أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

أحمد وهيب الأمين، شاعر من العراق، مؤسس مجلة نازك الملائكة للشعر والأدب. مدرس فيزياء حاليًا، قبل ذلك عمل في اهم مؤسسة علمية عراقية “الطاقة الذرية العراقية “
لكن بعد العدوان الثلاثيني على العراق تم تدميرها
بعدها عمل في التدريس .

له ديوان شعري مطبوع بعنوان “ديوان الأمين “
والعديد من القصائد التي تربو على الألف
عشق الشعر والأدب وله أربعة كتب معدّة للطباعة .
نُشرت قصائده في عدة صحف عربية وعراقية
مثل جريدة النهار العراقية، جريدة الشرق، جريدة العراق الأخبارية، جريدة كل الأخبار، جريدة سيروان العراقية.
له قناة على اليوتيوب، كما له موقع في غوغل للتوثيق.
ابن العراق الأبيّ، يدهشك بأسلوب فريد ومعانٍ براقة تخطف السمع والبصر .

الساعر أحمد وهيب الأمين:

يقينًا أثرت الخرب كثيرًا لكننا أمة لن تموت، أُمة في قمة الوجع تلد الحياة

• 

*من علم الطاقة والمادة والحركة إلى الشعر .
كيف اكتشف الشاعر أحمد الأمين موهبته؟

أنا أعشق الادب والشعر منذ الصغر وأذكر كثيراً مدرس اللغة العربية، كان يطلب مني قراءة الانشاء وكان الأمر يسعدني.
والفيزياء تعني الطبيعة بكل ما فيها من جمال، إشراقة الصباح ونسماته و رذاذ المطر يعانق الروح وقطرات الندى تتوسد خد الورد و السماء الزرقاء والهالة حول القمر والغسق قوس من أشعة الشمس العريضة البيضاء أو قرنفلية اللون في السماء منتشرة بجسيمات مثل الغبار العالق في الغلاف الجوي .
وجمال الخـَلق ..
وأجمل ما في الطبيعة تلك الأنثى الأم والبنت والأخت والحبيبة ..

*هل يسقط الشاعر عندما يكتب الخطاب المؤدلج؟
أو أن هذا لا يمس باخلاصه لقصيدته؟

على الشاعر أن يرى الحرف مقدسًا ولا يكتب إلا من خلال وجدانة وإيمانه بقضيتة ، فالشعر قضية.
الكلمة حياة والحرف ضمير ولنا في الحسين بن علي مثال قال لا، حين كانت كلمة لا قضية وشرف وموقف .

*نسب لمحمود درويش قوله: “إذا أردت أن تكون شاعراً فكن عراقياً . ما سر هذه الوجدانية في القصيدة العراقية؟

بلاد ما بين النهرين مهبط الرسالات والرسل وأبتدعت الحرف ودونته، وملحمة جلجامش أقدم ملحمة إنسانية عرفتها الخليقة، لذا أستغرب إن لم يكن العراقي شاعر ًا. الشعر في جينات أبناء الرافدين والشعر يجري في عروق الجوري، يتسلل في خلايا الروح .

*أنت مؤسس لمجلة نازك الملائكة الكترونية.
هل انتهى زمن الورق وصارت المنصات الالكترونية هي البديل؟ وهل وجودها من مستلزمات التطور أو هي بديل أقل كلفة مادية؟

يقينا لن ينتهي زمن الورق. في الكتاب الورقي نكهة ومتعة خاصة في القراءة، وانت تقلب اوراقة تشم عبق الورد وتتنقل في رياض الروح وجنة الأديب والشعر ، ولكن الكتاب الألكتروني انتشر مؤخرًا لسهولة الوصول إليه.

* “ديوان الأمين” ما هي القضية التي أطلقتها من خلاله وتمثلك؟

الحب العذري ونقاء الروح والعودة إلى الطبيعة البكر في الذات الأنسانية. والعشق الذي طالما افتقده حاضرنا وتغيرت المشاعر الانسانية وكلمة الحب والغزل ضاعت في غياهب الغاب والوحشية.

*لطالما أعتبرت العاصمة بغداد موطنا أصيلا للشعر.
هل أثرت الاضطرابات والحروب على هذا الشغف عند العراقيين؟ وكيف تقيم المشهد الثقافي في بلاد الرافدين؟

العراقي بطبيعته ميال للقراءة رغم كل الظروف تراه في جبهات القتال وفي يدية ديوان شعر أو رواية أو قصة وعلى ظهره يحمل أثقالاً من ادوات الحرب ، هو يعشق الحياة بالشعر والادب، يقينًا أثرت كثيرًا لكننا أمة لن تموت، أُمة في قمة الوجع تلد الحياة.

*هل للشاعر خطوط حمراء لا يجوز أن يتخطاها في قصائده أو انه فعلًا يحقُّ له ما لا يحقّ لغيره؟

لا خطوط إلا في ما ينافي الأخلاق، وله أن يكتب ما يراه مناسبًا لقضيته، الشعر قضية لا بد أن يتضمن رؤية إنسانية. .

٨-بالرّغم من سياسة تهميش الأدب والثقافة، إلا أنّنا نرى نتاجًا وفيرًا وفي شتى المجالات.
لماذا يُعتبرُ المثقفُ خطرًا على بيئته ويتمّ إبعاده ونفيه كما جرى مع كثيرين من شعراء العراق الكبار ؟

يعتبر المثقف خطراً بسبب معرفته الشمولية لادق التفاصيل ومقدرته على توظيف الكلمة في مكانها الصحيح..
المثقف هو من يستطيع تغيير الواقع، خاصة إذا كان صاحب قضية ومهتمًا بقضايا المجتمع أولًا والانسانية بشكل عام..
والمثقف عندما يكون شاعرًا او كاتبًا او اديبًا يستطيع أن يؤثر في مجتمعه بعمق وقوة، فهو من يـُنظر ويُلهم الجماهير التغيير. لهذا المثقف يشكل الخطر الكبير على السلطات والانظمة وخاصة البعيدة عن جمهورها وشعبها. وكلمة المثقف تكون على عدة مستويات وأطر ، ولكل أديب و شاعر وإنسان تعريف للمثقف.

*أترك لك الختام في قصيدة تهديها لقراء كواليس؟

نَسجٌ من شمسِ

---

رأيتُها كرؤيا المنامِ
راقصةً لي جزلى
تطيرُ كما النسيمِ
وتُغني هازجةً
سأفردُ جناحيَّ على
الدنيا
لاهية، وعذبُ الروح
يناديكِ
الروحُ بين راحَتيكِ
منذ ألفِ ألفِ عامٍ
تناجيكِ في همسٍ
وفي عَلنٍ
كفراشِ النورِ أزهو
وأرفرفُ على الأفقِ
البديعِ
وأمتطي صهوة الحياةِ

أو كعصافير الروضِ
الصغيرةُ
أغردُ وانت معي في كلِّ
حينٍ
في روضٍ من غرامٍ
وعلى الغُصنِ
منا نتبادلُ
الشوقَ وٱياتِ الغرامِ
تحطُّ وتطيرُ لاهيةً
ودنياي فيها من الحُبِ
الكثيرِ
أقبل الثغرَ الجميل
وأداعبُ الهدبَ اللطيف
فأسمو على الغاشيات
واخيطُ من الشمسِ
ثوبيَ الرهيف
ومن ياسمين الوردِ شالاً
على تبرِ الشعرِ

ومن قرص الشمسِ
نورٌ يضيء
الخَدَّ
وجوريةٌ حمراءٌ
تزيّنُ ثَغريَ الباسمِ
تَجودُ بالشهدِ
معكِ كلّ الأيامِ
في هيام