البشارة الرِّساليَّة!

علي رفعت مهدي


” إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍۢ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ” (آل عمران 45) ….
بشـــراكِ يا سيِّدتي يا مريم !!!
ايَّتها العذراء … البتول … النقيَّة … الأبيَّة …
بشراكِ !!!
بكلمةِ الله… معجزة الله… وجيه الله… المقرَّب من الله!!!
بالمسيحِ النَّاصر للضعفاء… الآمر بالمحبَّةِ والسَّلام!!!
بشراكِ يا سيِّدتي النَّاظرة الينا من العلياء!!
الداعية لنا بالخلاص والقيامة!!
القيامة:  من مستنقعات الجهل والحقد والكراهية والاستكبار والإستعلاء والتقاتل والتنابذ والتناحر والأميَّة والفساد والظلم والعنجهيَّة والغباء!!!
القيامة: من مصادرة الدِّين بإسم آلهةِ الأرض…  المستكبرين في الأرض الذين عتَوا وافسدوا وقتلوا وظلموا وشرَّدوا وتفرعنوا وصادروا المقدَّرات للبلاد والعباد وكانوا مصداق قول الله تعالى:” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ( القصص 4)
وها هم _ يا سيِّدتي يا مريمَ البتول _ فراعنة هذا الزمن يعيثون في الأرضِ فسادًا وتجويعًا وتخويفًا للناس واستضعافًا لهم وتقتيلًا لأبنائهم ونسائهم  باسمِ بشراكِ المسيح وبشرى المسيح محمَّد!!!
 يا أمَّ المسيح الذي امر بطردِ لصوصِ الهيكل، وحمل هموم النَّاس، وامر بالمعروف ونهى عن المنكر والظلم، ودافع عن الفقراء والبسطاء والتُّعساء، ولم يقتنِ ذهبًا ولا فضَّةً ولا درهمًا ولا دينارًا، ولم يسعَ إلَّا في خدمةِ عيال الله… لأنَّه كان الأحب الى الله… أليس احبّ الناس الى الله انفعهم لعياله؟ فكيف بمن قال:” أتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركًا أينما كنتُ وأوصاني بالصلاةِ والزكاةِ ما دمتُ حيَّا وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبَّارًا شقيَّا والسلامُ عليَّ يومَ ولِدتُ ويومَ اموتُ ويومَ ابعثُ حيَّا ذلك عيسى بن مريم قول الحقِّ الذي فيه يمترون” …
فهو المبارك النفَّاع البار بأمِّه؛ الماسح جراحات المستضعفين، المواسي للثكالى والأيامى واليتامى والمقهورين، المتواضع، المحطِّم لعروش الجبابرة الطغاة الظالمين المستكبرين، قول الحقّ وبشرى الحقّ، المدافع عن الحقّ …..والذي فيه يمترون!!!!
بشراكِ يا سيِّدتي العذراء البتول الطَّاهرة النقيَّة!!
وما أحوجنا الى من يبشِّرنا برجاء القيامةِ من ازماتِ الحياة ومشكلاتها بعد مئةِ عامٍ على تناحرِنا وتقاتلنا باسم الله وانبيائه وملائكته ورسله!!!
بعد مئةِ عامٍ على عدمِ بلوغنا سنَّ الرشدِ في السياسة والأمن والإقتصادِ والإجتماعِ والثقافةِ والمعرفةِ والأدبِ ومنظومةِ القيم كلِّها!!!
بعد مئةِ عامٍ على جهلنا بفتنِ المفتنين الذين يعملون ليلهم ونهارهم ليفرِّقوا بين اتباع الرسالات كي يسودوا ويتحكَّموا برقاب العباد ومقدَّرات البلاد!!!
متى يا ايَّتها المُبَشَّرة بالمخلِّص؟؟؟
متى نُبَشَّــرُ بالخلاصِ من كل ظالمينا وطغاتنا وفاسدينا ومفسدينا وقاتلي أحلامنا ، ومدمِّري مستقبل اولادنا وأحفادنا؟؟؟
متى نُبَشَّـــرُ أنَّنا بشرٌ نستحقُّ وطنًا عاش فيه رسلُ الله وانبياء الله ونزلت في آفاق سماواته ملائكة الله؟؟؟
متى يا سيِّدتي يا مريم!!
نعي انَّ الله تعالى يأمرنا بالعدلِ والإحسان وخدمةِ النَّاس والدِّفاع عن الحق ، ومعرفة اهل الحقّ؟؟

ومتى ندركُ انَّ المسيحَ، لو كانَ حاضرًا بيننا، هل كان سيقِفُ متفرِّجًا ومُشاهِدًا لعذاباتنا وجراحاتنا والسعي الى تركيعنا وتعطيشنا وتجويعنا  وموتنا ومصادرة كل إنسانيتنا ؟  ونحنُ الذين تعلَّمنا منه كيف نغرِسُ المحبَّة في رحابِ الحياةِ متماهيَةً مع سيفِ الدِّفاع عن العدل والعدالةِ والحقِّ  والخير والجمالِ  كي نستنيرَ ببشراهُ في كلِّ عامٍ ربيعًا مِنَ الإيمانِ والطَّهارةِ والعِزَّةِ والنَّقاء :” وللهِ العِزَّة ولرسولهِ وللمؤمنين ” !

علي النهري

25 آذار 2021

شاهد أيضاً

أبو ستة للميادين: منع دخولي إلى أوروبا هدفه ألا أدلي بشهادتي أمام “الجنائية الدولية”

الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، يؤكد أنّ الهدف وراء منعه من دخول أوروبا هو منعه …