد ارتداء الأقنعة الجراحية و40% عند ارتداء الكمامات التنفسية.

ومن بين 80 شخصاً بدأوا الدراسة بأعراض خفيفة، شعر 54% منهم تقريباً بتحسّن أثناء ارتداء كمامات الوجه بحسب الدكتور أميل درور، الطبيب والعالم في مركز Galilee Medical Center والمؤلف الرئيسي للدراسة.

كما كان ارتداء أفراد فريق التمريض للأقنعة أكثر فاعلية لدى من يُعانون من الحساسية الموسمية مقارنةً بمن يُعانون من الأعراض على مدار العام.

من جهتها قالت الطبيبة خوانيتا مورا: “إنَّ ارتداء كمامات الوجه مفيد جداً للأشخاص الذين يصابون بالحساسية الموسمية لكنها لا تغني عن الأدوية التي عليهم تناولها”.

وأضافت لموقع ABC11 أن الكمامات لها فائدة مزدوجة، سواء الحماية من فيروس كورونا أو من خلال الحماية من الحساسية الموسمية، وقد رأت الكثير من المرضى يتحسنون بسبب ارتدائها.

ويختلف مقدار الحماية في الكمامات بحسب المقاس، والقماش المستخدم، وإنّ لم تكُن ترتدي الكمامة طوال الوقت، فربما ستظل عرضةً لمسببات الحساسية الداخلية مثل عث الغبار أو غبار الطلع المحمول جواً عبر النوافذ المفتوحة في الربيع.

لذلك إذا كنت تعاني من الحساسية الموسمية، فإن هناك بعض الخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها رفقة ارتداء الكمامة، وتشمل الخروج في الأوقات التي لا تكون نسبة حبوب الطلع عالية في الشوارع، أو النوم أو القيادة مع إغلاق النوافذ سواء في المنزل أو في السيارة في الأيام التي ترتفع فيها نسبة حبوب الطلع وأيضاً غسل الملابس أو تغييرها بعد كلّ خروج.

وإليكم بعض النصائح التي قد تقلل الأعراض في موسم الحساسية:

-إحم عينيك: إرتدِ نظارات شمسية عند الخروج من المنزل، مما يساعد في منع مسببات الحساسية من الوصول إلى العينين بشكلٍ مباشر.

-إغسل الكمامة أو استبدلها بشكلٍ متكرر: آخر ما تريده هو أن تعلق مسببات الحساسية في الكمامة، لذا ينصح بتغييرها كل 3 ساعات، والاستحمام قبل النوم لضمان ألا تعلق مسببات الحساسية في جلد الجسم.

-إعثر على كمامة لا تُشبه بشرتك: اختيار الكمامة الأنسب لأصحاب البشرة المعرضة للحساسية هو أمرٌ مهم أيضاً، لأنّ أصحاب البشرة الحساسة قد يصابون برد فعلٍ على الأصباغ الموجودة في الكمامات القماشية، كما يجب عليهم استخدام منظفات خالية من العطور.

-تحدّث إلى طبيب إن كانت أعراضك شديدة: في حال استمرار ظهور أعراض موسمية تؤثر على الأنشطة الطبيعية -مثل الغياب عن العمل والدراسة أو حتى النوم- لدرجة تُعجزك عن النوم في المساء؛ فعليك استشارة طبيب متخصص.

عربي بوست

شاهد أيضاً

الحرب حتمية في لبنان… جنرال كبير يعلن عن أيام 10 مرعبة: رفح وثم “الطوفان 2” ومحاصرة حزب الله

أكد العميد الركن الدكتور هشام جابر أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لن يسير بأي …