ادخروا لانفسكم ولاحبتكم..فالخير في سعادة تُمنح وعطاء بنكهة الحب💕💕💕💕

في المدرسة، لفت انتباهي طفل لم يتجاوز السابعة من عمره🧒.. يمسك بصندوق طعامه المفتوح ويتنقل بين الطلبة، ومعلمته تنظر اليه والى رفاقه بهدوء أغاظني.. اقتربت منه بهدوء المستكشف لعلّي اكتشف سر صندوقه،
انا: صباح الخير.. اسمك أيه؟
هو: (بتحفّظ) كريم
انا: معك سندويش يا كريم؟ (ظننته سيتاجر بمحتويات صندوقه من حلوى مقابل سندويش مثلا
هز رأسه على استحياء وأراني صندوقه المفتوح… ثلاث شطائر صغيرة ملفوفة بعناية وأكاد المح فيها لمسة أم بنكهة حنان..
انا: بطل كريم.. بتقدر تاكل 3 سندويشات؟! رمقني بنظرة قلق وهز رأسه نافيا، فبادرتني معلمته بابتسامة قبل ان استرسل في تساؤلاتي: مس نادية، انه يبحث عن شريك!
انا: لم افهم!
تابعت المعلمة: كل يوم تجهّز ام كريم له ثلاثة شطائر، واحدة له.. (قاطعها كريم: والتانية لصاحبي) ..ابتسمت المعلمة: والثالثة لمن يرغب من طلاب صفه!
لم استطع اخفاء دهشتي من الموقف، فانا بالكاد اجهز لاولادي طعامهم صباحا!!
بعد ايام قابلت ام كريم في اجتماع اولياء الامور (والشطائر الثلاث لا تزال عالقة في ذهني)، فبادرتني بالسلام
ام كريم: اسفة اوي ما كنتش بعرف ان تعليمات المدرسة بتمنع مشاركة الطلاب وجبة الفطور! لكنه خير ادّخرته لإبني…
انا: (باستغراب) ما فهمتش!
ام كريم: في بداية زواجي اضطررنا للغربة… كنت اعمل وابو كريم ليل نهار لتأمين حياة جيدة لنا و لابننا البكر (كريم) الذي اضعه صباحا عند جارتي (الله يسعدها ) واعود اليه بلهفتي بعد الظهر لنذهب معا الى بيتنا في العمارة المجاورة لنبدأ يومنا الأسري الجميل.. (وتابعت وكأنها تستذكر الماضي) في يوم وانا عائدة من الدوام وقد أنهكني التعب والجوع دخلت بالخطأ الى عمارة اخرى وقد امتلأت بروائح الطعام اللذيذ في موعد الغداء… روائح اخترقت ذاكرتي وايقظت الشوق في داخلي..اشتقت ل أمي.. ل طعام امي.. وحنان امي… ووجدت نفسي اغرق في دموعي…لو انها هنا ما كان كل هذا التعب… لو انها معي لكانت الحياة اسهل..اجمل..
أدركت أنني أخطات العمارة.. عدت الى جارتي… ناولتني (كريم) نائما… هممت بالخروج واذ بها تحضر لي طبقا من (ورق العنب الشهي) الذي لم اذقه منذ اخر زيارة لأهلي من غربتى لصعوبة تحضيره!!
جارتي: كريم انبسط بالاكلة دي ونام قبل ما يتغدى منها كويس، حسبت حسابكم بالأكلة ..
لن اصف لك يا مس نادية سعادتي وانا التقط الصحن وقد جبر الله خاطري بشيء بسيط لكنه في حينها كان السعادة بحد ذاتها…
اتصلت بأمي لاشاركها سعادتي عدة مرات قبل ان ترد علي اخيرا: فينك يا امي ما بترديش؟؟ قلقتيني..
امي: صحيت مشغول بالي عليكي من الصبح، استعذت بالله من الشيطان وطبخت طبخة لجارتنا ام محمد لانها مريضة.. بعتلها وقلت: يارب ادخرتها لبنتي في غربتها…
(صمت)…بعدها، قررت ان ادخر لابني ما يجبر خاطره في كل حين… فلربما تكون في يده شطيره اشتهاها طفل لم يتسنى لوالدته تجهيز فطوره لسبب ما، فيسعد بها سعادتي بطبق ساخن في يوم غريب مرهق!
وغادرتني ام كريم وانا ادعو الله ان يزيدها كرما.. واقول في نفسي” ادخروا لانفسكم ولاحبتكم..فالخير في سعادة تُمنح وعطاء بنكهة الحب💕💕💕💕

شاهد أيضاً

يجب على العالم بما فيهم الشعب الأمريكي والأوروبي أن يدافع عن حزب الله،.

بقلم ناجي امهز بداية: هذا المقال ليس موجها إلى أولئك المارين العابرين التافهين، الساكنون الساقطون …