نسوق لكم هذه القصة الحقيقية من عهد “قوة لبنان في ضعفه وحياده”

✍ بقلم د.جمال شهاب المحسن*

في الرد على أصحاب نظرية “الحياد” ومستحضرات ” قوة لبنان في ضعفه” والشعار “الإسرائيلي” في الداخل اللبناني “نزع سلاح حzب الله” ، وكل ذلك في في مواجهة قوة وحق مقاومتنا البطلة وسلاحها النوعي الذي أصبح العدو الصهيوني الإرهابي المجرم وحلفاؤه في الإقليم والعالم يخشوْنه ويَحسبون له ألف حساب ، نسوق لكم هذه القصة الحقيقية من عهد “قوة لبنان في ضعفه وحياده”:

في الثامن والعشرين من كانون الأول عام 1968 قامت قوّةٌ من الكوماندوس “الاسرائيلي” باحتلال مطار بيروت الدولي ودمّرت كل الأسطول الجوي المدني اللبناني المكوَّن من ثلاث عشرة طائرة لبنانية لشركة (الميدل إيست) كانت تساهم في الإزدهار الإقتصادي اللبناني في تلك الفترة والتي كانت جاثمةً على أرض المطار ، فتحوّلت خلال أقل من نصف ساعة إلى ركام ورماد ودخان ..
ومرّت هذه العملية التي قادها مجرم الحرب الصهيوني رفائيل إيتان دون مقاومة دفاعية من القوى العسكرية اللبنانية باستثناء مبادرة فردية وحيدة للرقيب أحمد محمد شحادة ( من إقليم الخروب)، فأطلق النار على قوة الكوماندوس المعادية من منطلق انتمائه الوطني وواجبه العسكري وأصيبَ في الإشتباك بقدمه ، فكانت رصاصاته في حينه من الإرهاصات التي أسّست لولادة المقاومة الوطنية اللبنانية ، ومن المستغرب أن هذا البطل المقاوم قد “نُصح” بعد ذلك بتقديم استقالته !…. لأنه خالف الأوامر العليا … وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤلٌ وجيهٌ جداً هو : ما نفعُنا إذا لم نهبّ لندفعَ عدوانَ المعتدين ؟!!!!!

وفي سياق الحديث عن هذه الحادثة المعبِّرة أذكُرُ أنني وثّقتُ كباحث ومعِدِّ أطروحة عن الجنوب اللبناني آلاف الاعتداءات “الاسرائيلية” على لبنان في المرحلة الممتدة بين 1949( اتفاقية الهدنة) وعام 1964 أي في المرحلة التي لم يكن فيها لا مقاومة فلسطينية ولا مقاومة لبنانية، وكان مخيّماً على هذه المنطقة الإستراتيجية بامتياز العدوانية “الإسرائيلية” وأطماعها في أرضنا وترابنا وثرواتنا المائية والنفطية والغازية والتي وضعت لها حدّاً ولجمتها وتلجمها مقاومتنا البطلة …

وفي معرض الرد على التهديدات والأخطار الاسرائلية الراهنة نقول :

نحنُ نعلمُ إلى درجةِ اليقين أنَّ “إسرائيل” لا تستطيعُ تنفيذَ تهديداتِها ضِدَّ لبنان لأنها تعرفُ وتَحسبُ ألفَ حسابٍ لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ولأبعادِ الردِّ المُزلزلِ الذي سيأتيها من المقاومةِ وقائدِها الصادق الأمين سماحة السيِّد حsن نصرالله حَفِظه ﷲُ تعالى …
ولكنَّ التهديداتِ “الإسرائليةَ” تُوظَّفُ في مكانٍ آخر وتساعدُ مَن تريدُ مساعدتَهم في أمرٍ ما … فَورَاءَ الأَكَمَةِ ما وَرَاءَهَا !!!!! مع احترامِنا ل “جماعات وأفراد وشخصيات التحاليل السياسية” الإستعراضية السخيفة التي لا تركِّزُ إلّا على ظاهِرِ التصريحات و”الإعلانات” لأنَّها لا تعرفُ أبجديةَ التحليل العلمي … وهنا سأكتفي بهذا القدرِ من الكلام المُباح …

  • إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …