اذار٢٠٢١ حصاد ثورة ١٧ تشرين الانقاذ او الفوضى والتوحش ايهما يسبق؟

6/7

ميخائيل عوض

بيروت؛ ١-٤-٢٠٢١

الفوضى والحرب الاهلية…
السيد نصرالله؛ البلد استنفذ روحه – الرئيس عون؛ كان افضل لي ان ارث بستان جدي على ان اكون رئيس جمهورية فالمنظومة محكمة وقادرة واعجزتنا في كل المجالات- بري البلد يحتمل شهر ونصف…
١-الفوضى جارية وقد بدأت تترك بصماتها وتتصاعد مؤشراتها وتزداد عناصر فرضها كواقع معاش، وكل الطرق والسياسات والمعطيات تؤكد صيرورتها فالإخفاق في تشكيل حكومة يسرعها والعجز عن تعويم المستقيلة يعزز فرصها وحكومة الظل تستعجلها والاختناقات التموينية والتمويلية تستدعيها وانعطاب اداء الدولة ومؤسساتها تفرضها على عجل والسلاح بيد الناس والجوع طرق الابواب والاشتباكات بالأيدي والادوات الحادة في المحال التجارية سيتحول الى عمليات نهب وتدمير وحرق والمشكلات الاجتماعية في الاسر والاحياء والبلاد تحل بالسلاح المتفلت والسرقات بما في ذلك ما هو ملك بلديات ودولة جار في النهار وتحت بصر الاجهزة ” ري غارات -درابزين- اعمدة وابراج واسلاك وكوابل الكهرباء والخدمات، وقطع سيارات الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية…” والحبل على الجرار وعندما يفتقد الامل بالغد وتغيب اية رهانات مستقبلية ويتعطل القضاء ويفلت الامن فالفوضى تصير قائمه وتزداد شراسة وتتمدد.
٢-الفوضى الامنية -انحسار الدولة -قيام سلطات الامر الواقع-والامارات الاسلامية؛
بشر بها وزير الداخلية وحذر منها قائد الجيش وكلاهما العارف بواقع المؤسسات وبالتقارير الامنية وقد تكرر التحذير من اغتيالات واعمال تخريب وتوترات امنية، والحال الجارية، والنذر كثيرة والمعلومات المسربة والمتداولة وبعضها يفيد بوجود اكثر من ١٤٥٠٠ داعشي ومتطرف واكثر من ٣٨٠٠ من المجموعات العاملة تحت امرة التركي والمرتزقة في ليبيا مطلوب لهم مكان ومسارح وساحات عمل والشمال اللبناني وبعض البؤر في البقاع والاقليم وبيروت والجنوب تأهلت واعدت جيدا خلال المرحلة الماضية والقيادة السنية السياسية في انهيار تام ولا بدائل وطنية واجتماعية قدمت نفسها او تقدمت للمهمة .
كما الحالة السنية كذلك البيئة المسيحية فقد انهارت توازناتها الضابطة، فالقوات اللبنانية اعتدت بنفسها كثيرا واعدت عدتها ونظمت اجهزتها ووفرت بحسب الشائع والمتداول في الصالونات ووسائط التواصل ما يزيد عن ال١٥٠٠٠ من العناصر واستقدمت كادراها من الخارج وامنت السلاح، وتنشر صور وفيديوهات لمسلحين يقال انهم قواتيين ولم يبخل ناطق رسمي باسم القوات من الاعلان عن جاهزيتها للرد بالسلاح على اي اعتداء .” نفى الدكتور جعجع رغبتها او سعيها للحرب الاهلية “- لا نتبنى المعلومات الدارجة والتسريبات ولسنا واثقين من صحتها ولا توثيق لها – الا ان الظروف والبيئات باتت على اشد نضج وتوفرت كل الشروط والاسباب للفوضى المسلحة والبعض يتحدث عن حرب اهلية ويؤكد جاهزية البلاد والبيئات الاقليمية والدولية موفورة على درجة عالية وقد يتحول لبنان لساحة تنفيس واشتباك لتصفية حسابات اقليمية ودولية تتحضر للاشتباك المسلح والعنيف فهشاشة الوضع اللبناني يغري الجميع باستخدامه بديلا لحروبها المباشرة. والجوع يعزز الحاجة الى الفوضى والانخراط بالسلاح …
ما تقدم هو سيناريوهات العجز والتفلت وانهيار النظام الجاري على سرعة وبوضوح فالفوضى على اشكالها المتوقعة والمحتملة نتاج منطقي وتقليدي للتحلل الذاتي في غياب روافع موضوعية وكتل اجتماعية عارفة بما تريد وقادرة على منع انهيار الهيكل على الجميع.
سيناريوهات الاشتباك والتوترات
جولة اذار ٢٠٢١ كانت قاسية واستخدم فيها تحالف اذار كل مناوراته وقدراته وفشل ذريعا والمنطقي لكل فعل رد فعل يوازيه ويفيض.
١- ان يفعل حزب الله – عون قواهم، وان يحسم عون-باسيل وتيارهم التوجه شرقا” وهذا امر لا مؤشرات عليه بل تصريحات باسيل السابقة تعارضه عقائديا” وان يحسموا امرهم فيجدون تفسيرا او فتوى دستورية ويفرضون سحب تكليف الحريري وتسمية رئيسا مكلفا لحكومة الصف الواحد لتشكيلها منسجمة متفقة على قطع الطريق على الانهيار بالتوجه شرقا واعادة هيكلة النظام والمؤسسات والبنى الاقتصادية والاجتماعية على قواعده بعيدا عما كان وهذا يتطلب جرأة الاشتباك مع الغرب وامريكا واسرائيل وقطع اذرعها في لبنان وبناه ومؤسساته، ومن المؤكد انها مهمة صعبة وغير تقليدية وستولد انفجارا وربما جولات عنف، تتوفر كل شروطها وعناصرها وادواتها فاين ومع من ستكون البداية…؟؟
وبكل حال بحكومة اللون الواحد والحسم بالاتجاه الى الشرق واعادة هيكلة النظام والمؤسسات على قواعده او بدونها فالتوترات الامنية وسيناريوهاتها على اغلب الظن ستكون ذاتها وذات مسارحها، ما لم تتفكك المؤسسة العسكرية وتخرج من دائرة الحسابات.

• البيئة المسيحية مرشحة لان تكون مسرح لتوترات امنية ، فقد شهدت اعلى منسوب تعبئه وشحن بين القوات والرئيس عون والتيار الحر ورئيسه ويشهد للطبقة الوسطى المسيحية والنساء خاصة دورا نوعيا في الايام الاولى لثورة ١٧ تشرين وكان الجمهور المسيحي الاكثر حيوية وبحثا عن مخارج وحلول للكارثة ومحاولة انتاج قوى من خارج الانقسام وشكلت البطريركية وسيدها البديل عن انفراط عقد تفاهمات التيار والقوات، والثابت البيئة المسيحية كانت متوترة ومتصارعة بين اطرافها السياسية والميليشياوية في الحرب الاهلية وقد شهدت حروب بين فصائلها وانتفاضات وحروب في القوات وبينها والجيش اللبناني، وبسبب حالة القلق العارمة للمسيحين ورهاب الهجرة والاقتلاع قد تشهد في حال انهيار النظام العام توترات وصراعات حدية ومسلحة والمعطيات تفيد انها لا تحتمل تعدد القوى المسلحة ولا ترقد لتعدد جهات السيطرة والادارة، وقد سربت اشاعات عن احتمال ٧ ايار في البيئة المسيحية اشارة الى احتمال تصاعد التوتر بين التيار العوني -المؤسسة العسكرية والقوات اللبنانية ومن غير المستبعد ان يحاول اعداء القوات الاستثمار وسوق التهمة للقوات بعلاقاتها مع الغرب واجهزته والتمويل السعودي والخليجي والتفاهم مع الاخوان المسلمين، وفي واقع الحال انها شحنت محازبيها بدرجات عالية من التعبئة ضد عون وباسيل وحزب الله وسلاحه ووضعت نفسها في موقع حرج، فعلاقتها بتيار المستقبل متوترة ومع التقدمي وجنبلاط كذلك ومع المردة نار تحت الرماد ومع بري لم تفلح بتطويرها نوعيا، ومع الكتائب ليست على ما يرام، ومع المؤسسة العسكرية ليست ايجابية، وراهنت على حراك ١٧ تشرين والسفارات ومجموعاتها فتراجع حضور الشارع، والشارع المسيحي في احباط وحياد منهك ومرتهب على وجوده، وهي لا تستطيع التراجع عن تصعيدها او العودة للتبريد” زيارة وفدها المعزز للضاحية الجنوبية محاولة تحسب لها” ولن تكون مقبولة من اعدائها ولن تجد حماة لها في العرب واو في العالم ولا من جيوش جاهزة للتورط في لبنان، والسعودية والخليج يلهث خلف روسيا والصين للحماية وروسيا تبحث عن دور محوري في لبنان يمر عبر السوري المشبع حقدا على اللبنانيين ولاسيما فريق ١٤ اذار “هذه ايضا تؤشر اليها مسارعة جنبلاط الى قصر بعبدا ودعوته للتسويات”. وبكل الاحوال اذا ذهبت البلاد الى الفوضى وتحلل الامن فالبيئة المسيحية لا تحتمل الفراغ فمن يفرض سيطرته عليها امر سيكون محوري في مستقبل لبنان وتطورات ازماته
  -البيئة السنية متوقع ان تكون ايضا من منصات التوترات الامنية فيما بين فصائلها، وفصائل ٨ اذار المحسوبة على حزب الله، وحيث تمكنت المجموعات الاسلامية المسلحة داعشية واخوانية ومن انصار تركيا ” جنست تركيا عدد كيير من عائلات طرابلسية وشمالية” سيسعون للسيطرة وانشاء امارات وسلطات امر واقع وهيمنة، بيد ان معالجة هذه الحالة ستكون مرهونة بحجمها وبمناطق سيطرتها وبقدراتها ومن غير المستبعد ان تستدعي تدخل روسيا -سورية اذا تمكنت من الشمال او اكثريته، وبتفويض دولي واوروبي خوفا على اوروبا من الارهاب واللاجئين..
• هل هي الحرب الاهلية التي يجري الحديث عنها بكثافة؟؟ ربما!! لكنها من طابع مختلف عن التي عاشها اللبنانيون حتى الطائف وستكون اقصر وعلى الارجح ستتخذ حالة جولات عنف وليس حربا بخطوط تماس ومناطق سيطرة مستقرة طويلا وعلى غالب التقدير ان مثلث بيروت المصنع بعلبك-بيروت الناقورة ستحسم سريعا ، وان بقيت المؤسسة الامنية والعسكرية متماسكة فستفوض بتأمينها بإسناد من حزب الله والعونية والحزب التقدمي سيكون جزءا من العوامل الضابطة والقابلة بالأمر الواقع الجديد والمتعايش معه.
  وما لم تؤمن المؤسسة العسكرية وتخضع للإدارة الجديدة المتمكنة في مناطقها فمنطقة كسروان جبيل ستكون احد بؤر التوترات والاقلاق الامني اما الشمال عموما ومدينة طرابلس فأمرها اكثر تعقيدا ان تمكنت منها القوى والفصائل المسلحة الاسلامية .
  ماذا بعد؟؟
  تفيد المعطيات الموضوعية ان حالة الفوضى المسلحة لن تدوم طويلا كسابقتها الحرب الاهلية لكل الاسباب ولاختلال ميزان القوى في لبنان والاقليم ولحاجات سورية وروسيا واوروبا للاستقرار والمنطقي ان تنتهي حقبة الفوضى والمسلحة اذا ذهب اليها لبنان على نظام جديد ووظائف جديدة للكيان او على انتفاء مبررات استمرار الكيان واعادة توزيعه واو ظمه كمقدمة لإعادة تشكيل الشرق العربي على كونفدرالية الشام الجديد التي تطل برأسها وبدا الحديث عنها في مختلف الاوساط العارفة والنافذة المقررة.
  
• … يتبع
  غدا؛ خيارات الانقاذ متاحة وزمنها لم ينفذ بعد.